​تواطؤ مع الحوثيين.. ردود أفعال متباينة بشأن الضربات الأمريكية في اليمن

> أثارت الضربات العسكرية الأخيرة التي نفذتها القوات الأمريكية، بالاشتراك مع كندا وأستراليا وبريطانيا والبحرين، ضد مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، انقسامًا في الآراء بين الناس. وبينما ينظر البعض إلى الضربات على أنها خطوة ضرورية لحماية المياه البحرية اليمنية والممرات الإقليمية والدولية من هجمات الحوثيين، عبر آخرون عن مخاوفهم بشأن النوايا الحقيقية وراء العملية.

 وعلى خلفية الضربات، ظهرت رواية تشير إلى أن العمل العسكري كان مجرد تمثيلية بين أمريكا والحوثيين.  وتفترض هذه الرواية أن الضربات ما هي إلا حيلة لتمهيد الطريق أمام أمريكا وحلفائها للسيطرة على السواحل اليمنية والإقليمية بحجة حماية المياه البحرية. بالإضافة إلى ذلك، تساءل البعض عن سبب استهداف القوات المتعددة الجنسيات لمواقع الحوثيين العسكرية فقط، بدلًا من التصدي بشكل مباشر للتهديد الذي تشكله ميليشيات الحوثي نفسها.

 وأدت الشكوك المحيطة بالعمليات العسكرية إلى اتهامات بالتنسيق والتواطؤ الأمريكي مع الحوثيين. وذهب البعض إلى حد الادعاء بأن دعم أمريكا للحوثيين عبر إيران هو سر مكشوف، ما يؤدي إلى الشكوك حول الدوافع الحقيقية وراء الضربات. وقد قاد هذا إلى تكهنات بأن تصرفات أمريكا تستهدف منح الشرعية للحوثيين، وتسعى من وراء ذلك لتضخيم قدراتهم العسكرية، وتقدمهم كقوة عسكرية هائلة في المنطقة. وأنها أصبحت تواجه قوى عظمى فيضطر الآخرون للتفاوض معها والقبول بشروطها لتحقيق السلام في المنطقة.

وأعرب آخرون عن مخاوفهم بشأن مصدر قوة الحوثيين وسلاحهم، معتبرين أن الجماعة تحت حصار دولي وتواجه حربًا عسكرية وسياسية داخليًا وخارجيًا. فهم يتساءلون من أين يحصل المسلحون الحوثيون على أسلحتهم وكيف أصبحوا يشكلون تهديدًا كبيرًا للأمن الإقليمي والعالمي.

وأدى عدم الاستهداف المباشر للمسلحين الحوثيين أنفسهم من قبل القوات متعددة الجنسيات إلى الإحباط والارتباك لدى غالبية الناس، الذين يشككون في دوافع أمريكا ونواياها الحقيقية في المنطقة.  وهم يعتقدون أنه إذا كانت الضربات العسكرية تهدف حقًا إلى ضمان السلام في المنطقة، فلا ينبغي أن تقتصر العمليات العسكرية على ضرب الأسلحة فقط، بل ينبغي لها أيضًا أن تستهدف قيادة الحوثيين.

هذه الآراء المتباينة جعلت من الضربات العسكرية الأخيرة موضع ريبة وتشكيك لدى الكثيرين، كما أن الأسئلة المنطقية التي طرحها هؤلاء زادت الأمر تعقيدًا. 

 ومع استمرار تصاعد التوترات وبقاء الأسئلة حول الدوافع الكامنة وراء العمليات العسكرية دون إجابات مقنعة، يبقى أن نرى كيف ستؤثر هذه الأحداث على الديناميكيات الإقليمية والعلاقات الدولية في الأيام القادمة.  ويسلط انقسام الآراء الضوء على التعقيدات المحيطة بالوضع في اليمن، ويؤكد الحاجة إلى الشفافية والوضوح في معالجة هذه القضايا الحاسمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى