المغرور والمستهتر.. لا يصلح للمسؤولية

> إنه لأمر محبط حقًا أن نشهد أفرادًا يتولون مناصب الإدارة والمسؤولية دون أن تتوفر فيهم القيم الأخلاقية والتواضع اللازمين للقيادة الفعالة تشمل المسؤولية، في جوهرها، إحساسًا عميقًا بالأخلاق والتواضع والاهتمام الحقيقي بالآخرين واحتياجاتهم، وهذه هي الصفات التي لا يمكن قياسها بمجرد امتلاك الشهادات أو المؤهلات، لأنها متأصلة في شخصية الفرد وسلوكه.

فعندما يستسلم الأفراد في المناصب التي أسندت إليهم للغطرسة والغرور، ويغلقون أبوابهم في وجه المواطنين الذين من المفترض أن يخدمونهم، فإن هذا لا يُظهر الافتقار إلى التعاطف فحسب، بل يُظهر أيضًا سوء فهم أساسي لطبيعة دورهم.

إن التجاهل المتعمد لاحتياجات واستفسارات المواطنين الذين يمثلونهم هو خيانة خطيرة للثقة والمسؤولية الممنوحة لهم.

إن المؤهلات، التي يفتقر حاملوها للأخلاق والشعور الحقيقي بالواجب، ليس لها قيمة تذكر.

إن جوهر القيادة الفعّالة لا يكمن في المؤهلات التعليمية وحدها، بل في القدرة على التعاطف والتواصل والاستجابة لاحتياجات المجتمع. وبدون هذه السمات الحاسمة، يكون الفرد غير مستعد لممارسة عباءة المسؤولية وتمثيل احتياجات الآخرين.

إن المسؤول الذي يظهر غطرسة وإهمالًا تجاه الناس الذين يُعهد إليه بمهمة خدمتهم لا يفشل فقط في تلبية المعايير الأساسية للقيادة، ولكنه ينتهك أيضًا عقد الثقة الضمني مع الجمهور، وهذا السلوك يتناقض مع مبادئ الحكم الفعّال ولا ينبغي أن يؤيده أي فرد يشغل منصبًا في السلطة.

ويتعيّن على أولئك الذين يعينون المسؤولين التأكد من أن هذه المناصب يشغلها أفراد لا يمتلكون المؤهلات المطلوبة فحسب، بل يظهرون أيضًا النزاهة والتعاطف والأخلاق الحميدة والالتزام الحقيقي بخدمة المواطنين ومراعاة ظروفهم وإنجاز معاملاتهم ومكاشفتهم بالحقائق بكل وضوح ودون تردد، ومن خلال هؤلاء الأفراد فقط يمكن الحفاظ على مبادئ الحكم الرشيد ومعالجة احتياجات المجتمع بجدية.

في الختام، القيادة لا تتعلق فقط بالألقاب أو المؤهلات أو الشهادات؛ يتعلق الأمر بتجسيد قيم الأخلاق والتواضع والاهتمام الحقيقي بالآخرين.

إن المسؤول الذي لا يعكس هذه الصفات يؤدي إلى تآكل جوهر القيادة المسؤولة ولا يستحق الثقة الموضوعة فيه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى