متى ولماذا يكون التغيير ضرورة؟

> كل ثورة وطنية أو حتى عملية تغيير سياسي لا يمكنها النجاح دون قيادات واعية للمهمة التي ستقودها والدور المناط بها، ومدركة للتحديات الداخلية والخارجية التي ستواجهها أثناء سيرها في تحقيق أهداف هذه الثورة أو التغيير.

‏عندما ننشد التغيير لا يعني بطبيعة الحال أن نهدم الماضي، إنما لابد من البناء على ما تم إنجازه من إيجابيات وتجاوز سلبياتها.

وحتى تكون إدارة التغيير ذات فاعلية لابد لها من امتلاك القدرة على فهم الظروف المتغيرة في الإقليم والعالم، والتحولات الهائلة التي نشهدها، كما تعني امتلاك ملَكَة الإبداع على وضع الاستراتيجيات لإحداث التغيير في أدوات وأساليب العمل التنظيمية للمجلس الانتقالي الحامل السياسي لقضية شعب الجنوب، وأساليب العمل التي تتطلبها المرحلة.

لسنا في حاجة لقيام كيانات جديدة لأن لدينا ما يكفي للاعتماد عليه وهو المجلس الانتقالي لإنجاز أهداف وبرامج الثورة الجنوبية في كل المؤسسات المدنية والعسكرية، ولكي نضمن فاعليتها والعمل على إحداث تغيير اقتصادي من خلال السيطرة على الموارد وتحويلها إلى رافد يمنع الخضوع للإملاءات الخارجية على الجنوبيين.

النخب السياسية الجنوبية التي تتصدى للعمل في الشأن العام أول ما يجب عليها أن تستوعبه هو إنها بقدر ما تأخذ من صلاحيات وسلطات أو تفويض من جمهورها وقواعدها بنفس القدر عليها أن تتحمل المسؤولية كاملة عن أي إخفاق أو فشل في عملها وأن تتقبل النقد وتمارس النقد الذاتي في صفوفها لتصحيح أخطاءها قبل أن تتحول إلى فشل أو عجز عن أداء المهام الموكلة إليها.

إن النخب السياسية التي ترمي أخطاءها أو فشلها على الخصوم السياسيين في الجانب الآخر وتبحث عن أعذار تبرر مسلكها العاجز في إدارة المهام المطلوب تحقيقها من قواعدها و لا تقبل أن يتم نقدها أو تحاول تكميم أفواه من ينتقدونها يجعلها تسقط حقها في البقاء تضطلع بالقيادة وتكشف ضعف قدراتها وعجزها في أن تكون في مستوى تنفيذ أهداف جمهورها وقواعدها.

لذلك عندما تفشل أي نخب سياسية في تحقيق أهداف جمهورها أو جلها، تكشف أنها لم تكن على وعي بالمهمات التي أوكلت لها ولم تمتلك الأدوات المناسبة التي يمكن الاستعانة بها واكتفت بمن هم ليسوا أهلًا لمواجهة التحديات التي انتصبت أمام هذه القيادة السياسية، وبالتالي يستوجب عليها إما إعادة ترتيب أمورها واختيار أدوات فاعلة، أو تفتح الطريق واسعًا أمام دماء جديدة تنجز ما عجزت عنه.

وهناك كثير من الحالات نجد أن الثورات تنتكس ويفشل التغيير بسبب هوس النخب السياسية بالسلطة والذي يقود إلى صراع هيمنة ونفوذ بين تلك النخب في كثير من البلدان ما يعطي فرصة لحصول اختراقات خارجية للنخب السياسية "تبعية" ما يجعل محاولات إحداث التغيير أكثر صعوبة.

على الرغم من كل الكوارث والدمار الذي خلفته حروب اليمنيين على الجنوب فإن الطريق مفتوح أمام عملية بناء الجنوب وإعادة نسج علاقاته الداخلية والخارجية للانطلاق في طريق بناء مشروع الدولة الجنوبية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى