العرب: الحوثيون يحاولون توريط قطر وسلطنة عمان في مواجهتهم مع أمريكا

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> ​استغلّت جماعة أنصار الله الحوثية الموقف المتحفّظ لعدد من الدول الإقليمية من التحالف الدولي الذي شكّلته الولايات المتحدة الأميركية لمواجهة تهديدات الجماعة لحركة الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب وبحر العرب، للإيحاء بأنّ اعتداءاتها على السفن تلقى دعما من تلك الدول.

وقالت وزارة الخارجية في حكومة صنعاء التابعة للحوثيين وغير المعترف بها دوليا إنّها تلقّت “ردود فعل إيجابية من الدول العربية والصديقة بشأن عمليات استهداف سفن العدو الصهيوني”، على حدّ تعبير الوزارة في خبر أوردته النسخة الحوثية من وكالة سبأ الإخبارية.

ووفقا لصحيفة "العرب" اللندنية، اعتبر متابعون للشأن اليمني أن كلاّ من قطر وسلطنة عمان هما المقصودتان بشكل أساسي ممّا أعلنت عنه الوزارة، وذلك بهدف توريطهما في موقف صعب إزاء حليفتهما الولايات المتّحدة، وذلك على اعتبار أنّ مسقط والدوحة بدتا أقرب إلى الحوثيين خلال المواجهة التي فجّروها تحت يافطة دعم قطاع غزّة ومساندة حركة حماس في مواجهتها مع إسرائيل.

وقال مصدر سياسي يمني إنّ الحوثيين لا ينطلقون في ذلك من فراغ، لكنّهم يستثمرون بعض المواقف العربية الداعمة لغزّة ولحماس.

وأوضح أن ذلك الدعم يأتي في الغالب بدافع مسايرة الرأي العام المستنفر بشدّة ضدّ  الولايات المتّحدة وإسرائيل، بسبب ما أحدثته الحرب من خسائر بشرية فادحة في صفوف المدنيين في القطاع.

وقالت وزارة الخارجية القطرية مؤخّرا “إن التوترات في البحر الأحمر لا يمكن حلها إذا تم تجاهل إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة”. وأضافت على لسان متحدثها ماجد الأنصاري أنّ “تصاعد التوترات في البحر الأحمر فرعٌ من التوتر في القطاع”.

كما حذّرت من أنه “إذا لم يتمّ إيقاف الحرب في غزة، فإن التداعيات الإقليمية ستستمر، أما إذا انتهت الحرب فسينخفض التوتر في الإقليم بشكل كبير”.

وكرر الأنصاري تأكيد موقف قطر الذي أعلنه رئيس الوزراء وزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في كلمة خلال جلسة حوارية بمنتدى دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا بأن “الخيارات العسكرية لن تأتي بأي حلول إيجابية بشأن التوتر في البحر الأحمر”.

كما أكّد أن “التوتر في البحر الأحمر لن يحل بشكل عسكري أمني بل بشكل سياسي من خلال إيقاف الحرب في غزة”، مطالبا المجتمع الدولي باتخاذ “قرار واضح لوقف الحرب في غزة فورا”.

ولمواجهة التصعيد الحوثي في البحر الأحمر شكّلت الولايات المتّحدة تحالفا دوليا لم تشترك فيه من الدول العربية سوى مملكة البحرين التي تؤوي مقّر الأسطول الخامس الأميركي. وشرع التحالف الذي تشارك فيه أيضا المملكة المتحدة في توجيه ضربات انتقائية موجهة للقدرات العسكرية للحوثيين، لا سيما مواقع إطلاق صواريخهم الباليستية والمجنحة وطائراتهم المسيرة.

وأدانت سلطنة عُمان ما اعتبرته “قصفا لعدة مدن” في اليمن من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، وأكدت أنها تتابع التطورات “بقلق بالغ”، بحسب بيان صدر في وقت سابق عن وزارة الخارجية العمانية.

وذكر البيان أن السلطنة “حذرت مرارا من اتساع دائرة الصراع والمواجهة في المنطقة نتيجة العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي الفلسطينية المحتلة”. ودعا إلى “سلام عادل وشامل” لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مناشدا كافة الأطراف “وقف المزيد من تصعيد العمليات العسكرية والتركيز على الأسباب الجذرية للأزمة”.

وكانت السلطنة التي تحتفظ بعلاقات متينة مع الولايات المتّحدة وسبق لها أن استقبلت رئيس الوزراء الإسرائيلي في زيارة مفاجئة إلى عاصمتها، كما تحتفظ بعلاقات لا تقل متانة مع الحوثيين وداعمتهم إيران، قد قطعت خطوة غير مسبوقة في الوقوف في صف جماعة الحوثي، وذلك عندما عبّر المفتي الرسمي للدولة أحمد الخليلي عن ترحيبه بقيام جماعة الحوثي باحتجاز سفينة شحن في البحر الأحمر، موجّها الشكر لـ”الشعب اليمني العربي الأصيل.. في تصديه للسفن الصهيونية”.

وبدأ الحوثيون يوسعون من استثمارهم للموقف الأميركي المرتبك في مواجهتم ويجنون ثمار الدعاية الإيجابية من خلال تقديمهم أنفسهم مدافعين عن الفلسطينيين وقضيتهم.

وجاء إعلانهم عن دعم دول عربية لهم في تعرّضهم لحركة الملاحة كجزء من تلك الدعاية.

وأكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية التابعة لحكومة صنعاء إن “الوزارة تلقت ردود فعل إيجابية من الدول الشقيقة والصديقة بشأن نطاق العمليات اليمنية التي تستهدف سفن العدو الإسرائيلي أو المتوجهة إلى موانئه في فلسطين المحتلة”.

وأضاف قوله “أبلغت كل الدول الشقيقة والصديقة أن قرار منع الملاحة الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي يقتصر على منع عبور سفن العدو الإسرائيلي أو المتوجهة إلى موانئه في فلسطين المحتلة، بهدف وقف العدوان الإجرامي الصهيوني على قطاع غزة ورفع الحصار الوحشي على الشعب الفلسطيني المظلوم، وأنه لا يوجد أي خطر على الملاحة الدولية”.

وأكد أن “تلك الدول أبدت تفهمها للأهداف الإنسانية للعمليات اليمنية في البحر الأحمر، وأن الولايات المتحدة الأميركية هي من تقف وراء تحريض ودفع بعض شركات الملاحة على

تغيير مسارها بهدف وقف كافة أشكال الضغط على العدو الصهيوني ليواصل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني المظلوم”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى