الطريق الوحيد للتغيير: كسر حاجز الخوف

> في عصر الاتصالات الفورية، غالبًا ما تكشف المحادثات التي تتجاوز الحدود عن تباينات صارخة في الفهم والإدراك. كان هذا هو الحال عندما حدث حوار بيني وبين صديق عزيز يقيم في بلد أوروبي بعيدًا. محادثتنا، التي أجريت عبر تطبيق الواتساب، تناولت محنة أبناء الشعب في عدن، وترددهم الواضح في الانتفاضة ضد السلطات القمعية والحكومة الفاسدة. إن شكوك صديقي التي أعرب عنها تعبر عن حقيقة عالم غافل عن أعماق المعاناة التي يتحملها الناس في الجنوب. لقد حان وقت العمل والنهوض، لأن الصمت لن يؤدي إلا إلى المزيد من الدمار.

إن الخوف الذي يسيطر على قلوب الناس في عدن، ويمنعهم من المشاركة في التظاهرات الاحتجاجية السلمية، يشكل عائقًا هائلًا لا بد من الاعتراف به. لقد أدت تكتيكات السلطات القمعية في تجارب سابقة إلى غرس شعور سائد بالرعب، الأمر الذي تسبب في خنق أصوات أولئك الذين يتوقون إلى التغيير. إن دهشة صديقي من هذا الخوف أمر مفهوم، لأنه من الصعب على أولئك الذين لم يختبروا مثل هذا القمع أن يفهموا تأثيره المشل. ومع ذلك، فمن الأهمية بمكان أن ندرك أن الخوف، لا يجب أن يبلغ إلى هذا المستوى من التأثير. فنتائج الخوف أسوأ بكثير من نتائج قمع السلطة.

وفي حين أن شكوك صديقي قد تنبع من الافتقار إلى الاحتكاك المباشر بالواقع، فمن الضروري تسليط الضوء على الحقائق القاسية التي يواجهها الشعب في عدن. لقد أصبح الجوع والفقر والغلاء في الأسعار نذيرًا بمستقبل أكثر سوادًا وقتامة، ويلقي بظلاله على الحياة اليومية للمجتمع. لقد تركت الحكومة الفاسدة، بقبضتها الخبيثة على السلطة، المواطنون يتصارعون مع تحديات لا يمكن التغلب عليها. ومع ذلك، وإلى أن ينهض الناس ويعربوا عن معاناتهم، يظل العالم غافلًا عن محنتهم، وغير قادر على فهم عمق معاناتهم.

وفي مواجهة الأوضاع المتدهورة وتآكل الأمل، فإن الصمت والسلبية لن يؤديان إلا إلى تفاقم الوضع أكثر وأكثر. وعلى الشعب أن يلقي بخوفه جانبًا ويخرج إلى الشوارع في مظاهرات سلمية احتجاجًا على الحكومة الفاسدة التي تركته غارقًا في الفقر المدقع.

إن القدرة على إحداث التغيير تكمن في أيمان الشعب بنفسه، وفي تصميمه الذي لا يتزعزع، وشجاعته التي لا تقهر ورغبته في التغيير وفي الحياة الكريمة الآمنة ومن خلال العمل الجماعي، سيشهد العالم على معاناته والحاجة الملحة للتحول والتغيير أما الصمت بسبب الخوف فقد جعل صديقي يشكك في معاناته مؤكدًا أن الخوف لا يمكن أن يبرر الاستمرار في المعاناة أو الالتزام بالصمت حيال السياسات الفاسدة للحكومة..

تبدأ الرحلة نحو مستقبل أكثر إشراقًا بإدراك أن الشعب وحده هو من يحمل مفتاح التغيير. ويجب عليه أن يستجمع القوة للتحرر من أغلال الخوف والصمت، لأنه بصوته الموحد سيزرع بذور التغيير ويجني ثمارها. ولا يوجد أي ملاذ آخر، ولا طريق لتحقيق العدالة والازدهار، سوى أن ننهض معًا ونطالب برحيل الحكومة الفاسدة التي حاصرتنا لفترة طويلة جدًا.

لم يعد من الممكن إخفاء المعاناة الصامتة التي يعيشها سكان عدن خاصة والجنوب عامة تحت عباءة الخوف. لقد حان وقت العمل، وأن يشهد العالم نضالهم ويتضامن مع تطلعاتهم إلى غد أفضل. ومن خلال احتضان قوتهم وتصميمهم وشجاعتهم، يستطيع المواطنون تمهيد الطريق نحو مستقبل خالٍ من الجوع والفقر والفساد. ويجب على العالم أن يعترف بمعاناتهم وأن يدعم دعوتهم للتغيير، لأنه من خلال عملهم الجماعي سيتم تحقيق التحول الحقيقي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى