ينتقدون الانتقالي وهم أحوج ما يكون للنقد

> بعض من قيادات المجالس والمكونات الجنوبية المختلفة، تنتقد عيدروس الزبيدي والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يرأسه. وتتهمهم بالإهمال والتقاعس والتقصير تجاه القضية الجنوبية وأحيانًا بالخيانة. ومع أن هؤلاء المنتقدين فشلوا فشلًا ذريعًا في تقديم أي شيء جوهري أو حتى شكلي للجنوب بل إنهم في الحقيقة لم يبذلوا أي جهد يستحق الذكر على هذا الطريق إن لم يعملوا ضدها. إلا أنهم لا يشعرون بالخجل من أنفسهم حين ينخرطون في انتقادات هدامة ضد المجلس الانتقالي دون تقديم أي بدائل أو حلول من قبلهم. وهذا يطرح السؤال التالي: إذا لم يكن لدى هؤلاء القادة القدرة على استعادة الجنوب أو إعلان استقلاله، أو فعل أي شيء من شأنه أن يخدم قضية الجنوب ولو من بعيد، فلماذا يستهدفون المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي قدم مساهمات كبيرة للجنوب أرضًا وإنسانًا وقضية وحقق إنجازات لا يمكن التقليل من أهميتها وعظمتها؟

لقد فشل قادة هذه المجالس والمكونات السياسية باستمرار في تحقيق نتائج ملموسة للجنوب. وعلى الرغم من ادعاءاتهم بتمثيل القضية الجنوبية وعلى الرغم من أن مجالسهم ومكوناتهم الخاوية أقدم بكثير من المجلس الانتقالي، إلا أنهم لا يمتلكون مقرًا واحدًا لمكوناتهم داخل عدن، وليس أي رصيد شعبي في الجنوب، ناهيك عن أنهم لا يستطيعون توفير بندقية واحدة ولو قديمة لحماية الجنوب، أو حتى للدفاع عن انفسهم. ويبدو أن انتقاداتهم تنبع من شعور بالحسد والغيرة وليس من القلق الحقيقي علي الجنوب وقضيته.

في المقابل، حقق المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة عيدروس الزبيدي، تقدمًا كبيرًا في دفع القضية الجنوبية للأمام. خلال فترة وجيزة منذ تأسيسه ومن أبرز إنجازاته إنشاء جيش مدرب ومجهز بأحدث الأسلحة الثقيلة والخفيفة والمتوسطة. وينتشر هذا الجيش في كافة أنحاء الجغرافيا الجنوبية، مدافعًا ببسالة عن أرض الجنوب وشعبه وقضيته ويقدم تضحيات جسيمة في سبيل الدفاع عن الجنوب بالإضافة إلى ذلك، فقد قام المجلس الانتقالي الجنوبي بافتتاح وتطوير المؤسسات الإدارية والمراكز العلمية والتعليمية ومعاهد البحث والتدريب والجامعات والمؤسسات الإعلامية والأجهزة الأمنية التابعة له واقام العلاقات الدولية، وافتتح مكاتب تمثيلية في العديد من دول العالم.

ونظرًا للتناقض الصارخ بين إنجازات المجلس الانتقالي الجنوبي وافتقار هؤلاء المنتقدين إليها، يصبح من الواضح أن هؤلاء المنتقدين في حاجة أكبر إلى الاستبطان وتحسين الذات ومراجعة انفسهم وسجلاتهم الفارغة إن عجزهم عن تقديم أي دعم ملموس للجنوب يثير الشكوك حول دوافعهم والتزامهم الحقيقي بقضية الجنوب. إن الانخراط في النقد الهدام الموجه للمجلس الانتقالي وقياداته دون تقديم بدائل بناءة ودون أي إنجازات تحسب لهم، لا يؤدي إلا إلى تقويض مصداقيتهم وكشف نواياهم بشكل أكبر للشعب.

ومن المهم أن نلاحظ أنه لا توجد أي قوة تمنع هؤلاء القادة من استعادة الجنوب وإعلان استقلاله ولم يقف في طريقهم أحد، فلماذا يطالبون المجلس الانتقالي بتحقيق الاستقلال واستعادة دولة الجنوب ولا يقومون هم بالمهمة إذا كان المجلس الانتقالي قد فشل في ذلك كما يزعمون، بدلًا من تكريس جهودهم وطاقاتهم لانتقاده وتخوينه بينما هم أحوج ما يكون للنقد من الانتقالي..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى