من التفويض إلى التقويض.. الجنوب إلى أين؟

> معروف أن هناك ظواهر طبيعية وأخرى قاهرة تنشأ نتيجة وأسباب يكون فيها التدخل الخارجي أو العرضي بقصد أو بدون قصد. أما الظاهرة القاهرة فهي التي تتشكل بسبب عنصر أوعناصر لا يد لتدخل الإنسان فيها فتسمى وقتذاك قاهرة.. ما يعتمل على الساحة الجنوبية و بروز تشكيلات ومجالس سياسية على غرار المجلس الإنتقالي الجنوبي في كل محافظة جنوبية أو إقليم جنوبي وعلى الأقل هذا ما يبرز للجميع و نلاحظه!

تلك المجالس التي يبدو من تسمياتها بأنها تحمل خصوصية أهلها كما أنها تستخدم نفس المصطلح الذي أقدم عليه المجلس الانتقالي الجنوبي عند تأسيسه ألا وهو (التفويض). ذلك التفويض الذي منح حامله حرية الحركة والتحدث والتمثيل وأن يظهر به أمام الغير، وهو معلن، لكنه يفرق عن بقية من برز في الآونة الأخيرة، بأنه يدعو ويتمسك من خلاله بتمثيل كل أبناء الجنوب. وهنا لا يجوز لي أو لغيري حرمان أحد وبالذات من المحافظات الجنوبية الست، من فرض شروط معينة فعلًا أو قولًا. رضى أو جبرًا. لأن ذلك ليس بجريمة يمكن أن نعاقب أحدًا عليها. لكن، إلى أي مدى يمكن لتلك المكونات والمجالس التي تشكلت وتأسست سواء في الداخل أو بدعم من الخارج، أن تعبر عن تمثيل حقيقي لكل أبناء الجنوب، وأن يعبر عن خصوصياتهم، و أنه يستطيع من خلالها العبور إلى الجانب الآخر من مرحلة حساسة ودقيقة وصعبة فعلًا. فالتداخلات الطبيعية هي مفهومة وقد تكون مقبولة في نظر الجميع. لكن ما لا يمكن فهمه هو فرض الأمور بطريقة جبرية، لا تمت لأي توافقات وتفاهمات بصلة. أو القفز على آمال وتطلعات الناس في النهوض بواقعهم والنظر إلى المستقبل القريب أوالبعيد والاستعداد لرسم ملامحه. وبناء الثقة والتحالفات قضية محورية ماسة إلى حد كبير بالقضية الجنوبية، و الهدف الذي يسعى إليه أبناء الجنوب. هذا ما تم الاصطلاح عليه، وتم تقديم التضحيات من أجله، وهناك من يرفع هذا الشعار في كل سياساته وإجراءاته ويذود عنها.

الفجوة بين المكونات والمجالس التي تعترض بعضها البعض في ظل غياب توازنات حقيقية، تعمل على تضييق الهوة والمساحة التي تكبر أكثر، وبطريق يصعب غض النظر عنه. ومع اشتداد حركة التباعد السياسي التي تصيب تلك المكونات والمجالس في ظروفها الطبيعية وليست القاهرة. تظل بؤر التوتر تزداد وتيرتها مع تفاقم الوضع المعيشي والأمني على خطوط الملاحة الدولية، و غياب وقف دائم للحرب وعزل السلام على طاولة تفتقد لعناصرها ومقوماتها المطلوبة، حتى نستطيع القول فعلًا أن الجنوب حاضر وبقوة رغم كل تلك الجبهات التي تعترض سبيل وجوده.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى