> "الأيام" وكالات:
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريرا أعدته فيفيان نيريم قالت فيه إن حركة الحوثيين تقوم باستخدام الحرب في غزة من أجل نقل رسالتها لمشاهدين في العالم.
وقالت إن الحوثيين الذين يسيطرون على معظم شمال- غرب اليمن ماهرون في انتاج الدعاية، وتدبيج القصائد وانتاج البرامج التلفزيونية وتسجيلات الفيديو الموسيقية الجذابة من أجل نشر رسائلهم.
وظل إطار دعايتهم في داخل اليمن والمشاهدون الداعمون لرؤيتهم في العالم العربي، لكن لم يكن لديهم أبدا جمهور عالمي واسع حيث دفعتهم حرب غزة إلى مركز المعركة العالمية والتي جذبت إليهم الكثير من المعجبين حول العالم.
وأعلن الحوثيون أن هدفهم هو الحرب المباشرة مع الولايات المتحدة، وهتف أنصارهم في تظاهرة اخيرة بكلمات شاعر حوثي شهير “لا نخاف لا نخاف، فلتكن حربا عالمية”. وقدم الحوثيون معركتهم بأنها عادلة وتهدف لإجبار إسرائيل على وقف حربها ضد غزة والتي خلفت حتى الآن أكثر من 25,000 فلسطيني ضحية معظمهم من النساء والأطفال.
وتقول الصحيفة إن الحوثيين لم يستثمروا فقط الغضب العربي ضد الحرب الإسرائيلية القاسية ضد غزة بل ونقلوا رسائلهم إلى جنوب شرق آسيا وأوروبا والأمريكتين، وقلة من هؤلاء تعرف الكثير عن الجماعة ولا تاريخها القمعي ضد اليمنيين. وكتب محمد البخيتي، السياسي الحوثي البارز على منصة إكس أن “النصر في ساحة الوعي أهم من النصر في ساحة المعركة”، حيث نشر فيديو لقاء أجراه كاتب أمريكي معه.
واستخدم البخيتي في منشوراته على إكس اللغة الإنكليزية وانتقد فيها الإمبريالية الغربية و”الكابال الصهيوني الحاكم”، وحث الأتباع الأمريكيين على قراءة كتابات المفكر اليساري نعوم تشومسكي. وكتب البخيتي “سأنشر الآن الرسالة للناس في الدول الغربية، وآمل أن يقوم الناس في العالم الحر بإعادة نشرها على قاعدة أوسع”.
وتقول بورتر إن الحركة واسمها أيضا أنصار الله، بدأت كحركة مرتبطة بقيبلة اهتمت بإحياء الزيدية ثقافيا ودينيا واعتمدت على مواد تقليدية مثل الصحافة والملصقات والمعسكرات الصيفية للأطفال. إلا أن نقل حسين الحوثي الحركة وتحويلها لجماعة تمرد ضد الحكومة في صنعاء بداية القرن الحالي، أدى لتطور وتطوير الآلة الدعائية للجماعة، كما تقول بورتر.
وأعلن الحوثيون عن هدفهم لقتال الفساد والتأثيرات الأجنبية وتنبوا شعار “الموت لامريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود والنصر للإسلام” حيث حضر في تجمعاتهم الجماهيرية. ووسعوا من حضورهم الإعلامي بين المتحدثين باللغة العربية، عندما أنشأوا قناة “المسيرة” التي تبث من بيروت.
وبعد تحالفهم مع الرئيس المعزول، عبد الله صالح، وهو نفسه الذي خاضوا معه عدة حروب، دخلوا العاصمة صنعاء ونجوا من تحالف مدعوم من الولايات للإطاحة، بل وأقاموا شبه دولة حكموها بالحديد والنار. واليوم، يعتبرون أنفسهم الحكومة الشرعية وتجاهلوا الحكومة التي أخرجوها من صنعاء وحاول التحالف الذي قادته السعودية إعادتها إلى الحكم.
ولأنهم الطرف الوحيد المستعد لاستخدام القوة، فقد زادت شعبيتهم في العالم العربي الغاضب على ما يحدث للفلسطينيين. ويقول بهاء الدين جوملي، 35 عاما من تونس “على الأقل يحاولون جهدهم في وقت لم تفعل فيه دول مثل مصر والإمارات أي شيء لفلسطين”. وفي البحرين التي دعمت الحلف الأمريكي ضد الحوثيين عبر الكثير من المواطنين عن إحباطهم من موقف بلادهم. وقال أحمد المرشدي، 30 عاما ومهندس الكمبيوتر من مصر إنه لا يدعم أيديولوجية الحوثيين ويشك بدوافعهم لكنه يجد صعوبة في شجب هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر.
ونفى محمد علي الحوثي الشهر الماضي، أحد قادة الجماعة فكرة أنهم يبحثون عن الشعبية من وراء الهجمات. وكتب على إكس “نحن لسنا في انتخابات” و “موقفنا نابع من الواجب”.
وعلقت ندوة الدوسري من معهد الشرق الأوسط في واشنطن أن خطاب الحوثيين موجه نحو متعاطفين محتملين في أوساط اليسار بالغرب، ومحاولة استغلال الغضب من احتمال تورط الولايات المتحدة بحرب جديدة في الشرق الأوسط.
وخلافا لرسالتهم العالمية فإنهم لم يتسامحوا داخل اليمن مع المعارضة وأغلقوا محطات إذاعية وسجنوا صحافيين وحكموا على صحافيين بالإعدام قبل الإفراج عنهم في عملية تبادل سجناء. وفي الوقت الذي انتقدوا فيه إسرائيل لعدم سماحها بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، منعوا وصول المساعدات إلى تعز، حسب تقرير أخير لـ”هيومان رايتس ووتش”.