أوهام الحوثة يغذيها ضعف الشرعية اليمنية

> تنهار أوهام المليشيات الحوثية الطائفية كلما وجهت مليشياتها تجاه الجنوب، في محاولة يائسة لكسر روح المقاومة الجنوبية متمثلة في قواتها المسلحة، وهم القوة وغرور العصبية العرقية، ووهم إطلاق صاروخ خردة على سفينة سيجعل من مليشياته أبطالًا في نظر المخدوعين من الشعب العربي، لكن ليس في عيون شعب الجنوب الذي أذاق مليشيات الحوثة الهزيمة تلو الأخرى، ولذلك فإن وهم القضاء على حقوق شعب الجنوب الوطنية، من عهد عفاش إلى عبدالملك الحوثي، وكسر إرادته لم تفلح ولن تفلح مهما كانت وحشية العدوان وحجمه، وستبقى كلها أوهام لن تلبث حتى تتوارى.

من أوهم الحوثي وضخم من قوته هي ما تسمى بالشرعية اليمنية، التي راكمت الهزائم لأنها لم تكن في وارد قتال مليشياته، من اليوم الذي تركت صنعاء له دون مقاومة، وبعد ذلك تآكلت بالفساد والعجز حتى أصبحت مجرد مكاتب موزعة في عواصم العالم، تشحت مصاريفها حاملة في داخلها كل عوامل الهزيمة التي أهدت للحوثي انتصارًا لا يستحقه، معتقدة هي الأخرى بأوهام شرعية ناقصة واعتراف دولي مجاملة للتحالف العربي، أكثر منه تعبير عن حقيقة وجودية لهذه الشرعية التي توهم نفسها أنها ستعود حاكمة في صنعاء.

أما الدول الغربية فقد أوهمت نفسها هي الأخرى في كواليس غرفها المظلمة بهذه العصابات، وقدمت كل عوامل الحفاظ عليها، لابتزاز دول المنطقة وتجاوزت عن طبيعة أيديولوجية الحوثة العنصرية والطائفية، خدمة لمشروع فارسية إيران التوسعية، المتناغمة مع إسرائيل وتركيا ( حلف الرمح الثلاثي 1958م) بهدف فرض النفوذ الخارجي على العرب بأدوات الجوار، وهنا نتذكّر كيف تغاضت الدول الغربية عن قرارات مجلس الأمن، وخصوصًا القرار 2216، وعن تهريب السلاح للحوثيين عن طريق البحر والبر، وكيف استخدمت تلك الدول الذرائع الإنسانية، في سعيها لمنع تحرير الحديدة، وكيف تدافعت لإنقاذ سيطرة الحوثيين على الميناء و استمرار إيصال السلاح له.

اليوم الكل يراقب التخبط والإرباك الغربي في التعاطي مع عبث الحوثي، بل إن نفس تلك القوى الغربية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا اضطرت لتحشيد أساطيلها في البحرين الأحمر والعربي، لمواجهة الحوثي وكيل إيران من العبث وممارسة القرصنة التي في البحر الأحمر، والتي عطلت إلى حد كبير الملاحة الدولية وتجارة العالم، في ظل تحفظ الدول العربية المشاطئة للبحر الأحمر، وكأنها تقول في قرارة نفسها للغرب (عصيد عصدتوه القموه) وهو أمر متوقع وطبيعي بعدما تصرفت أمريكا وبريطانيا مع التحالف العربي خصوصًا، بنوع من الغدر والمخاتلة بدلًا من العمل المشترك معًا لمواجهة خطر إيران من البداية كما تدعي ووكيله الحوثي.

لقد علمنا التاريخ أن العصابات المستأجرة مهما كبرت كالحوثي، يتم استخدامها من الغير لفترات قصيرة وأهداف محددة، ولن يطول الوقت حتى نراها تذهب إلى حيث ألقت أم قشعم رحلها، وتنتهي أساطير الحق الإلهي وأكذوبة ولاية آل البيت، وسيسقط معها مشروع إيران، وتنتهي لعبة إيران واسرائيل في المنطقة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى