المجلس الانتقالي لن يقف ضد الشعب الجنوبي ومطالبه

> سوف أخصص مقالة اليوم للرد على عدد كبير من المواطنين الذين تواصلوا معي، خلال الأيام الأخيرة على خلفية سلسلة المقالات السابقة التي نشرتها في صحيفة "الأيام" وعبروا لي عن مخاوفهم من قيام المجلس الانتقالي الجنوبي بقمع المظاهرات السلمية، في حالة ما إذا قرر الشعب التظاهر، احتجاجًا على سياسات الحكومة وبرروا عدم خروجهم في مظاهرات ضد الحكومة وضد الأوضاع المعيشية والخدمية القاسية التي يواجهونها جراء السياسات الفاشلة والتركيعية، التي تمارسها الحكومة برئاسة معين عبدالملك ضدهم، بسبب خوفهم من قمع السلطات الأمنية والعسكرية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في عدن..

في الأسابيع الأخيرة كان لي شرف اللقاء مع عدد من القيادات البارزة في المجلس الانتقالي الجنوبي، وتبينت من خلال الأحاديث المتبادلة بيننا، أنهم يشعرون بعدم الرضا العميق عن تصرفات وسياسات الحكومة بقيادة معين عبد الملك. وأن المجلس الانتقالي الجنوبي يدرك ويتفهم طبيعة الوضع المزري الذي يعيشه شعب الجنوب، نتيجة سوء الإدارة والسياسات القمعية التي تمارسها الحكومة ضده، وبناء على ذلك فقد أصبح من المؤكد أن المجلس الانتقالي الجنوبي لن يتردد في الوقوف بثبات إلى جانب الشعب، ولن يتأخر عن دعم مطالبه، ولن يعترض على أي نهج جماهيري سلمي من شأنه التخفيف من معاناته وتحسين حياته.

ومن وجهة نظري الشخصية، فقد بات من الواضح أن المجلس الانتقالي الجنوبي لن يألوا جهدًا في حماية الشعب، إذا اختار التعبير عن مظالمه سلميًا ضد الحكومة، ليس فقط لأن التظاهرات السلمية ضد تردي الأوضاع المعيشية، ونقص الخدمات والضائقة الاقتصادية التي يواجهها الشعب في الجنوب، تتفق تمامًا مع أهدافه وتوجهاته السياسية والوطنية. بل ولأن مثل هذه التظاهرات ستوفر للمجلس الانتقالي الجنوبي دافعًا سياسيًا ومبررًا وطنيًا للتحرك على كافة المستويات، من أجل تنفيذ أهدافه وتحقيق التطلعات السياسية للشعب الجنوبي، المتمثلة في الاستقلال واستعادة دولة الجنوب.

وبما أن المجلس الانتقالي الجنوبي يستمد قوته من إرادة الشعب الذي يتبنى قضيته. فإن المظاهرات السلمية ضد الحكومة سوف يوفر لها غطاءً سياسيًا وقانونيًا أمام التحالف والمجتمع الدولي، للتحرر من القيود التي تفرضها المعاهدات والاتفاقات القائمة بينه وبين الشرعية. ومن شأن هذا التحرر أن يمكن المجلس من العمل بشكل أكثر فعالية وكفاءة، في معالجة اهتمامات وتطلعات شعب الجنوب.

إن دعم ومشاركة الشعب في المظاهرات السلمية سيعطي المجلس الانتقالي الجنوبي الدافع السياسي الذي يحتاجه، لتأكيد شرعيته والعمل من أجل إحداث التغيير المطلوب. ويمكن للمجلس أن يستخدم هذه التظاهرات كدليل على عدم رضا الناس عن الحكومة الحالية، الأمر الذي سيزيد من تعزيز موقفه ونفوذه وحضوره على كل المستويات. ومن خلال الاستفادة من هذا الزخم، يستطيع المجلس الدفاع بشكل فعال عن مصالح الجنوب، والعمل على تحقيق تطلعاته وأهدافه السياسية.

إن استياء المجلس الانتقالي الجنوبي من تصرفات الحكومة وسياساتها، يدل على استعداده الكامل للوقوف إلى جانب الشعب الجنوبي ودعم مطالبه. حيث ستشكل التظاهرات السلمية ضد سوء إدارة الحكومة وتدهور الأوضاع المعيشية حافزًا لتحقيق أهداف المجلس وتطلعاته. إن اعتماد المجلس على إرادة الشعب يضمن بقاء قضيته في المقدمة. ومن خلال احتضان المظاهرات السلمية، فإن الشعب الجنوبي يزود المجلس الانتقالي بالدافع السياسي والمبرر اللازم لتحقيق أهدافه، والعمل من أجل مستقبل أكثر استقرارًا وعدالة للجنوب أرضًا وإنسانًا..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى