لوجه الله.. إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب

> "الأيام" خاص:

>
استفزاز الجوعى والفقراء والمطحونين بالشعارات الجوفاء هو قمة السقوط السياسي. أن تكون سياسيًا أو مسؤولًا وترد على جائع يبحث عن قوت يومه بأنك منشغل بـ «إعادة دولة الجنوب»، ولا وقت لديك لاحترام مشاعر الناس والاستماع لها، فأنت لا تستحق أن تكون في موقع مسؤولية، وذلك طبعًا حال كثير ممن يتسترون اليوم خلف طلاسم ووهم الجنوب القادم، ولا يعلمون ما يعانيه المواطن في جميع مناطق الجنوب من فقر وحاجة وعوز.

مواقفهم تلك واستهتارهم بمطالب الناس تزرع في أذهان أبناء الشعب بانهم ليسوا منهم، ولم يعودوا من رجال الميدان الذين يكابدون مرارة الواقع ويعيشون تبعات نضالهم.

مواقفهم كشفت أنهم في "بحبوحة" وفي عالم آخر فيه من البذخ ما أنساهم حال المناضلين الحقيقين في شوارع عدن والجنوب، أصبحوا في عالم آخر جعلهم يتجاوزون حتى أخلاقيات الكلام والتخاطب مع شعب، صار أكبر همه الحصول على رغيف الخبز، عالم أنساهم أنهم وصلوا إليه راكبين على ظهور هذا الشعب، وباسم تطلعات لم تعد سوى شعارات وكلام وثرثرة وفلسفة من خلف الشاشات.

هذا الانفصال الخطير عن الواقع هو مقدمة سقوط كل سياسي عبر التاريخ، فاتعظوا ممن سبقكم واعلموا أن الاقتصاد هو شوكة الميزان للنجاح أو الفشل وليست الشعارات الخاوية.
لوجه الله... إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى