تقرير: تصعيد الحوثيين يستهدف خلال أسبوع 6 سفن أمريكية وبريطانية منها 3 مدمرات

> أحمد الأغبري:

>
​باتت عمليات جماعة «أنصار الله» (الحوثيون) ضد السفن الأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن شبه يومية، في إشارة إلى تصعيد لافت في مسار العمليات التي ينفذها الحوثيون ضد سفن البلدين، اللذين تشن قواتهما ضربات صاروخية ضد مواقع للحوثيين في العمق اليمني منذ 12 يناير، وهو ما توعد بعده الحوثيون باعتبارهم السفن والمصالح الأمريكية والبريطانية أهدافًا مشروعة.


منذ أربعاء الأسبوع الماضي، أعلن الحوثيون استهداف ثلاث مدمرات (اثنتان أمريكيتان وواحدة بريطانية) بالإضافة إلى سفينة دعم لوجستي أمريكية (نفت واشنطن الأمر) وناقلة نفط بريطانية (ساهمت في إطفاء نيرانها مدمرة أمريكية وفرقاطتان فرنسة وهندية) وسفينة حاويات أمريكية.

ويأتي هذا الاستهداف المتواتر في فترة زمنية قصيرة في سياق تصعيد لافت للجماعة، وتحديداً عقب خطاب زعيمها، الخميس الماضي، الذي توعد برد قاس على استمرار الضربات الصاروخية الأمريكية والبريطانية في العمق اليمني.

خلال أسبوع، استهدف الحوثيون أربع سفن حربية أمريكية وبريطانية، وبصرف النظر عن تضارب تصريحات الحوثيين والأمريكيين والبريطانيين فيما يتعلق بمدى دقة الإصابة، فإنه يبقى تصعيدًا عسكريًا لا يمكن تجاهله، لاسيما وقد اعترف الطرفان بوقوعه؛ علاوة أن التصريحات الصحافية لطرفي أي حرب تتداخل بعوامل وحسابات عديدة.

هذا التصعيد الذي يقود زمامه الحوثيون «دفاعاً عن النفس وانتصاراً للمظلومية الفلسطينية» هو ضد سفن ومدمرات ربما لم تتعرض لهجوم مماثل في الشرق الأوسط منذ عقود؛ ما يؤشر لخطورة ما تشهده المنطقة وأهمية المواجهة الدائرة حاليًا في البحر الأحمر.

كما أن التواتر السريع في تنفيذ العمليات الأخيرة المعلنة يؤكد أن الأيام المقبلة [ربما] قد تشهد تصعيدًا أعنف، وكأن «أنصار الله» يدركون أن الولايات المتحدة لا ترغب في توسيع دائرة المواجهة والذهاب إلى حرب إقليمية، ليس تحاشيًا للتأثير على الحرب الإسرائيلية على غزة وحسب، بل لأن واشنطن أيضًا، تعيش مرحلة فارقة انتخابيًا، بالإضافة إلى استمرار تصعيد عدد من أعضاء الكونغرس ضد هجمات بايدن في اليمن باعتبارها غير قانونية.

لذا، فواشنطن ليست في موقف يسمح لها باتخاذ قرار بتصعيد عسكري أوسع ضد الحوثيين قد تكون نتائجه مخيبة للآمال الانتخابية للرئيس الديمقراطي الأمريكي المقبل من ناحية، ومن ناحية أخرى ستدفع الحوثيين لمزيد من التصعيد ضد السفن الأمريكية في ظل تحذير قادة عسكريين أمريكيين من تطور قدرات الإصابة في صواريخ الحوثيين؛ وبالتالي فالأمر سيكون أكثر حرجاً للبيت الأبيض.

ولعل الحوثيين سيضغطون على هذا العامل بمزيد من التصعيد في سبيل تحقيق نتائج يريدون من خلالها تحقيق ما يمكن اعتباره نصراً، ممثلاً في إيقاف التصعيد الأمريكي والبريطاني في العمق اليمني أو عودة القطع الحربية الأمريكية والبريطانية إلى مواقعها السابقة، وهذا أمر لا يمكن التكهن بإمكانية حدوثه في ظل الوضع الراهن.

إلا في حال توقفت الحرب الإسرائيلية على غزة، فإن مبرر وجود هذه القوات لن يبقى قائمًا، وإن كان خبراء عسكريون يذهبون في قراءة هذه الاحتمالات بعيدًا، مستبعدين ذلك على الأقل في الوقت الراهن، لما يمثله البحر الأحمر كمنطقة استراتيجية عسكرياً بالنسبة لواشنطن بعد الأحداث الأخيرة.

بعد يومين من استهداف سفينة دعم لوجستي أمريكية، أعلنت جماعة «أنصار الله» (الحوثيون) الأربعاء، استهداف المدمرة الأمريكية (يو إس إس غريفلي) عقب ساعات من إعلان القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) إسقاط المدمرة ذاتها لصاروخ أطلقه الحوثيون.

وكان زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، توعد القوات الأمريكية والبريطانية بالانتقام إزاء عدوانها على اليمن، على حد تعبيره.

واستهلت القوات الأمريكية والبريطانية ضرباتها الصاروخية على مواقع عسكرية للحوثيين في اليمن في 12 يناير.

وكانت قبلها قد نفذت في 31 ديسمبر، عملية بحرية استهدفت أحد زوارق الحوثيين في البحر الأحمر وأغرقته؛ ونجم عن ذلك مقتل وفقدان عشرة ممن كانوا على متنه.

وأعلن الحوثيون في وقت مبكر من صباح الأربعاء، عن أحدث عملية ضد إحدى أهم المدمرات في سلاح البحرية الأمريكية في المنطقة، إذ استهدفوا المدمرة «يو إس إس غرافيلي».

وقال الناطق العسكري باسم قوات الجماعة العميد يحيى سريع، في بيان، إن «القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية وبعون الله تعالى، أطلقت عدة صواريخ بحرية مناسبة على المدمرة الأمريكية «يو إس إس غريفلي» في البحر الأحمر».

وكانت القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) قد أعلنت في بيان، فجر أمس، إنه تم إسقاط صاروخ كروز مضاد للسفن أطلقه الحوثيون.

وقال البيان على منصة إكس: «في حوالي الساعة 11:30 مساءً (بتوقيت صنعاء)، أطلق المسلحون الحوثيون المدعومون من إيران صاروخ كروز مضاداً للسفن من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن باتجاه البحر الأحمر.

تم إسقاط الصاروخ بواسطة المدمرة «يو إس إس غرافيلي». ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار».

وأكد العميد سريع «أن كافة السفن الحربية الأمريكية والبريطانية في البحرين الأحمر والعربي المشاركة في العدوان على بلادنا صارت ضمن بنك أهداف قواتنا، وسوف يتم استهدافها ضمن حق الدفاع المشروع عن بلدِنا وشعبِنا وأمتِنا وتأكيداً على استمرار الموقف اليمني المساند لفلسطين».

كما أكد «استمرار القوات المسلحة اليمنية في منع الملاحة الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة حتى وقف العدوان على غزة وكذلك رفع الحصار».

وكان الحوثيون أعلنوا، الإثنين، استهداف سفينة دعم لوجستي «لويس بي بولر» التابعة للبحرية الأمريكية بصاروخ بحري، وذلك في أثناء إبحارها في خليج عدن؛ الأمر الذي نفته واشنطن.

وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية، الأحد، أن طاقم سفينتها (إتش إم إس دايموند) نجح السبت، في صد هجوم بطائرة مسيرة تابعة للحوثيين استهدفت السفينة في البحر الأحمر.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية، الجمعة، إن الحوثيين أطلقوا صاروخاً بالستيًا مضادًا للسفن باتجاه المدمرة الأمريكية (يو إس إس كارني) في خليج عدن، وتم إسقاط الصاروخ. وفي اليوم ذاته، تم الإعلان عن استهداف الحوثيين لسفينة أم/ ڤي مارلين لواندا، وهي ناقلة نفط بريطانية تحمل علم جزر المارشال، وكانت إصابتها دقيقة؛ وتسببت باشتعال النيران في أحد صهاريج الشحن.

وكان الحوثيون استهدفوا بتاريخ 24 يناير سفينة حاويات تابعة للفرع الأمريكي لشركة ميرسك الدنماركية العملاقة.

تكرر ذكر «بصواريخ بحرية مناسبة» في البيانات الأخيرة للحوثيين، في إشارة إلى حرص على عدم ذكر نوعية الصواريخ؛ وبخاصة منذ إشارة زعيم الجماعة إلى حدوث تطوير نوعي في قدراته صواريخهم.

وحسب خبراء، فإن كان ثمة تطوير فهو في نسبة دقة الإصابة، باعتبار الصواريخ البالستية مخصصة لأهداف ثابته؛ وبالتالي فاستخدامها ضد أهداف بحرية متحركة مهمة ليست باليسيرة.

إلى ذلك، أعلن مفوض السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس، اعتزام الاتحاد إطلاق مهمته الخاصة في سياق الحفاظ على الأمن وحماية الملاحة الدولية من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر منتصف فبراير الجاري.
وقال إنهم يسعون لبدء عمل القوة الأوروبية لحفظ الأمن بالبحر الأحمر في 17 فبراير الجاري، مؤكداً أن القوة الأوروبية ستقتصر مهمتها على حماية السفن التجارية فقط من التهديدات، وردع أي هجمات في البحر الأحمر، «ولن تكون جزءًا من هجمات ضد ‎الحوثيين».

في السياق، شهدت الرياض مباحثات سعودية روسية بشأن الأوضاع في المنطقة. والتقى السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، بالقائم بأعمال السفير الروسي لدى اليمن، أفغيني كودروف.

وقال الدبلوماسي الروسي في تدوينة على منصة إكس، إنه التقى (الثلاثاء) بالسفير السعودي وناقشا «الأحداث الأخيرة في اليمن بالتركيز على ضرورة تواصل الجهود الدولية الرامية إلى دفع تسوية سلمية للنزاع في البلد، وناقشنا أهمية انتهاء العمل على خريطة الطريق للتسوية، كما تم التأكيد على الحاجة إلى خفض التوترات الجديدة في المياه المحيطة باليمن».

وفي الأثناء، التقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، أمس، بوزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، في مقر إقامته المؤقت في العاصمة السعودية الرياض، التي يزورها كاميرون ضمن جولة شرق أوسطية شملت عُمان، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ».
ونقلت الوكالة عن العليمي قوله إن «تنفيذ القرارات الدولية (ذات الصلة بالشأن اليمني)، ودعم الحكومة الشرعية العضو في الأمم المتحدة، يجب أن يكون الخيار الوحيد لتأمين خطوط الملاحة الدولية (في البحر الأحمر)».
وتحدث العليمي خلال اللقاء عن «الخلفيات الحقيقية (لم تذكرها الوكالة) لهجمات الحوثيين ضد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن، وتداعياتها العميقة على سلاسل إمداد السلع الأساسية والأوضاع المعيشية للشعب اليمني»، دون مزيد من التفاصيل.
بدوره، أكد كاميرون «التزام المملكة المتحدة القوي بدعم جهود مجلس القيادة الرئاسي والحكومة (اليمنية) لاستعادة مؤسسات الدولة ومواصلة التدخلات الإنسانية والإنمائية على كافة المستويات». كما شدد على «حرص بلاده على أمن واستقرار المنطقة، وحرية الملاحة الدولية، ودعم جهود المبعوث الأممي لليمن (هانس غروندبرغ)، لإطلاق عملية سياسية شاملة تلبي تطلعات جميع اليمنيين»، بحسب المصدر ذاته.
والثلاثاء، أفادت الخارجية البريطانية بأن كاميرون سيتوجه في جولة في الشرق الأوسط تبدأ بزيارة لسلطنة عمان، دون تفاصيل عن باقي الدول التي تشملها الجولة.

عن "القدس العربي"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى