العرب: ​إشعال الجبهات الداخلية اليمنية لا يخدم التوجه السعودي للتهدئة

> "الأيام" العرب:

>
هل يدمّر صراع البحر الأحمر التقدم الطفيف في جهود السلام باليمن؟
يتحدّث قياديون في جماعة الحوثي عن تلقيهم تهديدات من الولايات المتحدة بإعادة إشعال جبهات الحرب الداخلية في اليمن، والتي هدأت إلى حدّ بعيد في ظل تحقيق تقدّم طفيف في جهود السلام التي تقودها الأمم المتّحدة بمساعدة كبيرة من المملكة العربية السعودية.

وقال محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى للحوثيين، إن رسالة أميركية وصلت إليهم عن طريق سلطنة عمان “تفيد بفتح المعارك وتحريك الجبهات في حال استمرت الجماعة في استهداف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن”.

وتقود الولايات المتحدة وبريطانيا تحالفا عسكريا شرع في توجيه ضربات لقوات الحوثيين ردّا على استهدافهم السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب دعما لحركة حماس الفلسطينية في حربها مع إسرائيل، وفقا لرواية الجماعة الحوثية.

وبدت تلك الضربات إلى حدّ الآن، بعيدة عن تحقيق هدفها في ردع الجماعة وإنهاء تهديداتها لحركة الملاحة وما تسببه من خسائر اقتصادية للعديد من الدول في داخل الإقليم وخارجه.

وسيمثّل لجوء واشنطن للضغط على الحوثيين عن طريق حثّ أعدائهم الداخليين على قطع التهدئة وإعادة إشعال الجبهات في الحديدة وتعز وشبوة ومأرب وغيرها من المناطق التي شكّلت في سنوات سابقة نقاطا ساخنة، خيارا مدمّرا لجهود السلام التي عرفت تقدّما طفيفا بعد انفتاح قنوات التواصل المباشر بين الحوثيين والمملكة العربية السعودية بوساطة عمانية والتوصّل إلى خارطة طريق تتضمّن إجراءات إنسانية واقتصادية تفتح الطريق لتسوية سياسية للصراع في اليمن.

ويهدّد هذا الخيار في حال ترافق مع دعم عملي أميركي للقوى المضادّة للحوثيين بالمال والسلاح والتقنيات القتالية، المكاسب الميدانية الكبيرة التي تمكّن الحوثيون من تحقيقها طوال سنوات الحرب، بما في ذلك سيطرتهم على مناطق إستراتيجية على رأسها محافظة الحديدة المنفتحة على البحر الأحمر وتمثّل شريان حياة رئيسيا للمناطق التي يسيطرون عليها.

لكنّه سيشكل بالتوازي مع ذلك ضربة قوية لجهود السعودية التي أظهرت مرونة كبيرة في التعاطي مع الحوثيين بعد أن كانت تقود الحرب ضدّهم بشكل رئيسي من خلال التحالف العسكري التي شكّلته للغرض، وذلك بهدف التوصّل إلى تسوية سياسية تتيح لها الخروج من تلك الحرب التي طال أمدها ولم تحقّق من ورائها أي أهداف تُذكر.

وأحجمت المملكة عن الانضمام إلى التحالف الأميركي – البريطاني ضدّ الحوثيين حرصا على عدم توسّع الصراع في المنطقة.

وعبّر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان عن قلق المملكة من أن تؤدي الضربات المتبادلة بين الحوثيين والأميركيين في البحر الأحمر إلى تصعيد الصراع، قائلا إنّ بلاده تركز على تهدئة الوضع قدر المستطاع.

وترافق كلام الحوثيين عن الرسالة الأميركية المنقولة عن طريق سلطنة عمان، مع أنباء عن “توافق داخل وزارة الدفاع اليمنية على إعداد خطة عسكرية موحدة تشارك في تنفيذها كافة تشكيلات ووحدات الجيش والقوات المشتركة بالساحل الغربي لمواجهة الحوثيين واستكمال معركة التحرير الشاملة وإعادة فرض سيطرة الدولة على كافة المحافظات الشمالية”، بحسب ما أرودته مواقع إخبارية يمنية.

وميدانيا شهدت بعض مناطق محافظتي شبوة ومأرب شرقي صنعاء مواجهات بين قوات الحوثيين وقوات العمالة، في تصعيد نسبته مصادر يمنية متعدّدة للحوثيين أنفسهم، مؤكّدة أن تحشيدهم لتلك المعارك سبق حديثهم عن التهديد الأميركي المزعوم بعدّة أيام.

وكتب محمّد علي الحوثي عبر حسابه في منصة إكس أنّ “فتح المعارك وتحريك الجبهات هي أحد التهديدات الأميركية التي تم إيصالها كرسالة عبر عُمان ردا على موقف الشعب اليمني المجاهد الرافض لإبادة أبناء غزة وحصارهم”.

وأضاف القيادي “نقول لهم مصير أي مغامرة أو حماقة بتنفيذ التهديد الأميركي للشعب الفشل والخسران”.

وفي ذات السياق، كتب علي القحوم ‏عضو المكتب السياسي للحوثيين على منصة إكس متهما واشنطن ولندن بتحريك أطراف يمنية لتحقيق “تقدمات ميدانية تحفظ لأميركا وبريطانيا هيبتهما”.

وكانت اتهامات قد توّجهت في سنوات سابقة لجهات دولية على رأسها المملكة المتحدة بمنع تنفيذ هجوم كبير وحاسم كانت القوى اليمنية المدعومة من قبل التحالف العسكري بقيادة السعودية قد أعدّت له بشكل جيد لاستعادة محافظة الحديدة من سيطرة الحوثيين، الأمر الذي كان سيشكّل منعطفا كبيرا في مسار الصراع في اليمن، ويؤدي إلى محاصرة الحوثيين في مناطق داخلية منقطعة عن البحر وما تصلهم عبره من إمدادات متنوعة عسكرية ومدنية.

ولا تخلو الساحة اليمنية في الوقت الراهن من أصوات تنادي باستغلال اشتباك جماعة الحوثي مع الأميركيين والبريطانيين لإعادة إشعال جبهة الحديدة واستعادة المحافظة ذات الموقع الإستراتيجي من يد الجماعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى