عالم المفردات

> كيف يتم صناعة المفردات؟ هل هناك من يتولى فعلًا صناعتها؟ وماهي المواد التي تدخل في عملية صناعة المفردات؟ مثل هذه الأسئلة مازالت تدغدغ وتحير عقول الكثير من الشعراء والأدباء، فقلت في نفسي لماذا لا أقترب من هذه المفردات ولو قليلًا، لأتعرف عليها عن كثب، أتحسس إلى ماهيه تلك المفردات؟ في محاولة جريئة للدخول إلى العالم المفردات العجيب.

نظرت بتأمل إلى تلك المفردات، أدركتها وهي تطير في عنان السماء مثل أسراب النحل تتنقل بين العقول تبحت عن غايتها، في هذا العقل أو ذاك، تحمل في ثناياها عالم من الغموض والخيال تجعلك تغوص في بحر اللغة العربية العميق بحثًا عنها تتقاذفك أمواج من النحو وأمواج من القواعد وأنت مذهول من روعتها، مجتهدًا في معرفة وتعلم أصول هذه المفردات وعمق المعاني في حروفها، فحرف من هذه المفردات يمكن أن يحدث فرقًا في المعنى، لتتعلم وتتذوق منها حلاوة التعبير لتصنع من خلالها قصتك.

فالمفردات تحمل إلينا عالم جميل من الخيال والإبداع، فهي بضعة من مشاعرنا تتكلم بكل ما تحمله قلوبنا من فرحة وألم، في الوقت الذي يعجز اللسان عن البوح به حتى وإن كان هذا البوح همسًا، فالمفردات تبحث في عقولنا عن الحكمة، تنادي على أفكارنا بعزيمة، تبحث فينا عن الخيال تصطف أمامنا في صفوف فريدة، تدعونا إلى عالم جديد لتوقد فينا كل نيران الشغف والإبداع.

ليس للمفردات وجوه متعددة مثل البشر ولا تحمل المفردات سوى معنى لغوي واحد، مهما حاول البعض التلاعب بها أو اجتهد البعض في تأويلها، ليس لدينا تلك القدرة على مقاومة سحرها، وليس لدينا تلك الحصانة التي تحمينا من الافتتان بها، وليس لدينا أي تعويذة أو حرز يقينًا من الوقوع في حبها. فقلوبنا مفتونة بجمال تعبيرها وقوة معانيها.

* قاضي في محكمة صيرة الابتدائية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى