العرب: الإخوان يفرملون اندفاعهم لدعم الحوثيين

> "الأيام" العرب اللندنية:

>
​دعا عضو قيادي في حزب التجمّع اليمني للإصلاح الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين، إلى الكفّ عن دعم جماعة الحوثي في مهاجمتها السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب.

وتكمن المفارقة في هذا الموقف أن أبرز حملات الدعم للحوثيين صدرت عن قيادات ورموز بحزب الإصلاح نفسه، الأمر الذي يؤشّر على وجود تراجع من قبل الحزب عن ذلك الدعم الذي بدأ يتحوّل إلى ورطة مع تصاعد الصراع وتحوّله إلى مواجهة ضدّ الولايات المتحدة وبريطانيا، لا يرغب الإخوان في التورّط فيها وتحمّل تبعاتها.

وصدرت عن الإخوان في اليمن مواقف داعمة للحوثيين في استهدافهم لخطوط الملاحة، رغم أنّ هؤلاء يفترض أنّهم من ألد أعدائهم، حيث قاموا بالاستيلاء على السلطة التي كانوا يشاركون فيها وطردوا القوات التابعة لهم من معظم مناطق سيطرتها في شمال اليمن، ومازالوا يحاولون انتزاع محافظة مأرب الغنية بالنفط من أيديهم.

وكانت القيادات الإخوانية تريد من ذلك الدعم مشاركة الحوثيين “شرف” الدفاع عن سكان قطاع غزة والوقوف إلى جانب حركة حماس في الحرب ضدّ إسرائيل، وكذلك استرضاء دول المحور الذي ينتمي إليه الإخوان.

لكن نيل هذا “الشرف” لم يعد مجانيا مع المنزلق التصعيدي الذي وصلت إليه الأحداث في اليمن مع تكثيف الولايات المتحدة وبريطانيا لضرباتهما ضدّ الحوثيين.

ووصف علي الجرادي رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الإصلاح موجة الدعم للحوثيين بـ”الحملة السياسية والإعلامية البائسة”.

وقال في تعليق مطوّل نشره عبر حسابه في منصّة إكس إن ميليشيا الحوثي تهدف من وراء مناصرتها لفلسطين إلى “تبييض وغسل جرائمها بحق اليمنيين والبحث عن مشروعية أخلاقية لبقائها وتجنيد الشباب وجمع المال والهروب من استحقاقات الداخل، وتقديم نفسها للإقليم والعالم كوصية على اليمن”.

وأضاف “الميليشيا ارتكبت الفظائع والجرائم بحق اليمنيين، كما يعمل الاحتلال الصهيوني في فلسطين”، مذكّرا بأن “الحوثي أسقط الدولة اليمنية وشرد اليمنيين من ديارهم وقتل نساءهم وأطفالهم وفجر منازلهم ومساجدهم وسرق أموالهم واعتقل الآلاف، والمئات خرجوا مشلولين جراء التعذيب الذي مارسه”.

كما أشار القيادي في حزب الإصلاح إلى قيام الحوثيين بالتجنيد والتحشيد باسم طوفان الأقصى وإرسال تلك الحشود “إلى جبهات الساحل والضالع وتعز ومأرب وشبوة لقتال اليمنين ومحاولة إسقاط الدولة اليمنية، كما فعل فيلق القدس الإيراني وميليشيات حزب الله بالتوجه لقتل أطفال ونساء سوريا في طريقهما لتحرير القدس كما يقولان”.

كما وصف جماعة الحوثي بأنها “حركة عنصرية استباحت دماء اليمنيين وحقوقهم وترى نفسها وصية عليهم، وهي لا تقل جرما عن ما يفعله الصهاينة في فلسطين”.

وقارن بين اليمنيين والفلسطينيين قائلا “مثلما يقف الفلسطيني يقارع المحتل العنصري، كذلك سيفعل اليمني في مواجهة المحتل العنصري”.

وانتهى الجرادي إلى “أن الاصطفاف لا يجوز خلف شخص يؤم الناس في الصلاة وهم له كارهون، فكيف بالاصطفاف خلف من قتل وأجرم في حق أبناء اليمن ثم يريد أن يغسل جرائمه بادعاء الوقوف مع قضية عادلة كقضية فلسطين”.

ويخالف كلام القيادي في حزب الإصلاح بشكل جذري ما كان قد صرّح به قياديون آخرون في الحزب بشأن دعمهم الصريح والواضح للحوثيين في تهديدهم حركة الملاحة تحت يافطة دعم الفلسطينيين.

وجاء أوضح دعم للحوثيين على لسان رجل الدين والقيادي في حزب الإصلاح عبدالمجيد الزنداني الذي نشر شريطا مصوّرا وجّه فيه دعوة للتصالح بين جميع القوى السياسية اليمنية وجماعة الحوثي تحت يافطة نصرة غزّة والتضامن مع سكّانها.

وقال في الشريط الذي بثّه من مقر إقامته في تركيا إنّ المصالحة بين القوى السياسية اليمنية والحوثيين ستمكّن جميع القوى من مناصرة فلسطين وشعبها.

ولم تأت هذه الدعوة منعزلة بل في سياق حالة أشمل من التقارب بين قيادات فرع جماعة الإخوان في اليمن وجماعة الحوثي المسيطرة على صنعاء وأجزاء واسعة من الأراضي اليمنية، برزت مؤخّرا تحت مظلة دعم حركة حماس الفلسطينية في حربها مع إسرائيل.

وجاءت دعوة الزنداني بمثابة بداية حملة ترويج للمصالحة مع الحوثي، انضمّ إليها سريعا نجله الأكبر محمد.

وقال الزنداني الإبن إنّ الناس تلومه على موقفه من الحوثيين وعلى نسيان احتلالهم لصنعاء وجامعة الإيمان ولبيوت قيادات حزب الإصلاح وتفجيرها، مجيبا عبر منشور له على منصة إكس “لم ولن ننسى ذلك، ولكن من باب الواجب علينا والوفاء لأمّتنا ولأهلنا في غزة وفلسطين أن نعلق ذلك العداء بيننا وأن ننبذ الخلاف ونوحد صفوفنا في وجه كل قرار أميركي يدعم العدوان على غزة، ويصنف كل من يدعمها في موقفها كإرهابي، سواء كان ذلك الموقف حقيقيا كما هو في نظر البعض أو كان صوريا كما هو في نظر البعض الآخر”.

وأضاف في منشوره “هذا هو موقفنا من ذلك ما لم يستجد أمران؛ الأول إيقاف العدوان على غزة.. والثاني تجدد العدوان علينا من قبل الحوثي في مناطق الشرعية، فعند ذلك يجب علينا دفع البغي ورد العدوان”.

ودخلت الأحداث في اليمن منعطفا جديدا من التصعيد مع توسيع الولايات المتّحدة لنطاق ضرباتها ضدّ الحوثيين، معتبرة ذلك جزءا من الردّ على محور إيران ككل بعد مقتل جنود لها في قصف نفذته ميليشيا شيعية لموقع عسكري أميركي في الأردن.

وتوعّد الحوثيون، الأحد، بالردّ على الضربات التي شنّتها الولايات المتحدة وبريطانيا على العشرات من مواقعهم في اليمن. وكتب المتحدث العسكري باسمهم يحيى سريع على منصّة إكس “هذه الاعتداءات لن تثنينا عن موقفنا الأخلاقي والديني والإنساني المساند للشعب الفلسطيني الصامد في قطاع غزة ولن تمر بدون رد وعقاب”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى