السعودية تنوع مصادر التسليح إلى أن تحسم واشنطن موقفها من الاتفاقية الدفاعية

> الرياض "الأيام" العرب:

>
​يمضي السعوديون قدما في خيار تنويع مصادر السلاح من الشرق والغرب إلى حين أن تحسم الولايات المتحدة موقفها بشأن توقيع اتفاقية دفاعية مع المملكة تتيح التصدي للمخاطر التي تأتي من الجانب الإيراني على المدى البعيد.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن الهيئة العامة للصناعات العسكرية “وقعت 11 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم مشتركة على هامش معرض دفاعي بالمملكة، وذلك بهدف توطين منظومة التصنيع الدفاعي، ورفع الجاهزية العسكرية، وتعزيز المشاركة الصناعية”، فضلا عن تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية في القطاع.

ولا تخفي تصريحات المسؤولين السعوديين رغبة الرياض في التوصل إلى اتفاقية دفاعية مقابل التطبيع مع إسرائيل كما تسعى إلى ذلك إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لكنهم يريدون اتفاقية دفاعية ضمن تطبيع وتشخيص مشترك للأعداء وليس تقلبات في المواقف بين إدارة وأخرى أو في الإدارة نفسها بين مرحلة وأخرى.

وفي مسعى لطمأنة السعودية على أنها عنصر ثابت في السياسات الأميركية بالشرق الأوسط، باتت الرياض وجهة رئيسية في زيارات المسؤولين الأميركيين للإقليم سواء ما تعلق بترتيبات إنهاء الحرب في غزة، أو في التحركات الخاصة بتأمين البحر الأحمر من التهديدات الحوثية مع السعي لمنع اتساع دائرة الحرب في المنطقة.

والتقى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الاثنين بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان في الرياض.

وتأتي جولة بلينكن، وهي الخامسة منذ هجوم السابع من أكتوبر، إلى الشرق الأوسط في وقت يصفه مسؤولون أميركيون كبار بأنه من أخطر الأوقات التي تشهدها المنطقة منذ عقود.

ومنذ استلام بايدن لولايته أرسل إشارات سلبية تجاه الأمن الدفاعي للسعودية، ولوحت إدارته بنقل منظوماتها الدفاعية من الخليج إلى شرق آسيا في رسالة تهديد مبطنة بأنها ستترك الرياض تواجه الخطر الإيراني بمفردها. ودفع أسلوب الضغط والتهديد السعودية إلى البحث عن حل يقوم على تنويع الشراكات اقتصاديا وعسكريا، والإيحاء بأن قدراتها المالية تسمح لها بعقد الصفقات التي تضمن أمنها القومي.

وأمام فشل سياسة الضغط عادت إدارة بايدن إلى الاقتراب من السعودية، خاصة أن الرياض نجحت عمليا في عقد صفقات مع خصوم واشنطن (الصين وروسيا) وفتحت أمامهم الأبواب للتأثير في إحدى أهم مناطق النفوذ الحيوي للولايات المتحدة.

ولم تفلح هذه العودة في طمأنة السعوديين، لكنهم تركوا الباب مفتوحا أمام بناء علاقة جديدة مع الولايات المتحدة تتأسس على اتفاقية دفاعية واضحة وملزمة مقابل تطبيع السعودية مع إسرائيل وإدماجها في المحيط الإقليمي بعد تسوية سياسية للملف الفلسطيني.

وتحرص السعودية على تعزيز أمنها ودرء التهديدات من منافستها إيران حتى تتمكن المملكة من المضي قدما في خطتها الطموحة إلى تحويل اقتصادها وجذب استثمارات أجنبية ضخمة.

وقالت مصادر لرويترز قبل أيام إن السعوديين حثوا واشنطن في أحاديث خاصة على الضغط على إسرائيل لإنهاء حرب غزة والالتزام “بأفق سياسي” لإقامة دولة فلسطينية، وقالوا إن الرياض ستقوم بعد ذلك بتطبيع العلاقات والمساعدة في تمويل إعادة إعمار غزة.

وبانتظار توضّح مسار الاتفاقية الدفاعية مع واشنطن تستمر السعودية في مسار تنويع مصادر الأسلحة من الشرق.

وقالت إدارة برنامج المشتريات الدفاعية في كوريا الجنوبية إن سيول والرياض وقعتا الأحد مذكرة تفاهم لتوسيع التعاون الدفاعي، في الوقت الذي تتطلع فيه سيول إلى إبرام المزيد من اتفاقات مبيعات الأسلحة في المنطقة.

وذكرت الإدارة في بيان صحفي الاثنين أن الاتفاقية ستشهد قيام الجانبين بإنشاء لجنة مشتركة لتشكيل مجموعة عمل لأبحاث وتطوير أنظمة الأسلحة بالإضافة إلى الإنتاج لمواصلة التعاون في مجال الدفاع.

وأضافت الإدارة أن وزير الدفاع شين وون سيك، الذي كان يزور الرياض لحضور معرض الدفاع العالمي كجزء من زيارة تستغرق أسبوعا إلى الشرق الأوسط، ونظيره السعودي الأمير خالد بن سلمان آل سعود حضرا مراسم توقيع الاتفاقية.

ونقل بيان صحفي لوزارة الدفاع الكورية الجنوبية عن شين قوله إنه تم وضع أساس لتعاون دفاعي يرقى إلى مستوى “شراكة إستراتيجية تتطلع إلى المستقبل”.

وقالت الوزارة إن شين أجرى محادثات أيضا مع وزير الحرس الوطني السعودي الأمير عبدالله بن بندر آل سعود لبحث تعزيز التعاون العسكري الثنائي والشراكات الدفاعية.

وأظهرت بيانات من وزارة الدفاع أن مبيعاتها من الأسلحة قفزت إلى 17 مليار دولار في عام 2022 من 7.25 مليار دولار في العام السابق.

وزادت صادرات البلاد من الأسلحة إلى الشرق الأوسط بنحو عشرة أضعاف بين عامي 2013 و2022، وفقا لغرفة التجارة والصناعة الكورية.

وفي السنوات القليلة الماضية أبرمت شركات هانهوا وبونجسان وإل.آي.جي نكس1 الكورية الجنوبية اتفاقات مع السعودية تبلغ قيمتها مجتمعة حوالي 989 مليون دولار لشراء قاذفات صواريخ متعددة وذخيرة وأنظمة كهروضوئية. ووفقا لتقرير أصدره المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية ومقره لندن في نوفمبر، من الممكن أن يكون هناك المزيد من الاتفاقات قيد التنفيذ.

وقال التقرير “تتطلع دول الخليج إلى تنويع مصادر مشترياتها وشراكاتها الدفاعية بما يتجاوز مورّديها الغربيين التقليديين. ويمكن لسيول أن تقدم بدائل معدات متقدمة بشكل متزايد، وغالبا ما تكون بأسعار تنافسية وعلى فترات زمنية أقصر”.

من جهة أخرى، وقعت مجموعة ليوناردو الإيطالية مذكرة تفاهم الاثنين مع السعودية لاستكشاف وتطوير الفرص المحتملة للاستثمار والتعاون في قطاعي الدفاع والفضاء.

وقالت المجموعة الدفاعية في بيان إن مذكرة التفاهم تغطي نطاقا واسعا من القطاعات بما يشمل الفضاء وطائرات الهليكوبتر والأنظمة الإلكترونية وأجهزة الاستشعار.

وأضافت أن التعاون قد يمتد ليشمل مجالات أنظمة القتال الجوي والتكامل بين الأنظمة المختلفة بالنظر إلى أن المجموعة التي تسيطر عليها الدولة الإيطالية نشطة في مبادرات تقنيات الجيل التالي وتسمح بالمشروعات التجريبية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى