​النتائج المدمرة للفشل في القيادة

>
في أي سلطة وفي أي مجتمع، يعد تأثير القيادة أمرًا حاسمًا وبالغ الأهمية. فالقادة هم الذين يوجهون السفينة، ويحددون المسار، ويدفعون عجلة التقدم نحو تحقيق الأهداف المشتركة والمصالح العامة للشعب. ولذلك، فمن المثير للقلق أن يتولى أفراد يفتقرون إلى المهارات والمعرفة والكفاءة اللازمة مناصب القيادة والمسؤولية.

 إن الوضع السائد، حيث العجز والجهل والمحسوبية هما المعيار، ليس مقلقًا وعديم الجدوى فحسب، بل مدمر أيضًا. عندما يتقلد الجهلة مراكز القيادة ويتولى الأغبياء مناصب المسؤولية، فإن النتائج لا يمكن أن تكون أقل من كارثية. وتصبح الأهداف مشوهة، ويعاني المجتمع من العواقب الوخيمة التي تترتب على ذلك.

 وفي كثير من الحالات، لا يتم محاسبة هؤلاء القادة والمدراء والمسؤولين الفاشلين على أفعالهم. وبدلًا من ذلك، يُسمح لهم بمواصلة العمل في أدوارهم، إن لم يتم مكافئتهم وترقيتهم إلى مراكز أعلى مما يتسبب في مزيد من الضرر والفوضى. إنها حلقة مفرغة ترسخ الوضع السائد وتفاقم النتائج الوخيمة وتتسبب في تعطيل الحياة.

عندما تتم ترقية الأفراد على أساس المحسوبية بدلًا من الجدارة، فإن ذلك يبعث برسالة مفادها أن الكفاءة والعمل الجاد لا يتم تقديرهما. وهذا يولد بيئة سامة، حيث تتفوق العلاقات الشخصية والمحاباة على المهارة والخبرة والكفاءة ونتيجة لذلك، غالبًا ما يتم تهميش وإقصاء الكوادر الأكثر تأهيلًا وقدرة وإمكانيات على العطاء والتأثير الإيجابي لصالح أولئك الذين لديهم اتصالات أو علاقات شخصية أو روابط عائلية إن لم يتم محاربتهم والتخلص منهم والعمل على محاصرتهم..
 يمكن الشعور بتأثير هذه القيادة المدمرة في جميع جوانب السلطة والمجتمع. حيث تقل الإنتاجية، وتهبط الروح المعنوية، ويتوقف التقدم. ويسود الإحباط، فيما تصبح الأهداف والغايات التي كانت ذات يوم واضحة وقابلة للتحقيق مشوشة ومعقدة وغير قابلة للتحقيق. وفي نهاية المطاف، يدفع الجميع ثمن فشل أولئك الذين يشغلون مناصب قيادية غير مؤهلين لها.

 ومن الضروري أن نتحرر من دائرة العبث هذه ونطالب قادتنا بالأفضل. ويجب أن تكون الكفاءة والمهارة والجدارة بالإضافة إلى المرونة والانفتاح هي المعيار للقيادة والمسؤولية، وليس المحسوبية أو العلاقات الشخصية. فقط من خلال إلزام قادتنا بمعايير أعلى يمكننا أن نأمل في تحقيق تقدم ملموس وتجنب النتائج المدمرة للقيادة الفاشلة.

إن حالة عدم الكفاءة والمحسوبية السائدة تؤثر سلبًا على مجتمعنا. ومع تجاهل الكوادر القادرة لصالح أولئك الذين لديهم علاقات شخصية، ينمو الاستياء وخيبة الأمل بين الناس. إن انعدام الثقة في القيادة يؤدي إلى تآكل التماسك الاجتماعي ويولد ثقافة اللامبالاة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى