اختلافنا كيف نعيشه.. وخلافنا كيف نديره؟

> قيل، بأن في الاختلاف رحمة. لأننا إذا كنا ذوو لون واحد وصبغة واحدة لكانت النتيجة نفسها ذات لون وصبغة ورائحة واحدة. فينفر منها الناس وتمل وتضجر ولا يكون قبول بها، فيتم رفضها.

لذلك، كان الاختلاف مطلوبًا، حتى يمكن تسيير شؤون الحياة بحلوها و مرها. والضجيج لا يخلق سوى الفوضى والفوضى تقودنا إلى اللا شيء. فلا نتيجة ولا عمل، وإنما صخب يتلوه صخب. وأنماط الحياة متعددة ومختلفة باختلاف البشر، فقد خلق الله البشر على اختلافهم ولم يخلقهم نمطًا ونوعًا واحدًا، فكان هناك الذكر والأنثى، ومنهما تنوع البشر، فكان الأبيض والأسود وصاحب البشرة الحمراء والسمراء، كان هناك الأعمى والبصير والأعرج والسليم. واختلاف الألسن، هي كلها مقومات لرحمة رب البشر على العالمين. لكن بعض البشر يرفض بشريته و ينكرها، ينكر حتى مفهوم هذا الاختلاف ويعمل على محاربته ويصل حتى إلى معنى إبادته من الوجود! لأنه يريد أن يكون هو المستحوذ الوحيد على حياة غيره، في كل شيء حتى في الرأي ويعتبر الاختلاف جريمة، هو وحده من يقيم حدودها ويحدد عقابها، وهو أيضًا وحده القاضي الذي يصدر الحكم فيها.

علينا، بالحوار وحده هو القيمة الحضارية الوحيدة التي نقبل بها، علينا أيضًا القبول بالاختلاف والخلاف، لأنه عامل صحي مطلوب تواجده في كل مناحي الحياة. لأنه بعدم وجود الاختلاف والخلاف تظل حياتنا جامدة تنطوي فقط على منتج واحد ووحيد لا خيارات أخرى بديلة عنه. على الإرادة السياسية أن تتحرك في هذا الاتجاه، ويكون ذلك من أولوياتها وتعترف به. فلا الوحدة دائمة وأثبتت فشلها، ولا نظام الحزب الواحد حقق نتيجة، وبالتالي أثبت فشله، وحتى الحوار لم يقبل به الآخرون وتراجعوا عنه، لأسباب هم يحملونها وحدهم فقط، ولا يتشاركون فيها، لأنها ابتعدت عن الاعتراف بالاختلاف والخلاف الذي يسمح للجميع بالتشارك والمساهمة في الحياة العامة.

فلكل منا خصوصياته ولكل منا عاداته وتقاليده ولكل منا تفكيره. لكننا لا يمكن أن نختلف على قضية واحدة أهدافها تكون واضحة ومركزة لا تبتعد عن المشاركات وتسمح بالتلاقي. خطوط فاصلة وأخرى متناسقة وأخرى تلتصق بالأخرين. اسمحوا بالخيارات وضعوا لها مسارات تستطيعون من خلالها الحركة بحيث لا تحاصركم المواقف والظروف.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى