احتياجات مشاريع التنمية وبناء الدول

> بالتأكيد كلنا يعلم أن احتياجات بناء الدول الحديثة، والمجتمعات الجديدة تحتاج أول ما تحتاج إلى كادر وطني مؤهل تأهيلًا أخلاقيًا وتعليميًا، كادر لديه رؤيا وطنية لعملية التنمية الشاملة، ومن ليس لديه مثل هذا الكادر ليس عيبًا أن يستعين بكادر أجنبي، وفق رؤيا وطنية، وإشراف وطني للقيام بمهمة إعادة بناء وتشغيل المؤسسات الوطنية، التي تتولى القيام بعملية إعادة البناء والتشغيل.

ولدينا نماذج ليست بعيدة عنا، بل قريبة منا في المناطق المجاورة، حيث بدأت عمليات التنمية الشاملة، ووصلت إلى مستوى راقٍ من السلوك والحياة الإنسانية الإيجابية، في حين أنه كان لدينا مؤسسات دولة وطنية راقية، ولدينا مدينة من أقدم وأرقى المدن في المنطقة.

كان الكثير من حكام المناطق المجاورة يتمنون أن تكون مدنهم مثل مدينتنا العريقة عدن، لكن للأسف الشديد نحن بدلًا من تبني مشاريع تطوير لمستوى الحداثة المتوفر لدينا، سلكنا طريق التدمير الشامل لما لدينا من بنية أساسية اقتصادية واجتماعية وثقافية، حيث اعتمدنا مشروع التدمير الشامل للوطن وللكادر الوطني المؤهل، واستبدلناه بمجاميع من الجهلة والأغبياء، وبدلًا من العمل على إفساح المجال للكادر المؤهل تأهيلًا علميًا وأخلاقيًا، ليتولى مسؤولية تطوير الذات، وتطوير الحياة الإنسانية مدنية وعسكرية، قمنا بتصفية معظم الكادر المؤهل، واستبدلناه بالأنانية والجهل والتعصب المناطقي، ودمرنا كل ما كان لدينا، حتى أصبحنا عبيدًا لمن كانوا بالأمس يتمنون أن تكون حياتهم مثل حياتنا.

إن مشروع التصفيات الجسدية لمن يعارضنا أو يختلف معنا، مشروع دمار شامل وكلي، بحيث أصبحت حياتنا عشوائية قروية. دمرنا التعليم الأساسي والجامعي، ودمرنا النظام الإداري والمالي الذي كان لدينا، عبر تعيين الجهلة على رأس كل مؤسسات الدولة، منطلقين من أبناء القرية هم أصحاب الثقة في دعم حكمنا المتخلف، حتى وصل بنا الحال إلى اعتماد القرابة شرطًا أساسيًا للتعيين في أدارة شؤون البلاد والعباد. لقد غرقنا في جهلنا المتطرف إلى حد صرنا معه عبيدًا لمن كان يرى فينا طموحه الوطني، وعندما لم يجد كادرًا وطنيًا مؤهلًا استأجر كادرًا أجنبيًا مؤهلًا، وبدأ يطور من حياة شعبه وبلده، وسعى لتأهيل كادره الوطني، لكي يتولى إدارة شؤون الدولة، فمتى سوف نعود إلى رشدنا ونتلمس الطريق الصحيح، لاستعادة الوطن والدولة الجنوبية التي أضعناها، بسبب أنانيتنا وجهلنا وعنصريتنا المناطقية الغبية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى