على خطى جماعة الحوثي تعدّت جماعة الإخوان بتعز اليمنية، كل الخطوط الحمراء حتى غدت قادرة على تطويع القضاء، عبر سلسلة من الهجمات ضد منتسبي السلطة القضائية.

وتتقاسم جماعة الحوثي مع الإخوان في اليمن السيطرة على محافظة تعز، حيث يسيطر الإخوان على قلب المدينة، فيما تخضع الضفة الشرقية للحوثيين، وتقوم الجماعتان بتسخير المحافظة لخدمة أجندتهما وتحقيق أطماعهما العابرة.

ومؤخرًا، وجد منتسبو السلطة القضائية في مرمى هجمات حزب الإصلاح، الذراع السياسية لإخوان اليمن، والتي استهدفت شل العدالة في مدينة تعز، بعد أن هيمن على المؤسستين العسكرية والأمنية في الأجزاء المحررة.

وأبرز تلك الاعتداءات التي وصفت بـ"السافرة" كانت في يناير الماضي، عقب تعرض القاضي فضل الكمالي، رئيس محكمة التعزية، لاعتداء من قبل عصابة مسلحة لحزب الإصلاح، في شارع الثلاثين غربي مدينة تعز، وبحسب مصادر أمنية، فإن الكمالي تعرض للاعتداء من قبل الضابط الإخواني سامي حسن الشرعبي، والذي ينتمي لوحدات محور تعز العسكري، الخاضع لحزب الإصلاح، مشيرة إلى أن رئيس محكمة استئناف تعز وجه النيابة العامة بالقبض القهري على العصابة المسلحة، وصدرت أوامر قبض قهرية من النيابة والبحث الجنائي بحق المدعو سامي الشرعبي، إلا أن سلطات الإخوان لم تتحرك للقبض عليه.

وتعرض القاضي عبدالرحمن الحميري، لاختطاف وتعذيب والشروع بالقتل، من قبل الضابط المدعو أسامة القردعي، التابع للواء 170 دفاع جوي الخاضع لحزب الإصلاح، كما قام المدعو القردعي في الشهر ذاته بالاعتداء والشروع باختطاف القاضي سفير الوتيري، أحد قضاة محكمة غرب تعز، الذي أفلت من قبضتهم بعد تدخل مرافقيه.

واحتجاجًا على تلك الاعتداءات المتكررة والسافرة ضد أعضاء السلطة القضائية، أعلن قضاة تعز عن إضراب عن العمل بالمحاكم والنيابات، بدءًا من 4 فبراير الجاري.

وجاء إضراب القضاة بعد تكرار الاعتداءات على منتسبي السلطة القضائية بالمحافظة، وتنصل الجهات الأمنية والعسكرية عن القيام بواجبها وضبط المعتدين.

وفي بيان سابق لنادي قضاة اليمن فرع محافظة تعز، أكد على أن هناك تساهلًا في تنفيذ الأوامر القضائية، للقبض على المدعو أسامة القردعي، من قبل القائم بأعمال قائد محور تعز العسكري اللواء عبدالعزيز المجيدي، الذي تنصل مستهترًا عن القبض على المتهم المذكور وأفراد عصابته.

وقال البيان:إن محور تعز الإخواني "اقتصر على طلب إحالتهم للمحاكمة، باعتبارهم فارين من وجه العدالة، معللًا ذلك بامتلاكهم عددًا من الأطقم والمدرعات، دون أدنى شعور بما أضحت تشكله تلك العصابة من خطر على رجال القضاء ومعاونيهم في المحافظة".

وفي مطلع يناير الماضي، أقدم قيادي حوثي على اقتحام ومحاصرة مبنى محكمة شرعب السلام في منطقة الحوبان شرق مدينة تعز، الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، في محاولة اختطاف أحد قضاتها.

وقال بيان صادر عن قضاة محاكم محافظة تعز، الواقعة تحت سيطرة الجماعة، إن"القيادي الحوثي المدعو صلاح الصلاحي، وبدعم القيادي الحوثي نور الدين المراني، اقتحم محكمة شرعب السلام بمنطقة الحوبان، بمجاميع مسلحة، وتوعّد القاضي صلاح المليكي، بالانتقام منه قبل أن يشرع بمحاولة قتل القاضي خارج مبنى المحكمة بتوجيه الأسلحة نحوه، لولا تدخل الحراسة القضائية".