د. أنيس لقمان رحمة الله عليه

> كان خبر وفاة د. أنيس لقمان نائب رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي السابق ومستشار رئيس الجمعية رحمة الله عليه خبرًا مؤلمًا؛ لأنه مفاجئ، حيث كنا نلتقي يوميًّا في العمل وكان يجهز له مكتب في المبنى الجديد يليق به كمستشار لرئيس الجمعية الوطنية.

لقد تزاملنا مع د. أنيس في العمل منذ تشكيل المجلس الانتقالي وخصوصًا منذ تشكيل الجمعية الوطنية في العام 2017م، حيث كان المرحوم نائبًا لرئيس الجمعية، وأنا مقرر الجمعية وكنا نعمل تحت قيادة اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك رئيس الجمعية، وقد عملنا بتنسيق وتناغم وانسجام تام وأدرنا الدورة التأسيسية للجمعية الوطنية بمشاركة القاضي شاكر محفوظ ود. فضل الربيعي، لأن رئيس الجمعية كان مسافرًا في مهمة خارج البلاد وفي هذه الدورة تم تشكيل اللجان الدائمة للجمعية الوطنية وانتخاب قياداتها والتي صدرت فيما بعد بقرار من الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزبيدي.

كما تم في هذه الدورة مناقشة وإقرار النظام الأساسي للمجلس الانتقالي الجنوبي والرؤية السياسية للمجلس واللائحة الداخلية للجمعية وصدرت بقرارات من الرئيس القائد والتي شكلت الوثائق التي اعتمدت عليها عمل الجمعية وبقية هيئات المجلس في عليها فيما بعد.

ولابد من الإشادة بالدور الذي لعبته الأمانة العامة للمجلس الانتقالي برئاسة الأستاذ أحمد حامد لملس والمرحوم الأستاذ أمين صالح رحمة الله عليه في التحضير لهذه الدورة وبعد الدورة التأسيسية وتحت إشراف رئيس الجمعية بدأنا البحث عن مبنى ليكون مقرًا للجمعية الوطنية وقد ساعدنا في ذلك د. سالم الشبحي والأخوة في الأمانة العامة، ووجدنا المبنى الذي أصبح فيما بعد مقرًا للجمعية الوطنية وكان بحاجة إلى استكمال بعض التشطيبات وتم التعاقد مع المالك وكان د. أنيس الله يرحمه حريص كل الحرص على سرعة الإنجاز مع حرص شديد على الالتزام بالقوانين والأنظمة لعملية التعاقد وقبل أن يتم تجهيز مقر الجمعية كنا نلتقي مع عدد من رؤساء لجان الجمعية ومنهم السفير قاسم عسكر والعميد ناصر حويدر وأحمد ناصر باعوضة وآخرين في منزل د.أنيس في كريتر.

وفي مطلع يناير 2018م وبعد عودة رئيس الجمعية من السفر تم عقد الاجتماع الأول للهيئة الإدارية للجمعية الوطنية برئاسة رئيس الجمعية وبدأنا مزاولة عملنا في المقر وكان د. أنيس الله يرحمه حريص كل الحرص على الدوام في المبنى ومتابعة مهامه وبحكم أن عملنا واحد وكل منا يكمل بعض كنا نلتقي باستمرار ولعدة مرات في اليوم الواحد وتحت قيادة اللواء الركن أحمد يعيد بن بريك رئيس الجمعية.

لقد كان د.أنيس واسع القلب وصدره رحب ويتعامل باحترام مع الجميع وكان يتمتع بروح وطنية وحب للجنوب ويقدم النصائح والتوجيهات لزملاء العمل وتواصل العمل المشرك بيننا في التحضير والإعداد لدورات الجمعية الوطنية والهيئة الإدارية ومتابعة تنفيذ القرارات والتشاور في كل القضايا الوطنية والمهام اليومية تحت إشراف رئيس الجمعية.

لقد كان بالنسبة لي الأخ الذي لم تلده أمي ورفيق درب النضال الوطني.

لقد كان المرحوم يمتاز بكاريزما قيادية وسعة صدر يستقبل الجميع في مكتبه.

لقد سمعت منه الكثير عن النضال التحرري من الاستعمار البريطاني والمراحل اللاحقة وتعرفت عن أدواره ومواقفه المتميزة، وعن تاريخ شخصيات جنوبية كثيرة. وكان يدعو دائمًا إلى وحدة الصف الجنوبي ويمقت المناطقية وكل أمراض الماضي ويتطلع إلى وطن يعيش فيه الجميع في أمن واستقرار وازدهار..

رحمة الله عليك د. أنيس لقمان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى