لزعماء العالم: حاربوا أفكار نتنياهو وأتباعه وافرضوا عليهم “الدولة الفلسطينية”

> «الأيام» القدس العربي:

> يصعب العثور على نتيجة أفضل من الحرب، التي تديرها إسرائيل الآن ضد حماس، من إعادة فورية للمخطوفين وإمكانية إقامة الدولة الفلسطينية، التي وافق زعماء إسرائيل على أن تقوم حسب القواعد التي تم تحديدها في قرار التقسيم الصادر في تشرين الثاني 1947، وأيضاً في اتفاق السلام بين إسرائيل ومصر، الذي تم التوقيع عليه في كامب ديفيد في أيلول 1978 حيث موافقة من إسرائيل ومصر على أن تخلي إسرائيل المناطق المحتلة، باستثناء بضع نقاط عسكرية، وتسمح بحكم ذاتي.

هذه نتيجة ترغب بها إسرائيل لأنها ستصلح جزءاً من كارثة 7 تشرين الأول، وتحرر إسرائيل من نظام الأبرتهايد المتوحش ومن السيطرة على حياة ملايين الفلسطينيين الذين ليسوا مواطنين إسرائيليين. السيطرة التي استمرت 57 سنة تسببت لإسرائيل بضرر كبير، عن طريق الإرهاب الذي لا طريقة للانتصار عليه. في وقت تتوفر فيه مثل هذه الفرصة، فإن حقيقة نية رئيس الوزراء مواصلة ما حدث في المناطق حتى الآن في المستقبل، صادمة. ومن الواضح أن لا مصلحة له في أن تكون إسرائيل دولة طبيعية تعيش بسلام مع جيرانها، وهو يفضل نظام الفصل العنصري.

على فرض أن حماس ستخرج من اللعبة أو تتفهم الواقع، فستكون فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية، كما يقول محمود عباس بأنه يريد “دولة على حدود حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”. هذه العملية ستقيم دولة تتعامل مع إسرائيل في مجالات كثيرة، بما في ذلك الأمن، كما تفعل الشرطة منذ سنوات. وستؤدي إلى إنهاء الإرهاب الفلسطيني، ووجود قوات كبيرة في المناطق المحتلة لمحاربته. مجموعتان من المواطنين الإسرائيليين أسرت الدولة: الحريديم الذين نجحوا في إعفاء أنفسهم من الخدمة العسكرية وتعلم المواضيع الأساسية التي يلتزم بها كل مواطن إسرائيلي؛ والمستوطنون في “غوش إيمونيم” وورثتها، الذين جاء من أوساطهم جاء الدعم ليغئال عمير الذي قتل إسحق رابين، والذي بدأ هذه الطريق التي كان يمكن أن تؤدي إلى دولة فلسطينية.

ما حدث مع الحريديم هو ضرر لإسرائيل، لكنه لا يشغل من هو غير إسرائيلي. مشروع الاستيطان والاحتلال المتواصل خاصية لإسرائيل، الذي لا يوجد عاقل في العالم (بما في ذلك إسرائيل) يمكنه الموافقة عليه. هذا مشروع أبرتهايد، جميعه مخالف للقانون الدولي، كما حدد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

هذا مشروع يناقض ما وافقت عليه إسرائيل في 1947 وفي 1978 وفي اتفاقات أوسلو، ويجعلها تعيش على حد السيف، ويؤدي إلى معاداتها من قبل كل من لا يتفهم كيف تؤسس لوضع أبرتهايد وقمع وحرمان ملايين الأشخاص من الحقوق. اليوم، نظرة العالم لإسرائيل باتت عكس ما يجب ويمكن أن يكون، وعكس ما كان ذات يوم، قبل مشروع الاستيطان. وهذا خطر حقيقي. كان مخيباً للآمال رؤية 99 عضو كنيست يتوحدون ضد عملية دولية لدول صديقة مقربة من إسرائيل. من هنا يجب الاعتراف بالدولة الفلسطينية؛ لأن هذا لا يسيء لإسرائيل. تأثير العالم ساعد على إلغاء الأبرتهايد في جنوب إفريقيا، وسيكون من الجيد إذا ساعد زعماء العالم على إلغاء الأبرتهايد في إسرائيل أيضاً وموقف رئيس الحكومة الخطير.

لا ضرورة للقول بأن إسرائيل إذا قررت السير في الطريق المقترحة هنا، فسيتم التوقيع على اتفاق سلام مع السعودية، وسيتم مرة أخرى انتخاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، المؤيد الحقيقي لإسرائيل، وستختفي موجة اللاسامية في العالم. ولكن بالأساس ستعود إسرائيل لتكون دولة طبيعية ولها علاقات جيرة طيبة مع كل محيطها.

عاموس شوكن

هآرتس

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى