> لم يفعلها أحد من قبل ولم يقم أي مسؤول حكومي بدرجة وزير فما فوق بزيارة مقر اتحاد العمال، هل يفعلها معالي رئيس الوزراء الجديد أحمد عوض بن مبارك، ويشرف بزيارته للعمال في المبنى الدائري البديع والوحيد بهذا الشكل في الجزيرة والخليج، وهو المبنى الذي احتضن نقابات عمال جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية منذ التأسيس في الخمسينات، وهو شامخ بشموخ العمال والموظفين الصابرين على تردي الأوضاع المعيشية، وتدهور العملة المحلية وغلاء الأسعار وتدني الرواتب، وهم مازالوا يؤدون واجبهم الوظيفي عضليًا وعقليًا على أكمل وجه، لم تؤثر في جودة أدائهم وانضباطهم الوظيفي شحة الموارد، وتدني الأجور، وصعوبة الحياة المعيشية.

هل يفعلها أحمد بن مبارك ويكسر حاجز الخوف الوهمي من العمال، واتساع الفجوة والجفاء بينهم وقادة الدولة وزعمائها.

هل يفعلها أحمد بن مبارك رئيس الوزراء الجديد، ويمشي منفردًا إلى بيت العمال ومقرهم الحقوقي، ويفترش المسرح الروماني المدور، وتتحلق حوله النقابات العمالية بكل احترام ومحبة وتقدير.

ماذا يعني لو باغتهم فجأة ودخل مقرهم وجلس بينهم دون حواجز يستمع لهمومهم مشافهة وجهًا لوجه، لم يفعلها أحد من قبل ولم يكن هناك ما يمنع أي رئيس أو وزير، من أن يلتقي بالعمال في بيتهم النقابي، ويحاورهم بالمنطق والحكمة وهم طبقة عريضة وواسعة وهامة في الدولة.

هل يفعلها بن مبارك ويسجلها له تاريخ العمل النقابي في سجل الزيارات الحكومية الفارغ، والذي لم يوقع على أي صفحة من صفحاته رئيس أو وزير منذ ما بعد عام 1990م.

إن الاتحاد العام لنقابات عمال الجنوب في مبناه القشيب، ومسرحه المدور بالطراز الروماني يرحب بزيارة رئيس المجلس الرئاسي أو نائبه رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ويرحب بكل نواب مجلس القيادة الرئاسي، ويرحب بصفة خاصة بزيارة رئيس الوزراء أحمد عوض بن مبارك والتي يتهيأ لها الاتحاد، بأن تكون ارتجالية ومفاجئة في أي وقت فأهلًا وسهلًا ومرحبًا بالسيد رئيس الوزراء، لم تستدعِ ممثل العمال والموظفين لمكتبك، تسمع منهم رسالتهم التي ألقوها أمام قصر المعاشيق ولم يستاءوا من ذلك، وهم اليوم على استعداد تام لاستقبالك في مقرهم فاهلًا وسهلًا ومرحبًا بمعاليك على الرحب والسعة.