صواريخ حزب الله تدوّي في الجليل تزامناً مع صواريخ على إيلات

> «الأيام» القدس العربي:

> شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على أطراف بلدة الجبين جنوبي لبنان، وأورد جيش الاحتلال أن طائراته قصفت موقعاً عسكرياً لحزب الله في الجبين وهاجمت موقعاً عسكرياً في الطيبة خلال الليل.

وتواصلت الغارات وطالت، بعد الظهر، محيط بلدة كفركلا بعد قصف مدفعي معاد تعرّضت له تلة حمامص وبلدة عيتا الشعب. وأفيد بسقوط مسيرة إسرائيلية جراء عطل فني في خراج بلدة حلتا قضاء حاصبيا.

واستفاقت منطقة الوزاني على مناشير ألقتها مسيّرة إسرائيلية تحرّض أبناء الجنوب على حزب الله، وجاء فيها: “يا ابن الجنوب، حزب الله يخاطر في حياتكم وحياة عائلاتكم وبيوتكم، ويدخل عناصره ومخازن السلاح لمناطق سكنكم. من ساحة بيتك عحساب عيلتك والله حرام”.

من جهته، أعلن حزب الله أنه استهدف “موقع جل العلام بالأسلحة المناسبة وأصابه إصابةً مباشرة”.‏‏ كما أعلن أنه شنّ “هجوماً جوياً بأربع مسيرات انقضاضية على مقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع وأصابت أهدافها بدقة”. واستهدف الحزب موقع جل العلام وتجمعاً لجنود الاحتلال في تلة الطيحات وانتشاراً للجنود في محيط موقع الراهب، وسقط صاروخ على موقع السماقة في تلال كفرشوبا، ودوّت صفارات الإنذار في كريات شمونة ومحيطها، وأفادت وسائل إعلام عبرية بسقوط صاروخ في مستوطنة “مرغليوت”. وأطلقت من الجنوب صليات من الصواريخ على الجليل، وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن صفارات الإنذار دوّت بشكل متزامن بين الجليل وإيلات وأن التنسيق بين لبنان واليمن يرتقي درجة.

ونعى الحزب شهيداً جديداً “على طريق القدس” هو علي محمد زين “بلال” مواليد عام 1991 من بلدة سحمر في البقاع الغربي.

سياسة الانهزام

وبمناسبة حلول شهر رمضان، وجّه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب رسالة الصوم وضمّنها انتقادات لأفرقاء الداخل بسبب موقفهم من المقاومة والتثبيط. وقال الخطيب “أسمح لنفسي ونحن قادمون على مناسبة كريمة ومباركة أن أقسو بالخطاب ليس من باب المساجلة أو الرد بل ليصحو الضمير الوطني الغارق بالهواجس الطائفية المميتة التي لم يعمر بها ولن يعمر معها وطن إلا خرائب تعيش فيها الغربان التي لا تبشّر إلا بالشؤم”. ورأى أنه “بينما العدو يتربّص ببلدنا الشر ويمارس العدوان والقتل يمارس بعض الداخل فعل التهويل والتثبيط والتشويه والاتهام، ومن الواضح أن هناك سياسة مرسومة نجحت للأسف أن تطفو على السطح في العالم العربي بعد سقوط الاتحاد السوفياتي في الذهاب إلى الاستسلام للغرب ولواجهته الكيان الصهيوني التي تخضع لمنطق موازين القوة المادية بعيداً عن موازين الإيمان وقدرات شعوبهم على الصمود والمواجهة وتغيير الواقع”. واضاف “إن هؤلاء في الداخل اللبناني جزء لا يتجزأ من هذا الواقع المهزوم نفسياً الذين لا يقدمون أي موقف إيجابي حتى على المستوى السياسي الداخلي بالاستجابة للدعوة إلى التوافق لتفعيل المؤسسات الدستورية وتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، وليس ذلك إلا لإضعاف الموقف اللبناني أمام التحديات ومنها العدوان الإسرائيلي، ولذلك يلجأون إلى إثارة المخاوف الطائفية كستار للاستمرار في سياسة الانهزام والاستسلام، وهو ما يدعوهم إلى التأليب على قوى المقاومة والحروب الاعلامية والنفسية عليها إنهاءً للقضية الفلسطينية وإلى الأبد استمراراً لكل المرحلة السابقة من إثارة الحروب الطائفية وهي تقف اليوم تتفرج على مذبحة الشعب الفلسطيني وقتله بالجوع والعطش والمرض”.

وختم الخطيب “لقد ثَبَت الشعب الفلسطيني العظيم بصبره وتضحياته التي لا نظير لها وقواه المقاومة في معركة طوفان الأقصى مع الجبهات المساندة في لبنان واليمن والعراق وسوريا وأحبط الأهداف الغربية، وهذا ما دعا الولايات المتحدة إلى اقتناص الفرصة في محاولة امتصاص نقمة شعبها وشعوب العالم في محاولة لتبرئة نفسها من المسؤولية من الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني والالتفاف على مطالبه واختصارها بأنها مجرد قضية إنسانية لتجاوز المطلب الأساسي في التحرّر وإنهاء الاحتلال. وهو ما سيفشله الشعب الفلسطيني رغم شدة الألم والمعاناة والتضحيات الكبيرة ولكن النصر لاحت علائمه والنصر يا أحبتنا مقرون بالصبر والنصر صبر ساعة”.

من ناحيته، زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بمناسبة بدء شهر رمضان مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان. وأمل بعد اللقاء “أن يكون هذا الشهر شهر خير وبركة وسلام وعافية وراحة البال لجميع اللبنانيين”. ولدى سؤاله عن المخاوف من عدوان إسرائيلي واسع على لبنان، قال: “نحن نتابع الاتصالات مع جميع المعنيين محلياً ودولياً لإبعاد الحرب عن لبنان على الرغم من كل ما أصيب به وطننا حتى الآن، لا سيما لجهة عدد الشهداء الذين نوجه التحية لأرواحهم، وبإذن الله فإن الأمور لن تتطور أكثر من ذلك”.

وحول توقعاته بشأن انتخاب رئيس الجمهورية قريباً، قال: “أتمنى أن تجري الانتخابات في أسرع وقت ممكن، واليوم قبل الغد، لأن الانتخاب ضروري لكي تستقيم المؤسسات الدستورية وتبدأ ورشة الإصلاح المطلوبة”، مشيراً إلى “أن انتخاب الرئيس ليس نهاية المطاف، بل هو بداية أمل من اجل الاصلاح والحل في البلد”.

بين بري والقوات

وكان موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي عبّر عنه بعد استقباله نواب “كتلة الاعتدال الوطني” من أنه هو مَن يضع آلية الحوار في المجلس النيابي وهو مَن يترأسه “وما في رئيس غير رئيس المجلس” استدعى رداً من القوات اللبنانية التي سبق ووافقت على مبادرة “الاعتدال” التي انطلقت من فكرة تداعي النواب إلى التشاور وليس من فكرة تولي الأمانة العامة لمجلس النواب الدعوة إلى الحوار بلا شروط مسبقة.

واعتبرت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” أن “الأمر اختلط على الرئيس نبيه بري، فاعتبر أن رئاسته لمجلس النواب تمنحه الحق بأن يكون ولي أمر النواب والكتل النيابية، وما يطرحه حول طاولة حوار رسمية تدعو إليها الأمانة العامة في مجلس النواب ويترأسها الرئيس بري يعني أن كل الاستحقاقات الدستورية، بدءاً برئاسة الجمهورية، مروراً بتكليف رئيس حكومة، وصولاً إلى تأليف الحكومة، تمر عن طريق طاولة الرئيس بري بالتحديد، وهذا مخالف للدستور، ويتناقض مع ميثاق العيش المشترك، وهذا ما لن يسير به أحد”. ورأت أن “ما يطرحه الرئيس بري يعني وكأن الكتل النيابية ليس لديها حرية الاجتماع بعضها مع بعض، الأمر غير الصحيح إطلاقاً، فيما مهمة الرئيس بري والأمانة العامة لمجلس النواب محصورة بالدعوات إلى جلسات الهيئة العامة والعمل المجلسي، ولا علاقة لهم بتلاقي الكتل النيابية أو عدمه بالحوارات الجانبية، أو التشاور في أي موضوع أو خطوة تراها الكتل النيابية مناسبة”. واعتبرت القوات أن “الرئيس بري قد سخّف ومزّق وتلاعب مئات لا بل آلاف المرات بمفهوم الحوار الذي يمكن أن يؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ومعلوم أن الحوار الجدي يتم خارج الإعلام وفي الغرف المغلقة، وهذا الحوار بالذات لم يتوقّف لحظة واحدة بين الكتل النيابية في محاولة للتوافق على رئيس جديد للجمهورية، ولكن من دون نتيجة حتى الآن بسبب إصرار الممانعة على آلية غير دستورية، أي طاولة حوار (بِريّة)، ورفضها للآلية الدستورية بالذهاب إلى جلسة مفتوحة بدورات متتالية، كما إصرارها على مرشح غير قادرة على انتخابه ورفضها الخيار الثالث ومواصلتها للنهج التعطيلي نفسه”. ولفتت إلى أن “الرئيس بري قد اضاع، ويا للأسف، أكثر من سنة و4 أشهر حتى الآن بتعطيله الانتخابات الرئاسية، وهو يهدِّد بإصراره على حواره (البري) مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني” التي تنص على التداعي والتشاور لجلسة واحدة وليس على الحوار الملعب مسبقاً بهدف إيصال الوزير السابق سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، والمرفوض تحويله أيضاً إلى عرف يسبق كل استحقاق دستوري”. وختمت: “مرتا مرتا تطرحين أموراً كثيرة يميناً وشمالاً، إنما المطلوب واحد: الدعوة إلى جلسة انتخابات رئاسية مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية”.

ورد عضو هيئة الرئاسة في “حركة أمل” خليل حمدان، معتبراً أن “ما قاله الرئيس بري لا يستدعي كل هذه الردود السلبية، فهو دعا إلى التحاور واللقاء من أجل مصلحة لبنان، ليأتي رئيس للجمهورية لديه حيثية عربية وقادر على إنقاذ لبنان من محنته، لا تجريده من كل إمكانياته أو التسامح مع العدو وتوجيه السهام للمقاومة”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى