مآثر وصفات عند "الشافعي" رفعته إلى مصاف المجددين

>
هل الإمام الشافعي من المجددين؟

توفرت في الإمام الشافعي مآثر وصفات رفعته إلى مصاف المجددين، ولعل من أبرزها:

- دفاعه عن عقيدة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وحربه للمنحرفين عنها.

- تدوينه على أصول الفقه: ويعد الشافعي أول من صنف في أصول الفقه، وأرسى قواعده بلا اختلاف ولا ارتياب، وذلك في كتابه "الرسالة".

- نصرته للسنة: وقد برزت نصرته للسنة في عدة ميادين.

- وضعه لقواعد أصول الحديث، يقول أحمد شاكر "وليس كتاب (الرسالة) أول كتاب ألف في علم أصول الفقه، بل هو أول كتاب في علم أصول الحديث، لأن ما عرض له الشافعي في كتاب (الرسالة) من بيان لحجية خبر الواحد، وشروط صحة الحديث، وعدالة الرواة، ورد الخبر المرسل، والمنقطع إلى غير ذلك هو أدق، وأعلى ما كتب العلماء في أصول الحديث، بل إن المتفقه في علوم الحديث يعرف أن ما كتب بعده، إنما هو فروع منه وعالة عليه، وأنه جمع ذلك وصنفه على غير مثال سبق.

- تعظيم السنة ورد شبهات المنكرين لحجيتها أو حجية بعضها.

- جمعه بين رواية السنة ودرايتها: فقد كان أصحاب الحديث يعنون بالرواية والنقل، أكثر من عنايتهم بالفقه والاستنباط، مما جعلهم عاجزين عن المناظرة والمجادلة، وغير قادرين على تزييف طريق أصحاب الرأي، فجاء الإمام الشافعي، فأقام توازنا بين الفقه والحديث، وبين الرواية والدراية من غير غلو ولا شطط، وأعاد الناس إلى منهج الاعتدال والوسطية، لذلك فرح أصحاب الحديث بالشافعي فرحًا شديدًا، وأثنوا عليه ثناءً حارًا، وسموه ناصر السنة، وقال إبراهيم الحربي: سألت أبا عبد الله عن الشافعي فقال: حديث صحيح، ورأي صحيح. وقال محمد بن الحسن: إن تكلم أصحاب الحديث يوما فبلسان الشافعي، يعني لما وضع من كتبه، وقال أحمد: ما كان أصحاب الحديث يعرفون معاني أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينها لهم.

- إنصافه ورجوعه إلى الدليل وعدم تعصبه: فقد قال: إذا صح عندكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا به، ودعوا قولي، فإني أقول به وإن لم تسمعوا مني، وفي رواية: فلا تقلدوني. وفي رواية: فلا تلتفتوا إلى قولي. وفي رواية: فاضربوا بقولي عرض الحائط، فلا قول لي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال الحميدي: روى الشافعي يوما حديثا فقلت: أتأخذ به؟ فقال: رأيتني خرجت من كنيسة، أو علي زنار، حتى إذا سمعت عن رسول الله حديثا لا آخذ به. وكان يقول لأحمد: يا أبا عبد الله إذا صح عندكم الحديث فأعلمني به أذهب إليه، حجازيا كان أو شاميا أو عراقيا أو يمنيا.

* حكم الإمام الشافعي إليكم هذه الحكم مما قال الإمام الشافعي رحمه الله:

- لا أعلم علمًا بعد الحلال والحرام أنبل من الطب، إلا أن أهل الكتاب غلبونا عليه.

- ليس من المروءة أن يُخبر الرجل بسنة لأنه إن كان صغيرًا استحقروه وإن كان كبيرًا استهرموه.

- بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد.

- من حقي أن أقول رأيي ومن حق الآخرين مناقشتي.

- من أحبّ أن يفتح الله قلبه أو ينوّره، فعليه بترك الكلام فيما لا يعنيه.

- فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتي إن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيا.

- إنما العلم علمان: علم الدين وعلم الدنيا، فالعلم الذي للدين هو الفقه والعلم الذي للدنيا هو الطب.

- مرض الحبيب فعدته فمرضت من حذري عليه شُفي الحبيب فعادني فبرئت من نظري إليه.

- وكم يرفع العلم أشخاصًا إلى رتب ويخفض الجهل أشرافًا بلا أدب.

- من غلبت عليه شدة الشهوة لحب الحياة، لزمته العبودية لأهلها، ومن رضي بالقنوع زال عنه الخضوع.

- أشد الأعمال ثلاثة: الجود من قلة، والورع في خلوة، وكلمة الحق عند من يرجى ويُخاف العبد حر إن قنع، والحر عبد إن طمع، فاقنعْ ولا تطمعْ، فلاَ شيءٌ يشينُ سوى الطمع.

- إن الله خلقك حُرًّا.. فكن حُرًّا كما خلقك.

نواصل معكم غدا إن شاء الله مع رابع أئمة المذاهب الأربعة، صاحب المذهب الحنبلي في الفقه الإسلامي"الإمام أحمد بن حنبل" أحد تلامذة الإمام الشافعي وهم العلماء الذي أجمع على إمامتهم كل المسلمين من أهل السنة بكافة توجهاتهم، وهؤلاء الأئمة متفقون على كل الأصول الفقهية، واختلفوا في بعض الفروع، والمسائل الفرعية التي اختلفوا فيها هي التي كوّنت نشأة المذاهب الفقهية الأربعة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى