العرب: حصول الحوثيين على صواريخ فرط صوتية يغير قواعد الحرب في البحر الأحمر

> «الأيام» العرب:

> قال الحوثيون إنهم يمتلكون صاروخا جديدا تفوق سرعته سرعة الصوت بمرات، وسيغير المعطى الجديد، إنْ تأكد، قواعد الحرب في البحر الأحمر والممرات المائية المجاورة، ويضع الولايات المتحدة وحلفاءها تحت الضغط.

ويتزامن الحديث عن حصول الحوثيين على صواريخ فرط صوتية، والأقرب أن تكون من إيران، مع تقرير عن رعاية سلطنة عمان لمفاوضات إيرانية – أميركية لوقف هجمات الحوثي.


وألمح الحوثيون أنفسهم منذ أسابيع إلى أنهم يخططون لـ”مفاجآت” تتخلل المعارك في البحر الأحمر.

وتقول إيران الداعمة للحوثيين إن لها صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت، وإنها سلّحت المتمردين بالصواريخ التي يستخدمونها الآن تسليحا واسع النطاق. ويمكن أن تخلق إضافة صواريخ فرط صوتية إلى الترسانة الحوثية تحديا أكبر لأنظمة الدفاع الجوي التي تعتمدها أميركا وحلفاؤها، ومن ضمنهم إسرائيل.

وقال مسؤول عسكري مقرب من الحوثيين، وفقا لتقرير وكالة الإعلام الروسية، إن “قوات الجماعة الحوثية نجحت في اختبار صاروخ قادر على الوصول إلى سرعات تصل إلى 8 ماخ (نحو 10 آلاف كيلومتر في الساعة) ويعمل بالوقود الصلب”. وذكر أن الحوثيين “ينوون الشروع في تصنيعه لاعتماده خلال الهجمات في البحر الأحمر وخليج عدن وضد أهداف في إسرائيل”.

ويُذكر أن 8 ماخ تعادل ثمانية أضعاف سرعة الصوت. وحافظت روسيا على علاقات وثيقة بينها وبين إيران، واعتمدت على الطائرات الإيرانية المسيرة خلال الحرب التي شنتها على أوكرانيا.

ويمكن أن تشكل الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي تطير بسرعات تتجاوز 5 ماخ، تحديات لأنظمة الدفاع الصاروخي بسبب سرعتها وقدرتها على المناورة.

ويعتمد الخطر الذي يشكله صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت على مدى قدرته على المناورة. ويطير الصاروخ الباليستي ضمن نطاق يمكن فيه للأنظمة المضادة للصواريخ -مثل أنظمة باتريوت أميركية الصنع- توقع مساره واعتراضه. ويصعب اعتراض الصاروخ كلما كان مسار رحلته غير منتظم، مثل الذي تفوق سرعته سرعة الصوت والذي يتمتع بالقدرة على تغيير اتجاهه.

وقال فابيان هينز، خبير الصواريخ وزميل الأبحاث في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية، إنه لن يفاجأ إذا نقلت إيران سلاحا جديدا تفوق سرعته سرعة الصوت إلى الحوثيين.

غير أن ذلك يثير التساؤل عن مدى قدرة هذا السلاح على المناورة بسرعات تفوق سرعة الصوت وما إذا كان بإمكانه ضرب أهداف متحركة مثل السفن في البحر الأحمر؟

وقال هينز في تقرير لوكالة أسوشيتد برس “لن أستبعد احتمال أن يكون للحوثيين نظام يحظى ببعض القدرة على المناورة إلى حد ما. ومن الممكن أيضا أن ينقل الإيرانيون عناصر جديدة إلى الحوثيين حتى يختبروها”.

وتفاخر عبدالملك الحوثي، زعيم جماعة أنصارالله الحوثيين في اليمن، بجهود الجماعة في مجال الأسلحة خلال نهاية فبراير الماضي. وقال “لدينا بإذن الله تعالى مفاجآت لا يتوقعها الأعداء نهائيا، وستكون مفاجئة جدا للأعداء وفوق ما يتوقعه العدو والصديق”.

وتنفي إيران منذ فترة طويلة تسليح الحوثيين بسبب حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على المتمردين منذ سنوات. لكن الولايات المتحدة وحلفاءها استولوا على شحنات أسلحة متعددة كانت متجهة إلى الجماعة الحوثية في مياه الشرق الأوسط. كما ربط خبراء الأسلحة أسلحة الحوثيين -التي أمكن الاستيلاء عليها في ساحة المعركة- بإيران.

لكن الكشف عن حصول الحوثيين على صواريخ فرط صوتية، وما يؤشر عليه من تصعيد، لم يمنع الولايات المتحدة وإيران من عقد لقاء في مسقط لبحث فرص التهدئة. وأعلنت صحيفة فايننشال تايمز عن جولة من “المفاوضات السرية” بين إيران وأميركا جرت بشكل غير مباشر في يناير الماضي.

وبحسب مسؤولين مطلعين على الأمر تفاوض مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك، إلى جانب نائب الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران أبرام بيل، مع مساعد وزير الخارجية والمسؤول عن المفاوضات النووية الإيرانية علي باقري كني. وجرت المفاوضات بشكل غير مباشر، حيث حملت السلطات العمانية رسائل الطرفين إلى بعضهما البعض.

وأكد مسؤول أميركي لشبكة “سي أن أن” أن اللقاء عقد في عمان، مضيفا أن المسؤولين الأميركيين والإيرانيين تبادلا الرسائل بواسطة عمانية، حيث كانوا جميعا في المبنى نفسه، وأن المحادثات تناولت مجموعة من القضايا، بما في ذلك البرنامج النووي الإيراني والهجمات الحوثية على السفن.

وهاجم الحوثيون السفن منذ نوفمبر الماضي قائلين إنهم يريدون إجبار إسرائيل على إنهاء الحرب في غزة التي شهدت مقتل أكثر من 31 ألف فلسطيني في القطاع المحاصر.

ورفعت الهجمات من شأن الحوثيين. ومن شأن إضافة سلاح جديد أن تزيد كذلك قدراتهم وتسلط المزيد من الضغط على إسرائيل بعد فشل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة قبل حلول رمضان.

وأصاب صاروخ حوثي سفينة تجارية في خليج عدن خلال الشهر الجاري، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد طاقمها وإجبار الناجين على مغادرتها. وكان هذا أول هجوم مميت يشنه الحوثيون على سفن الشحن.

واستهدف الحوثيون الشهر الماضي سفينة الشحن “روبيمار” التي تحمل أسمدة قابلة للاحتراق والتي غرقت بعد أن انجرفت لعدة أيام، وأسقطوا طائرة أميركية دون طيار بقيمة عشرات الملايين من الدولارات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى