كلمات في رمضان

>
القرآن في رمضان

شهر رمضان شهر عظيم مبارك، جعله الله موسمًا للخيرات، وزادًا للتقوى والبركات، وفيه أنزل الله تعالى القرآن، فقال سبحانه: ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه)) البقرة / 185. وقد كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يخص رمضان بالعبادة بما لا يخص به غيره من الشُّهور، فعن ابن عباس رضي الله عنه قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن".

قال ابن رجب: "قال الشافعي رضي الله عنه: "أُحبُّ للرجلِ الزيادةَ بالجودِ في شهر رمضان ؛ اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولحاجةِ الناس فيهِ إلى مصالحهم ، ولتشاغل كثيرٍ منهم بالصَّومِ والصلاةِ عن مكاسبهم . فالجود في رمضان من أهل الجود والكرم مطلوب" ، وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ" . رواه البخاري (2024) ، ومسلم (1174) .وقد كان السلف إذا دخل رمضان يتركون كل شيء، ويقبلون على العبادة، وخاصة قراءة القرآن. بل جاء عن بعضهم أنهم كانوا يتركون مجالس العلم للتفرغ للعبادة وقراءة القرآن.

قال ابن رجب في "لطائف المعارف": كان الزهري إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام. قال ابن عبد الحكم: كان مالك إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف. ومما يدل على تفرغ السلف للعبادة وقراءة القرآن خاصة في رمضان؛ ما جاء عنهم من الإكثار من ختم القرآن في رمضان. فعن عبد الرحمن بن عبد الله عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "أنه كان يختم القرآن في رمضان في ثلاث، وفي غير رمضان من الجمعة إلى الجمعة". أخرجه سعيد بن منصور في (التفسير)، والبيهقي في "السنن الكبرى".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى