مسلمون حول العالم

>
المسلمون في أثيوبيا

الإسلام هو ثاني أكبر ديانة في إثيوبيا بعد المسيحية، حيث يعتنقه من 31.3 إلى 35.9 في المائة من إجمالي السكان البالغ عددهم حوالي 113.5 مليون شخص الدين اعتبارًا من عام 2022، وما ما يقرب من 98 ٪ من المسلمين الإثيوبيين هم من السنة، بينما 2 ٪ آخرون ينتمون إلى طوائف أخرى.

تمثل أول وصول إلى الحبشة (إثيوبيا حاليا) في عدد صغير من المهاجرين من الصحابة في العام الخامس من البعثة النبوية. اختار رسول الله الحبشة، كملجأ من الاضطهاد الذي كان يعانيه المسلمين في مكة، لأسباب عديدة. منها عدل حاكمها، والجوار الجغرافي، وصلة القربى بها.

كان هذا الوصول أول احتكاك. وبقيت المجموعة المهاجرة مدة من زمن ثم عادت إلى شبه الجزيرة بعد أن تركت انطباعا جيدا في نفوس أهل الحبشة من ما رأوه من أخلاق حميدة من المهاجرين. وليس غريبا أن يسلم البعض من أهل الحبشة. فقد ورد في السيرة النبوية أن الرسول صلى صلاة الغائب لما أدركه نبأ وفاة النجاشي وأخبر الصحابة بأنه كان يكتم إسلامه.

والوصول الفعلي للإسلام إلى الحبشة جاء عن طريق محورين رئيسيين، أول هذه المحاور كان المحور البحري من بلاد العرب عبر البحر الأحمر ومضيق عدن، فبعد أن استقر الإسلام بجزيرة العرب نقلت الدعوة خارج الجزيرة، ففي سنة عشرين هجرية أرسل الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه سرية بحرية لتأديب قراصنة البحر الأحمر من الأحباش، ورغم عدم توفيق هذه السرية، إلا أن الدولة الأموية أرسلت قوات بحرية احتلت جزر دهلك قرب الشاطئ الإرتيري، واتخذت الدعوة الإسلامية طرق التجارة، فانتشرت تحت جناح السلم.

وظهرت جاليات عربية مسلمة في مدن الساحل مثل زيلع وبربرة، وبدأ نفوذ الدعوة ينتقل إلى الداخل في السهول الساحلية، وفي صلب الحبشة، وما أن حل القرن الثالث الهجري حتى ظهرت إمارات إسلامية في النطاق الشرقي، وفي الجنوب الشرقي من الحبشة، ودعم هذا الوجود الإسلامي، هجرة بعض الجماعات العربية. وزاد اعتناق أبناء البلاد للإسلام فظهرت سبع إمارات إسلامية في شرقي الحبشة وجنوبها وهي (دوارو، وابديني، وهدية، وشرخا، وبالي، ودارة وإمارة شوا وهي الإمارة السابقة عليها جميعاً).

وقامت عدة حروب بين الإمارات الإسلامية وملوك الحبشة الذين كانوا على صلة بالصليبين منذ الحروب الصليبية بالشام. وأسفرت هذه الاتصالات عن تكوين حلف صليبي، لعب البرتغاليون فيه دورا رئيسيًا. ومن ثمار هذا المحور انتشار الإسلام بين قبائل (الجلا، وأوروموا).

وثاني هذه المحاور كان المحور البري الذي جاء بالإسلام من الشمال، فبعد فتح مصر استمر تقدم الإسلام نحو الجنوب وقامت قبيلة (البجاة) أو البجة الذين تمتد أرضهم من حدود مصر الجنوبية حتى حدود الحبشة بنقل الإسلام عبر هذا المحور الشمالي. ولقد انتشر فريق من التجار العرب عبره، وكانت منهم جماعات عديدة من جهينة وقيس وربيعة وعيلان. وتقدم الإسلام إلى عيذاب وسواكن وتجاوزهما إلى الجنوب، والتقى المحوران في أرض الحبشة.

وساد الإسلام النطاق السهلي الساحلي في شرقي الحبشة، كما توغل إلى المرتفعات الجنوبية. بل وصل إلى وسط الحبشة واستمر الصراع بين المسلمين والمسيحيين. واضطُهد المسلمون في عهد الإمبراطور يوحنا في نهاية القرن الحادي عشر الهجري، وعندما سيطر (الجالا) أو الأوروموا على الحكم، انتشر الإسلام بين قبائل (التقراي) في القسم الشمالي من هضبة الحبشة.

وعانى مسلمو أثيوبيا من تهميش وحجب الحريات وفرض جماعة معينة كالأحباش عليهم وشهدت البلاد مظاهرات حاشدة في عدة المدن أبرزها أديس أبابا العاصمة ومدينة ديسي وبحردار في اقليم امهرا وايضا في مدينة أسلة في إقليم أورميا ، وكان عام 1991م فترة تحول في تاريخ الأدب الإسلامي في إثيوبيا حيث شهدت ازدهار الكتب الإسلامية والجرائد والمجلات الإسلامية كما تم فتح دور للنشر الإسلامي والمكتبات الإسلامية للمجموعات المسلمة في إثيوبيا، وتعد المجلة الإسلامية الرائدة في إثيوبيا هي مجلة بلال الشهرية التي بدأت في النشر في سبتمبر 1992م عبر بيت النجاشي للنشر ،وهي مجلة إسلامية تعكس وجهة النظر الإسلامية والمجتمع المسلم في إثيوبيا، وقد وجهت عدد من المواضيع التي ظهرت في مجلة بلال نقدًا للمجلس الأعلى الإثيوبي للشؤون الإسلامية ونادت بالإصلاح.

أما عن وضع الثقافة الإسلامية في إثيوبيا فالراجح أنه حتى عام 1991م لم تظهر أي أعمال أدبية قيمة، ويعزى ذلك إلى أن الحكومات العسكرية في إثيوبيا قيدت بقوة إنتاج وتداول أي شكل للأدب الإسلامي مثل الكتب والمجلات والجرائد.

أن وضع المسلمين السياسي في إثيوبيا أخذ في التحسين ،إذا إن سياسة الإقصاء والإبعاد للمسلمين التي كان يمارسها النظام الأمهري خلال الفترات السابقة تغيرت بدرجات كبيرة منذ عام 1991م ويتمتع المسلمون بقدر من التسامح، وقد أبقت السلطات الحالية على محاكم المسلمين التي تتعامل مع الأحوال الشخصية والأسرية، فاستند قانون الأحوال الشخصية إلى الشريعة الإسلامية، وأعلنت السلطات الحالية بأن كل الأديان متساوية، كما أصحبت عطلة المسلمين عطلة رسمية للدولة، ورغم تلك التغيرات ظلت الانقسامات بين المسلمين والمسيحيين قائمة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى