كلمات في رمضان

> جزاء العمل

> لجزاء من جِنس العمل، يُجازي المرء بمثل فعله في السّوء والشّر (مَنِ اتَّبَعَ عَوْرَاتِهِمْ يَتَّبِع الله عَوْرَتَهُ)، وكذلك الأمر في الخير والبِرّ (مَنْ سَتَرَ مُسلِمًا سَتَرَه اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَة) متّفق عليه.

مراقبة النّاس وتتبّع أحوالهم تُفسد ولا تُصلح: قد يظنّ البعض أن مراقبة النّاس تُصلحهم، لكن هذا الحديث ينفي ذلك ضمنيًّا، وأمّا نفيه بشكل مباشر فقد ورد في حديث معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أعرضوا عن النّاس، ألم تر أنّك إن ابتغيت الرّيبة في الناس أفسدتهم، أو كدت تُفسدُهم) رواه البخاري في الأدب المفرد وصحّحه الألباني، يقول المُناوي رحمه الله، "أي ولّوا عن النّاس، ولا تتّبعوا أحوالهم، ولا تبحثوا عن عَوْراتهم، ألم تعلم أنّك إن اتبعت التّهمة فيهم لتعلمها وتُظهرها؛ أوقعتهم في الفساد، أو قاربت أن تُفسدهم؛ لوقوع بعضهم في بعضٍ بنحو غيبة، أو لحصول تُهمةٍ لا أصل لها، أو هتك عرض ذوي الهيئات المأمور بإقالة عثراتهم، وقد يترتب على التفتيش من المفاسد ما يربو على تلك المفسدة التي يُراد إزالتها، والحاصل أنَّ الشارع ناظرٌ إلى السّتر مهما أمكن، والخطاب لولاة الأمور ومن في معناهم"، ويقول في موطنٍ آخر: "إن الأمير -أو المسؤول- إذا ابتغى الرِّيبة، أي: طلب الرِّيبة، أي: التّهمة في النّاس بنيّة فَضْحِهم، أفسدهم وما أمهلهم، وجاهرهم بسوء الظّنّ فيها، فيؤدّيهم ذلك إلى ارتكاب ما ظنَّ بهم ورُمُوا به ففسدوا، ومقصود الحديث الحثُّ على التغافل، وعدم تتبّع العورات، فإنَّ بذلك يقوم النظام، ويحصل الانتظام، والإنسان قلَّ ما يسلم من عيبه، فلو عاملهم بكلِّ ما قالوه أو فعلوه اشتدت عليهم الأوجاع، واتسع المجال، بل يستر عيوبهم، ويتغافل، ويصفح، ولا يتبّع عوراتهم، ولا يتجسّس عليهم".

ذِكْر عيوب النّاس يُوقعك في الزّلل: من شُؤم ذِكر عيوب النّاس ما رُويَ عن بعض السَّلف أنَّه قال: "أدركتُ قومًا لم يكن لهم عيوبٌ، فذكروا عيوبَ النّاس، فذكر النّاسُ لهم عيوبًا، وأدركتُ أقوامًا كانت لهم عيوبٌ، فكفُّوا عن عُيوب الناس، فنُسِيَت عيوبهم"، والجزاء من جنس العمل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى