‏قيادة الانتقالي والجمع بين الأختين

> المجلس الانتقالي الجنوبي ليس كيانًا خاليًّا من الممارسات الخاطئة، ومن يدعي غير ذلك فهو ليس مخطئًا فحسب، بل يساهم، من حيث لا يدري في تأخر عملية إصلاح هذا الكيان الذي وضع فيه الجنوبيون عصارة نضال سنين كفاحهم ومواجهتهم للاحتلال اليمني، وبالتالي كل محاولات قيادة الانتقالي الهروب إلى الأمام من مواجهة أسباب تلك الاختلالات في أداء المجلس السياسي والإداري سيلحق به الضرر أكثر مما ينفعه وسينعكس ذلك سلبًا على مسار قضية شعب الجنوب.

في العمل السياسي والوطني بالذات لا مجال للحديث عن النوايا الحسنة، لأننا نعلم جميعًا أنها تقود في نهاية المطاف إلى الخذلان والخسارة، من هنا يمكننا التعامل مع أخطاء المجلس كمشاكل وككل المشاكل يمكن مواجهتها بشجاعة وحل معظمها دون أثمان باهظة، اليوم قبل أن تتعقد أكثر، ولا يجب النظر لها على أنها عار لحق بالمجلس، لكن العار الحقيقي هو محاولة طمسها أو تجاهلها.

من المؤكد أن أهم، أو ربما أبرز الاختلالات التي ألقت بثقلها على عمل المجلس الانتقالي في الفترة الأخيرة، هو ما نتج عن مشاورات الرياض وتشكيل مجلس القيادة الرئاسي وارتباط قيادات المجلس الانتقالي وعلاقتهم بمجلس القيادة الرئاسي وعضويتهم فيه (الجمع بين الأختين)، فالبون الشاسع بين ما يعلن عنه من خطوات يقوم بها الرئاسي لتعزيز الحضور اليمني جنوبًا وتمسكه بمشروعهم اليمني للوحدة وبين مشروع الجنوبيين والانتقالي التي لخصتها وثائقه الأساسية التي تبنت خيار استعادة الهوية الجنوبية العربية وإقامة دولة جنوبية اتحادية وتحتل فيه هذه القيادات قمة الهرم، ما يستوجب من تلك القيادات الجنوبية الاختيار بين مشروع الرئاسي اليمني ومميزاته الوظيفية والاعتبارية، وبين مشروع الانتقالي الجنوبي وما يحمله من مشروع نضالي قاسي، لأن استمرار الجمع ذلك خطيئة سندفع ثمنها غاليًا جنوبًا، فالجمع بين الضدين أعطى لأعداء قضية شعب الجنوب من اليمنيين مساحات أوسع للتأثير على إدارة الحدث أكثر مما هو متاح لقيادات الانتقالي بفعل التأثير الإقليمي والدولي على مجريات الأحداث في الصراع.

من الواضح للجميع أننا لا نستطيع مواجهة مشاكلنا من خلال مؤسسات المجلس الانتقالي الحالية التي تحولت إلى هيكل بيروقراطي تعبث بها علاقات متخلفة انتهازية ووصولية وعوامل القرابة إلى المناطقية والمحسوبية لن تستفيق من سباتها إلا متأخرة وبعد فوات الأوان، وعندها لن تكون أي إجراءات ذات مردود ولن تلبي طموح شعبنا لتدارك ما فات لأن تلك القيادات ومن حولها تفتقر للكثير من النجاعة والكثير من الإبداع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى