افتتاح مطار المخا يعزز دور طارق صالح في اليمن

> "الأيام" غرفة الأخبار:

>
يبرز افتتاح مطار المخا دور العميد طارق صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الذي يتخذ من مدينة المخا مقراً له، بما يضع خطوة افتتاح هذا المطار في سياق تعزيز حضور صالح، أحد أبرز حلفاء الإمارات في اليمن، وذلك ضمن صراع الاستحواذ على المواقع الاستراتيجية في هذا البلد.

ويقع المطار بجوار ميناء المخا، ويمتد بعرض يبدأ من شاطئ البحر في المخا إلى خط عدن الرابط بين المخا وعدن، وطوله يبدأ شمالاً من جوار ميناء المخا إلى الجنوب بطول 6 كيلومترات. وللمطار في هذه المرحلة مدرج واحد يمتد بطول 3100 متر وعرض 75 متراً مع الأكتاف، والمرسى يتسع لثلاث طائرات مختلفة الأحجام.

وبدأ العمل في بناء مطار المخا نهاية عام 2021، ومرّ البناء بأربع مراحل: المرحلة الأولى بناء مدرج بطول 2350 متراً، والمرحلة الثانية بناء مبنى المطار، وصالتي الوصول والمغادرة، وبناء البرج، والمرحلة الثالثة زيادة طول المدرج إلى 3100 متر، ثم المرحلة الرابعة وهي مرحلة التجهيزات الفنية للمعدات والأجهزة المطلوبة لسلامة وأمن الطيران.

وخلال المرحلة الماضية، تمّ استقبال عدد من الطائرات الأممية والخاصة، وكانت أول طائرة تهبط في مطار المخا في أغسطس 2022 تعود للجنة الدولية للصليب الأحمر آتية من دولة جيبوتي، وكذلك منظمة الغذاء العالمي، وبعض الطائرات الخاصة لعدد من الشخصيات السياسية والتجارية، ومنها الطائرات التي أقلّت وفد رئيس مجلس النواب، والوفد الزائر من الشخصيات السياسية والاجتماعية القادمة من مصر.

ونتيجة للموقع الاستراتيجي المهم للمطار كونه يتوسط المحافظات الأكثر سكاناً في اليمن، فسوف يخدم الغالبية العظمى من اليمنيين في حال انتهاء الانقسام الذي تعاني منه البلاد، إذ سيخدم المطار أبناء محافظات تعز والحديدة ولحج وإب وريمة والمحويت وأجزاء من محافظات ذمار. كما سيساهم في إنعاش الحياة في مدينة المخا، وسيعيد الحياة إلى ميناء المدينة الذي يعد أقدم ميناء على مستوى اليمن والجزيرة العربية.

مدير مطار المخا خالد عبد اللطيف قال في تصريحات لـ"العربي الجديد" إن أهمية المطار تكمن في مساهمته برفع الحصار عن تعز، وإحداث تغيير تنموي واقتصادي لأبناء المناطق المحرّرة من سيطرة جماعة الحوثيين، وعودة الأمل إلى الشعب في تحقيق التنمية على الرغم من ظروف الحرب التي يعيشها اليمنيون.

وأضاف عبد اللطيف أنّ "هناك هدفاً جيوسياسياً واقتصادياً من خلال إعادة تعبئة المواطن اليمني واصطفافه مع القوى التي تعمل في البناء والتنمية والسلام، وكذا المساهمة في عودة دور المؤسسات ورجال الدولة إلى استنهاض معاني الحرية والمساواة والمواطنة، واستنهاض دور الشخصيات الوطنية المخلصة لمواجهة مشروع الإمامة".

وتعد المخا إحدى مدن محافظة تعز، تبعد عن مركز مدينة تعز 94 كيلومتراً غرباً، وعن مضيق باب المندب 75 كيلومتراً شمالاً، وعن مدينة الحديدة 170 كيلومتراً جنوباً.

وللمخا ميناء قديم، بينما الميناء الحديث بني في العام 1978 بواسطة شركة هولندية. وتبلغ المساحة الإجمالية للميناء حوالي 466,350 متراً مربعاً، وتأتي أهميته نتيجة لقربه من الممر الدولي بمسافة 6 كيلومترات تقريباً، بما يعادل 3.2 أميال بحرية، إذ يربط بين أوروبا وشرق أفريقيا وجنوب آسيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى موقعه الجغرافي المتميز بالنسبة للمناطق الجنوبية والمناطق الوسطى وقربه من مضيق باب المندب ودول القرن الأفريقي والبحر العربي. ونتيجة للموقع الاستراتيجي الذي تمتاز به مدينة المخ، فقد كانت ضمن الأهداف التي تحظى بأولوية لدى الجيش اليمني التابع للشرعية في معاركه ضد جماعة الحوثيين.

وفي يناير 2017، أعلنت الحكومة اليمنية الشرعية نجاح الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بتحرير مديرية المخا بالكامل.
  • أهمية استراتيجية
وتعرضت مدينة المخا وميناؤها لإهمال ممنهج في عهد الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح، غير أن ابن شقيقه العميد طارق صالح أعاد المخا إلى واجهة الأحداث من خلال اعتمادها مقراً للقوات التابعة له والمعروفة بالمقاومة الوطنية أو حرّاس الجمهورية، والتي جرى تشكيلها بعد فضّ تحالف صالح والحوثيين في ديسمبر 2017.

وتتركز القوات التابعة للعميد طارق صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، في الساحل الغربي لليمن، حيث تسيطر على مدينة المخا والمديريات الساحلية لتعز (موزع، الوازعية، ذباب، المخا) وصولاً إلى باب المندب، كما تسيطر على مديريتين من مديريات محافظة الحديدة الساحلية وهي الخوخة وحيس.

وبدعم من الإمارات، اختار صالح مدينة المخا مقراً له في إطار الصراع الدولي للسيطرة على باب المندب، وعمل على إعادة الحياة إلى المدينة من بوابة المشاريع التنموية، فأعاد تشغيل الميناء، وبنى فيها المدن السكنية، وعمل لإنشاء مطار المخا الدولي. كما قام بشقّ طريق الكدحة الذي يربط بين مدينة تعز والمخا، ونفذ مشروع توليد الطاقة الشمسية للساحل الغربي، ومشاريع المياه، وبناء المدارس، وهي المشاريع التي تنفذها الخلية الإنسانية لـ"المقاومة الوطنية".

الكاتب الصحافي محمد القاسم قال تصريحات لـ"العربي الجديد" إن "افتتاح مطار المخا هو خطوة سياسية، تأتي في إطار تمكين طارق صالح من هذه المنطقة الاستراتيجية، خصوصاً أن المخا اليوم صارت معسكراً رئيساً للقوات التي يقودها، وهناك حاجة لتجهيزه بكافة المنشآت من مطار وميناء أيضاً".

وأضاف القاسم أن "هذه الخطوة تندرج ضمن الترتيبات التي تجريها أبوظبي بغرض توطين القوات التي تمولها في الساحل الغربي لليمن وعلى مقربة من باب المندب الاستراتيجي، وبغرض تبادل الزيارات الأمنية ونقل الإمدادات العسكرية لقواتها أيضاً".

ورأى القاسم أن "خطوة تشغيل مطار المخا لا علاقة لها بتنمية محافظة تعز، وكسر الحصار الذي تفرضه مليشيا الحوثي عليها كما يزعم البعض، وإلا كنا رأينا نفس الخطوة في المطارات المغلقة بالمناطق المحررة الأخرى والتي هي بحاجة ماسة جداً لإعادة التشغيل أمام المواطنين".

واعتبر أن "طارق صالح ليس هو من اختار المخا معقلاً له، ولا أظن أن الرجل يملك من الحسّ الأمني ما يجعله يختار التمركز في هذه المنطقة الاستراتيجية، ووراء هذا الاختيار طرف إقليمي ورغبة دولية على الأرجح، وذلك ضمن صراع الاستحواذ على الموانئ والمواقع الاستراتيجية في اليمن".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى