فجعنا وفجع الوطن برحيل القامة الوطنية الجنوبية الفذة الشيخ محسن محمد بن فريد الأمين العام لحزب رابطة الجنوب العربي الحر مساء يوم 4 مايو 2024م، رحل في المنفى بعيدا عن وطنه الذي أفنى كل سنين عمره ينافح عنه في الغربة الطويلة وفي السنوات القليلة التي عاشها في الوطن.

كان رجلا يجمع بين البشاشة وصلابة الموقف، كان بشوشا حتى مع ألد الخصوم، فلم نسمعه يوما يقول لفظا خارجا، وأتذكر أنني كنت بصحبته مع عدد من الزملاء عند زيارة لإحدى محافظات الجنوب، كنا في طريقنا لحضور لقاء صباحي سيكون فيه الضيف الرئيس، فاقترحت عليه أن يركز على أمر ما فقال لي ما فهمت أن (عندما نحشر أنفسنا في زاوية ما فنحن بهذا نمارس صورة أخرى من صور التطرف) فتذكرت المثل العامي الحضرمي (لا تقل للمغني غن).

عند عودته مع قيادات حزب الرابطة وعلى رأسهم رفيق دربه السيد عبدالرحمن الجفري قبيل انتخابات 2006م الرئاسية بوعد من الرئيس صالح أن يقبل بالحوار بشأن مصير الجنوب في الوحدة، وبعد الانتخابات ترأس فقيدنا فريق الرابطة في الحوار وعضوية الأخ يحيى الجفري فيما رأس جانب المؤتمر الشعبي العام عبدالكريم الإرياني وعضوية عبدالعزيز عبدالغني رحمها الله.

كان الحوار على (مية بيضاء)، كما يقولون، جنوبي/ شمالي، إلا أنه بعد حوار ماراثوني لعدة أشهر قال عبدالكريم الإرياني (إذا أردتم بعض الوزارات فأهلا وسهلا أما موضوع الجنوب فقد انتهى) فأعلن الشيخ محسن ورفيقه فشل الحوار.

لم يلجأ أي منهما للملاسنات أو الشتائم أو حتى الاتهامات بفشل الحوار، ولكنهما عادا وعاد الحزب إلى مربع الاستقلال بخطوات تصاعدية، وقد قال الشيخ محسن في لقاء نخبوي يمني في محافظة ذمار أن الرابطة ترى الحل في فيدرالية ثنائية، فتعرض لهجوم منفلت في الإعلام اليمني، ولم ينتظر حزب الرابطة كثيرا حتى أعلن عودته إلى ساحته وشارعه الجنوبي وإلى اسمه الأصلي (حزب رابطة الجنوب العربي الحر).
برحيل الشيخ محسن محمد بن فريد فقد الوطن رجلا صلبا حكيما من أولئك الذين قلما يجود بمثلهم الزمان.

عزاؤنا ومواساتنا لحزب رابطة الجنوب العربي الحر ولآل فريد قاطبة ولشعبنا الجنوبي وتغمد الله تعالى بالرحمة والمغفرة رجل البشاشة والصلابة الشيخ محسن محمد بن فريد وأسكنه جنة النعيم مع الشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا.