> «الأيام» غرفة الأخبار:
توفي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إثر تحطم مروحية كانت تقله مع عدد من المسؤولين الأحد بمنطقة جبلية في شمال غرب البلاد، وفق ما أعلنت طهران اليوم الاثنين.
ورصد تقرير لـ "فرانس24" أبرز المحطات التي ميزت مشواره، وتقلده لعدة مناصب أبرزها المدعي العام ثم رئيس السلطة القضائية وعضو مجلس الخبراء قبل توليه سدة الحكم عام 2021م.
وقالت الحكومة في بيان أوردته وكالة "إرنا" الرسمية: "ارتقت الروح العظيمة لخادم الشعب الإيراني إلى بارئها، وأصبح خادم (الإمام) الرضا آية الله رئيسي، رئيسا للشعب وحبيبا في السماء".
ونعت الحكومة مسؤولين آخرين كانوا برفقة رئيسي لدى سقوط المروحية في محافظة أذربيجان الشرقية، وهم وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان وإمام الجمعة في مدينة تبريز آية الله علي آل هاشم، ومحافظ أذربيجان الشرقية مالك رحمتي.
وفيما هرعت فرق البحث والإنقاذ إلى موقع التحطم وسط ضباب كثيف، بث التلفزيون الرسمي لقطات لإيرانيين وهم يؤدون الأدعية والصلوات في مسقط رأس الرئيس.
- من هو إبراهيم رئيسي؟
تولّى الرئيس المحافظ الإيراني المتشدد إبراهيم رئيسي السلطة في بلاده عام 2021 وسط اضطرابات دولية واحتجاجات داخلية.
وغاب عن تلك الانتخابات نحو نصف الناخبين والمنافسين الأقوياء إثر منع العديد من الشخصيات السياسية ذات الثقل من الترشح.
وخلف رئيسي، الشخصية المعتدلة حسن روحاني الذي أبرم حين كان رئيسا الاتفاق النووي لعام 2015 مع القوى الكبرى ما ساهم في تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على إيران.
ومثل غيره من المحافظين المتشددين، انتقد رئيسي بشدة معسكر سلفه خاصة بعد أن سحب الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب بلاده من الاتفاق عام 2018 من طرف واحد، معيدا فرض العقوبات على طهران.
وتولى رئيسي زمام الأمور في بلد يعاني أزمات اجتماعية واقتصادية. وبعد أن قدم نفسه على أنه نصير الفقراء والمسؤول الذي يكافح الفساد، أعلن رئيسي عن إجراءات تقشف تسببت في زيادة حادة بأسعار بعض السلع الأساسية، ما أثار غضبا شعبيا جراء ارتفاع تكاليف المعيشة.
دبلوماسيا، وفي حدث تاريخي في مارس 2023، أعلنت إيران والسعودية، الخصمان الإقليميان منذ فترة طويلة، عن اتفاق مفاجئ أعاد العلاقات الدبلوماسية بينهما.
إلا أن الحرب في غزة التي اندلعت في أعقاب هجوم "طوفان الأقصى" الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر أدت إلى تصاعد التوترات الإقليمية مرة أخرى، وأدى التصعيد المتبادل إلى قيام طهران بإطلاق مئات الصواريخ والقذائف الصاروخية مباشرة على الدولة العبرية الشهر الماضي.
- تلميذ خامنئي
تزوج من جميلة علم الهدى، أستاذة العلوم التربوية بجامعة الشهيد بهشتي في طهران وله منها ابنتان.
وشغل منصب المدعي العام لطهران بين عامي 1989 و1994، ونائب رئيس السلطة القضائية لمدة عشر سنوات بدءا من 2004، ثم المدعي العام للبلاد منذ 2014م.
بعد ثلاث سنوات، عيّنه المرشد الأعلى رئيسا للسلطة القضائية. وكان رئيسي أيضا عضوا في مجلس الخبراء الذي يختار المرشد الأعلى.
أُدرج رئيسي على القائمة السوداء لعقوبات واشنطن بتهمة التواطؤ في "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان"، وهي اتهامات رفضتها طهران واعتبرتها باطلة.
وعندما سُئل رئيسي عام 2018 ومرة أخرى عام 2020 عن عمليات الإعدام تلك، نفى أن يكون له أي دور فيها، رغم إشادته بأمر قال إن مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني أصدره لمواصلة "عملية التطهير".
وقال رئيسي حينها: "لأولئك الذين يتحدثون عن الرحمة والتسامح الإسلامي، نرد: سنستمر في مواجهة مثيري الشغب حتى النهاية وسنستأصل هذه الفتنة من جذورها".