مقتل رئيسي.. التأثيرات المحتملة على جماعة الحوثي

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> ​منذ الإعلان عن مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان وآخرين، في تحطم طائرة، ثمة صدمة ومشاعر حزينة ممزوجة، وارتباك لدى جماعة الحوثي في اليمن، في تعاملها مع الموقف وظروفه المضطربة، وسط مخاوف من انعكاس تأثيرات الفراغ والاهتزاز في طهران، وامتداده إلى وضعها الهشّ في اليمن.

ردود الفعل المحلية تجاه الحادثة، قسّمت اليمن إلى قسمين متضادين، كما فعلت أزمته السياسية، بين الحكومة المعترف بها دوليًا وجماعة الحوثي، لكن اللافت كانت حدّة تعاطي بعض قيادات الجماعة ونشطائها على مواقع التواصل الاجتماعي، مع منشورات غير المتعاطفين من اليمنيين مع حادثة الطائرة، وهو ما عدّه مراقبون يوضح صعوبة الوضع.

ووجه رئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي الأعلى" التابع للحوثيين، مهدي المشاط، بإلغاء الاحتفالات بالعيد الـ34 للوحدة اليمنية، في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، وتأجيلها إلى الأحد المقبل، أي ما بعد انتهاء أيام الحداد الخمسة المعلنة في إيران.

وتتباين آراء المحللين اليمنين، بشأن حجم التأثيرات التي من الممكن أن تتركها هذا الأزمة على مليشيا الحوثي، وعلى مستوى تعاملها مع القضايا المختلفة وضغوطاتها المتصاعدة خاصة فيما يتعلق بملف السلام في اليمن والعمليات العسكرية البحرية، في ظل انشغال طهران وانكفائها على الشؤون الداخلية ومشاكلها المعقّدة، حتى الـ 28 من يونيو المقبل على الأقل، تمهيدًا لإجراء انتخابات رئاسية، رغما عن تطمينات المرشد الأعلى للثورة، علي خامنئي.

يرى وكيل وزارة الإعلام اليمنية لدى الحكومة المعترف بها دوليًا، أسامة الشرمي، أن "الحرس الثوري الإيراني، منظمة إرهابية تتمتع بهيكلة تمكنها من العمل بشكل مستقل نسبيًا عن الحكومة، لذلك سيستمرون في تقديم الدعم لمليشيا الحوثي، عبر القنوات غير الرسمية، مثل التهريب وإرسال الخبراء والتوجيه والتدريب والدعم المالي".

وقال في حديثه لـ"الخليج الان"، إن مليشيا الحوثي كحال غيرها من الوكلاء في المنطقة، ستواصل تلقي التوجيهات من الحرس الثوري الذي سيستغل الفترة الانتقالية التي يمرّ بها البلد، لتعزيز نفوذه في إيران، على حساب الحكومة ومؤسساتها الرسمية.

وتوقع الشرمي، أن تشهد الفترة المقبلة "تركيزًا أكبر على الهجمات غير التقليدية، مثل الهجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية؛ نظرًا لغياب الدور الدبلوماسي، جراء حالة الفزع الداخلي الإيراني، ومقتل وزير الخارجية إلى جانب الرئيس إبراهيم رئيسي.

وأكد المسؤول اليمني، أن الحرس الثوري الإيراني، سيسعى للحفاظ على تماسك أذرعه في المنطقة، وهذه المساعي من شأنها ضمان استمرار الدعم لميليشيا الحوثي.

وذكر أن تأثيرات حالة الفراغ المؤسسي في إيران إذا ما انتقلت إلى الحرس الثوري، فإنها تضطر الحوثيين إلى الانخراط في محادثات سياسية لا تفضي بالضرورة إلى اتفاقيات مع الحكومة الشرعية أو التحالف العربي، لضمان عدم فقدان المكاسب التي حققوها حتى الآن.

وتابع الشرمي: "بشكل عام، سيظل ارتباط ميليشيا الحوثي بالحرس الثوري عاملاً مهمًا في تحديد استراتيجياتها في الفترة الانتقالية الحالية في إيران، وعلى المستوى القريب لن تتأثر تكتيكات الجماعة في اليمن والمنطقة، ما لم تحدث تغييرات جذرية داخل إيران، خلال وعقب الفترة الانتقالية".

وعلى الرغم من العلاقة التي تربط صنعاء بالفرس، منذ عهد الدولة الحميرية في القرن السادس، إلا أن الدور الإيراني في اليمن كان مقتصرًا مع مطلع ثمانينيات القرن العشرين، على استقطاب عدد من المرجعيات الدينية والطلاب من أتباع المذهب الزيدي في شمال اليمن، لتلقي العلم في حوزاتهم الدينية، ليصبح هؤلاء بعد عودتهم وعلى يد المؤسس حسين بدر الدين الحوثي، نواة لجماعة الحوثيين.

وفي ظل حالة الاضطراب السياسي والأمني التي عاشتها اليمن في العام 2011 والفترة التالية؛ وجدت إيران فرصة ذهبية سانحة لإرسال الأسلحة والخبراء، ولتعزيز نفوذها في البلد الذي يحظى بموقع استراتيجي، مطلّ على حركة التجارة العالمية، حتى تمكن الحوثيون من السيطرة على صنعاء والاستيلاء على السلطة في 2014، لتنطلق مرحلة جديدة بعد إعلان طهران الاعتراف الرسمي بسلطتهم.

ويعتقد رئيس تحرير صحيفة "المرصد" المحلية، حسين حنشي، أن حجم الكارثة العام دون الارتباط بالأشخاص، "سيؤثر بكل تأكيد على الأذرع الإيرانية المنتشرة في المنطقة، نتيجة لحجم الانكشاف الإيراني المريع والعجز الكلي الذي ظهر خلال البحث عن الرئيس لمدة نصف يوم، دون معرفة مصيره".

وقال حنشي في حديث لـ"الخليج الان"، إن الاستعانة بالمسيرات التركية وغيرها من التقنيات من مختلف دول العالم، في البحث عن الرئيس الإيراني، بيّنت "مستوى الهشاشة التقنية لدى التكنولوجية الإيرانية المتبجحة ببرنامج طائراتها المسيّرة، وهذا في الأخير يؤدي إلى ضعف عام واهتزاز في كل المحور الذي تقوده طهران".

وأضاف، أن هذه الحادثة تأتي وهناك اقتراب إسرائيلي من السيطرة على محور "فيلادلفيا" بقطاع غزة، بعد إعلان الجيش سيطرته على 70% من المحور، جنوبي رفح، وبالتالي تطويق المدينة تمهيدًا لاقتحامها، وإنهاء الملف الذي تقود كل الفصائل الإيرانية حربًا من أجله، بمن فيهم الحوثيون وميليشيا حزب الله اللبنانية والمجموعات الإيرانية في سوريا والعراق.

وأشار إلى أن ذلك يعني "الانهزام الكلي للفكرة والمحور، ثم تتويجه بالعجز الإيراني الفاضح في التعامل مع الحادثة المحلية، والانكفاء بعدها على الشؤون الداخلية الفوضوية والانتخابات وبقية الملفات المربكة، سيبعد إيران بشكل أو بآخر عن الرعاية التي توليها لهذه المجموعات، ويضعف أذرعها بشكل عام، وميليشيا الحوثي بشكل خاص، من خلال زيادة عزلتها وارتباكها".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى