إيران دولة حرب أضاعت رئيسها

> فاروق يوسف:

> ​فعلت إيران المعجزات من أجل تطوير قدراتها العسكرية. ذلك ما فعلته واقعيا وأنفقت عليه أموالا طائلة في محاولتها الدخول في سباق تسلح، كان الاتحاد السوفييتي السابق قد سبقها في الدخول إليه وكان ذلك سببا في انفجاره وتمزقه وعودة روسيا إلى حجمها الطبيعي.

طبعا ما يروّج له أتباع إيران يدخل في الجانب الذي يعتبرونه إيجابيا. ذلك الجانب الذي يركز على إيران باعتبارها قوة عسكرية كبرى مؤهلة للقيام بدور مركزي في منطقة الشرق الأوسط. هناك ما يُقال عن شرق أوسط جديد كانت الولايات المتحدة قد طرحت فكرته للتسويق في وقت سابق. المهم في تلك النظرية أن العرب لن يكون لهم دور سياسي في ذلك الشرق الأوسط.

خيال شرّير يصنع خريطة خرافية

وبالرغم من العبقرية الإيرانية فإن سقوط الطائرة التي تحمل إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان كشف عن تهالك سلاح الجو الإيراني. ما أكد ذلك أن إيران استعانت بتركيا في مجال البحث والرصد من أجل العثور على حطام طائرة الرئيس.

واقعيا فإن إيران بسبب الحصار المفروض عليها قد حُرمت من تحديث سلاحها الجوي. كل طائرات سلاح الجو الإيراني قديمة تضاف إليها الطائرات العراقية التي استولت عليها إيران بعد حرب الكويت وهي طائرات لم تعد صالحة للاستعمال. أما الحديث عن طائرات من صنع إيراني فإنه نوع من الدعاية التي تدخل في مجال رفع المعنويات.

في ثنايا الحديث عن طائرة الرئيس التي سقطت وأدت إلى مقتله وهي طائرة عسكرية هناك اعتراف بأن تلك الطائرة كانت قديمة وتنقصها المعدات التي تسهّل عملها في ظروف جوية قاسية. ذلك أمر طبيعي في ظل تهالك سلاح الجو الإيراني. ففي الوقت الذي تمكن فيه الإيرانيون من تطوير صواريخهم البالستية وتصنيع الطائرات المسيّرة فإنهم لم يتمكنوا من تطوير طائراتهم العسكرية والمدنية على حد سواء. ذلك الأمر ليس دعابة ولا يتعلق بالأماني.

لقد تعطلت الكثير من الطائرات أميركية الصنع بسبب توقف الشركات عن بيع أدواتها الاحتياطية وقطع الغيار إلى إيران. العبقرية الإيرانية لم تتمكن من تخطي تلك المشكلة. فإيران التي تهدد العالم بمستقبلها النووي هي دولة رثة في مجالات عديدة. لو اطّلعنا على حجم الإنفاق في المجال العسكري لاكتشفنا حجم الكذبة التي جرى تسويقها من أجل فرض واقع زائف يقوم على أساس إيران القوية. في حقيقية الأمر فإن إيران قوية لأن العراق قد تم تدميره من قبل الولايات المتحدة. لو لم يتم تدمير العراق لما استطاعت إيران أن تتمدد من ساحل البحر المتوسط إلى ساحل البحر الأحمر.

يكذب الإيرانيون على الجغرافيا مثلما كانوا يكذبون على التاريخ دائما. وفي المجالين فإنهم ضحايا المرض ذاته. الوهم الذي يخلقون من مادته حقيقتهم. الدليل على ذلك أن عقدة البرامكة لا تزال هي الأساس في علاقتهم بالعراق التاريخي. فإن كان الخليفة العباسي هارون الرشيد قد قضى على الفساد في دولته من خلال اجتثاث عائلة البرامكة الفارسية فإن إيران تدير اليوم ماكنة الفساد في العراق من خلال أحزابها وميليشياتها انتقاما.

كل الحديث عن قوة إيران الأسطورية وهو مرآة لتعالي الشخصية الفارسية وغرورها يمكن أن يفضح زيفه سقوط مروحية عجزت إيران عن العثور عليها لولا الاستعانة بدولة أخرى لم تتباه بقوتها ولم تدخل علنا في سباق تسلح، تعرف أنها في غنى عنه لتأكيد وجودها.

كل الدول المستقلة في العالم تبني جيوشها وتطور إمكانياتها العسكرية في حدود ما يمكنها من الدفاع عن نفسها إلا إيران التي ما أن تصنع صاروخا جديدا حتى تعلن أن مداه يمكن أن يدمّر هذه الدولة أو تلك من دول العالم. إيران هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعتقد أن امتلاكها السلاح يهبها الحق في أن تخترق سيادة دول أخرى وتهدّد أمن الشعوب واستقرارها من حولها.

دولة حرب أضاعت رئيسها ووزير خارجيته بسبب تهالك سلاح طيرانها هي مجرد فقاعة يمكن أن تنفجر في أيّ لحظة. وهنا ينبغي التذكير بأن كل الميليشيات التي ترعاها إيران في عدد من الدول العربية المستضعفة لا يمكنها أن تمنع سقوطها أو انهيارها من الداخل إذا ما اضطرت الولايات المتحدة بشكل خاص والعالم الغربي عموما إلى التعامل معها بطريقة جادة تنهي خرافة قوّتها.
عن "العرب اللندنية"

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى