الرئيس الإيراني لوزير الخارجية الأردني: اغتيال هنية خطأ إسرائيلي جسيم لن يمر دون رد
> "الأيام" وكالات:
>
اعتبر الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، الأحد، أن "الخطأ الكبير والجبان الذي ارتكبته إسرائيل باغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، كضيف لدى طهران، انتهاك للقانون الدولي".
وقال بزشكيان، خلال لقائه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في طهران، إن "اغتيال هنية، خطأ إسرائيلي جسيم لن يمر دون رد"، معربا عن أمله بإدانة الحادث من قبل جميع دول العالم، حسب وكالة الأنباء الإيرانية(إرنا).
من جهته، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أن بلاده "تدين بشدة العدوان الغاشم، الذي يمارسه النظام الإسرائيلي على قطاع غزة"، مشيرًا إلى إدانة بلاده أيضا اغتيال إسماعيل هنية، معتبرا هذا الإجراء "محاولة من نتنياهو لتوسيع دائرة الصراعات في المنطقة".
وكان الصفدي، قد أكد في وقت سابق من أمس، أن "زيارته إلى العاصمة الإيرانية طهران، تهدف لتجاوز الخلافات بين البلدين، بصراحة وشفافية، بما يخدم مصالح البلدين الثنائية".
وقال، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الإيراني، إن "القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني، علي باقري كني، نفى أن يكون أي مسؤول إيراني قد قال إن عمان ستنقل رسائل من طهران لتل أبيب"، مشيرًا إلى أنه أبلغ نظيره الإيراني أنه "ليس في طهران حاملا رسالة من إسرائيل أو إليها"، بحسب قوله.
وأكد وزير الخارجية الأردني أن "الخطوة الأولى لمنع التصعيد في المنطقة هي وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة".
تثير تهديدات إيران بالرد على اغتيال إسرائيل لزعيم حركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها مخاوف السلطات الأردنية من تحول الأردن إلى ساحة تراشق بين طهران وتل أبيب وهو ما دفعها إلى إرسال وزير الخارجية أيمن الصفدي الأحد إلى طهران.
ويجد الأردن نفسه محاصرا بين حكومة يمينية متطرفة في إسرائيل ونظام صدامي في إيران يبدو حريصا على الاستفادة مما يجري في غزة لتوسيع نفوذه في المنطقة.
ويهدد التصعيد بين البلدين بتوريط الأردن في الصراع خاصة بعد إسقاطه في أبريل الماضي صواريخ وطائرات مسيرة حلقت في سمائه، أطلقتها إيران باتجاه إسرائيل، وهو ما قوبل بانتقادات إيرانية لاذعة رغم تأكيد الصفدي حينئذ أن بلاده كانت ستتخذ الموقف نفسه لو كانت تلك الصواريخ قادمة من إسرائيل باتجاه إيران.
وقال الصفدي آنذاك إن بلاده استدعت السفير الإيراني للاحتجاج على التصريحات الإيرانية التي نشرتها وسائل إعلام رسمية إيرانية في الأيام الماضية، وحملت تحذيرا من أن الأردن سيكون “الهدف التالي” في حال تعاونه مع إسرائيل في مواجهة إيران.
ووصل وزير الخارجية الأردني الأحد إلى طهران حيث التقى نظيره الإيراني علي باقري، في زيارة نادرة لوزير خارجية أردني إلى طهران، بالتزامن مع دعوة العاهل الأردني عبدالله الثاني في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى “تهدئة شاملة” في المنطقة لتجنيبها “المزيد من الفوضى”.
وقال الصفدي عقب اللقاء، في ما يبدو أنه رسالة ودية إلى إيران، إن العاهل الأردني كلفه بتلبية دعوة طهران “لندخل في حديث أخوي واضح وصريح حول تجاوز الخلافات بين البلدين”، نافيا ما راج من أنباء عن دور وساطة تقوم به بلاده بقوله “لست هنا حاملا رسالة من إسرائيل ولست هنا لأحمل رسالة إليها.. رسالتنا الوحيدة أوقفوا العدوان على غزة”. وتابع “اغتيال هنية من إيران جريمة نكراء وخطوة تصعيدية واعتداء على سيادة الدول ونرفضها بالمطلق”.
وتتزايد المخاوف من اندلاع نزاع إقليمي واسع النطاق في الشرق الأوسط، مع توعّد إيران وحلفائها بالرد على اغتيال هنية في طهران بعملية نسبت إلى إسرائيل واغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت، مع دعوة دول غربية رعاياها إلى مغادرة لبنان وتعزيز واشنطن وجودها العسكري في المنطقة.
ويرى الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية في القاهرة الدكتور محمد عباس ناجي أن ما حدث في الثالث عشر من أبريل الماضي حينما أطلقت إيران صواريخها باتجاه إسرائيل كان الأردن جزءا منه لأن بعض الطائرات الدرونز حاولت اختراق الأجواء وجرى إسقاطها ووقعت في أراض أردنية، كما أن القاعدة الأميركية في المملكة شهدت عملية استهداف من جانب الميليشيات العراقية وتسبب ذلك في مقتل ثلاثة جنود أميركيين، ولذلك تسعى عمان للتنبيه إلى أنها لن تكون ساحة لصراع إيراني – إسرائيلي.
وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن “رسالة وزير الخارجية الأردني ستركز على أن بلاده دولة ذات سيادة وستدافع عن محاولات تهديدها، خاصة وأن الأردن يواجه مشكلات أخرى تتعلق بحدوده مع الجنوب السوري، وهي مناطق تشهد رخاوة أمنية وعمليات تهريب سلاح ومخدرات إلى الأردن ومنها إلى الضفة الغربية، وتحدثت تقارير عديدة عن إحباطها من جانب المملكة”.
وكانت الاحتجاجات التي اندلعت في مارس الماضي في مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين قد أثارت مخاوف السلطات من أن تستخدم إيران وحلفاؤها، بما في ذلك حماس، الحرب في غزة لزعزعة استقرار الأردن وتعزيز أجنداتهم.
ويشهد الأردن، حيث نصف عدد السكان تقريبا من أصول فلسطينية، منذ 7 أكتوبر الماضي مظاهرات تضامنية مع قطاع غزة، تراجعت وتيرتها الأشهر الماضية بعد تصدي السلطات لاحتجاجات مخيم البقعة التي رافقتها أعمال عنف، لتعود مجددا بعد اغتيال هنية. وخرج السبت عدد من الأردنيين في مظاهرة هتف خلالها المشاركون “بدعم المقاومة ووقف العدوان على غزة، وللتنديد باغتيال إسماعيل هنية، واستهداف الاحتلال الإسرائيلي للرموز الفلسطينية”.
وقال الخبير في الشؤون الإقليمية سامح راشد إنه بالرغم من أن الأردن دولة ملاصقة جغرافيا لإسرائيل ومن الأطراف المباشرة في القضية الفلسطينية، إلا أنه يعد من “دول العبور” التي تمر من خلالها دائما الكثير من التطورات في القضية السياسية والعسكرية، وتطالها المستجدات والتداعيات بشكل مباشر.
وقلل راشد في تصريح لـ”العرب” من أهمية تقارير تحدثت عن دور وساطة يقوم به الصفدي خلال الزيارة، قائلا “لعمان علاقات وطيدة مع الولايات المتحدة، وجيدة مع إسرائيل، بينما يحفل سجل علاقاتها مع إيران بمحطات كثيرة متباينة تتراوح بين الهدوء والفتور، بالتالي فزيارة الصفدي تأتي لتوصيل رسائل إلى طهران أكثر من تلقي ردود أو لعب دور وساطة لتهدئة التوتر بين إيران وإسرائيل”.
واعتبر راشد أنه حتى لو دخل الأردن على خط مساعي التهدئة فإنه من غير المتوقع أن تستجيب له إيران، لافتا إلى أن الصفدي قد يخرج بنتائج أفضل بخصوص وضعية بلاده وحدود تأثرها بتزايد التوتر الحالي واحتمالات اندلاع مواجهة مباشرة أكبر بين طهران وتل أبيب من تلك التي جرت عقب استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.
وأجرى القائم بأعمال الخارجية الإيرانية خلال الأيام الماضية سلسلة من المباحثات الهاتفية مع نظرائه في دول عربية، بما فيها الأردن ومصر وعمان وقطر وغيرها، وفق الخارجية الإيرانية. وبدوره أشار ناجي إلى أن الأردن قد يتلقى طمأنة من جانب إيران، لكنها لا تضمن عدم التحول إلى ساحة صراع، ومن المتوقع أن تشهد تأكيدا أردنيًا بالدفاع عن سيادته وليس من المستبعد أن يكون وزير الخارجية الأردني حاملاً رسالة أميركية تضغط على طهران لضبط مستوى التصعيد في المنطقة.
ويجد الأردن نفسه محاصرا بين حكومة يمينية متطرفة في إسرائيل ونظام صدامي في إيران يبدو حريصا على الاستفادة مما يجري في غزة لتوسيع نفوذه في المنطقة.
ويهدد التصعيد بين البلدين بتوريط الأردن في الصراع خاصة بعد إسقاطه في أبريل الماضي صواريخ وطائرات مسيرة حلقت في سمائه، أطلقتها إيران باتجاه إسرائيل، وهو ما قوبل بانتقادات إيرانية لاذعة رغم تأكيد الصفدي حينئذ أن بلاده كانت ستتخذ الموقف نفسه لو كانت تلك الصواريخ قادمة من إسرائيل باتجاه إيران.
وقال الصفدي آنذاك إن بلاده استدعت السفير الإيراني للاحتجاج على التصريحات الإيرانية التي نشرتها وسائل إعلام رسمية إيرانية في الأيام الماضية، وحملت تحذيرا من أن الأردن سيكون “الهدف التالي” في حال تعاونه مع إسرائيل في مواجهة إيران.
ووصل وزير الخارجية الأردني الأحد إلى طهران حيث التقى نظيره الإيراني علي باقري، في زيارة نادرة لوزير خارجية أردني إلى طهران، بالتزامن مع دعوة العاهل الأردني عبدالله الثاني في اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى “تهدئة شاملة” في المنطقة لتجنيبها “المزيد من الفوضى”.
وقال الصفدي عقب اللقاء، في ما يبدو أنه رسالة ودية إلى إيران، إن العاهل الأردني كلفه بتلبية دعوة طهران “لندخل في حديث أخوي واضح وصريح حول تجاوز الخلافات بين البلدين”، نافيا ما راج من أنباء عن دور وساطة تقوم به بلاده بقوله “لست هنا حاملا رسالة من إسرائيل ولست هنا لأحمل رسالة إليها.. رسالتنا الوحيدة أوقفوا العدوان على غزة”. وتابع “اغتيال هنية من إيران جريمة نكراء وخطوة تصعيدية واعتداء على سيادة الدول ونرفضها بالمطلق”.
وتتزايد المخاوف من اندلاع نزاع إقليمي واسع النطاق في الشرق الأوسط، مع توعّد إيران وحلفائها بالرد على اغتيال هنية في طهران بعملية نسبت إلى إسرائيل واغتيال القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت، مع دعوة دول غربية رعاياها إلى مغادرة لبنان وتعزيز واشنطن وجودها العسكري في المنطقة.
ويرى الباحث المتخصص في الشؤون الإيرانية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية في القاهرة الدكتور محمد عباس ناجي أن ما حدث في الثالث عشر من أبريل الماضي حينما أطلقت إيران صواريخها باتجاه إسرائيل كان الأردن جزءا منه لأن بعض الطائرات الدرونز حاولت اختراق الأجواء وجرى إسقاطها ووقعت في أراض أردنية، كما أن القاعدة الأميركية في المملكة شهدت عملية استهداف من جانب الميليشيات العراقية وتسبب ذلك في مقتل ثلاثة جنود أميركيين، ولذلك تسعى عمان للتنبيه إلى أنها لن تكون ساحة لصراع إيراني – إسرائيلي.
وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن “رسالة وزير الخارجية الأردني ستركز على أن بلاده دولة ذات سيادة وستدافع عن محاولات تهديدها، خاصة وأن الأردن يواجه مشكلات أخرى تتعلق بحدوده مع الجنوب السوري، وهي مناطق تشهد رخاوة أمنية وعمليات تهريب سلاح ومخدرات إلى الأردن ومنها إلى الضفة الغربية، وتحدثت تقارير عديدة عن إحباطها من جانب المملكة”.
وكانت الاحتجاجات التي اندلعت في مارس الماضي في مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين قد أثارت مخاوف السلطات من أن تستخدم إيران وحلفاؤها، بما في ذلك حماس، الحرب في غزة لزعزعة استقرار الأردن وتعزيز أجنداتهم.
ويشهد الأردن، حيث نصف عدد السكان تقريبا من أصول فلسطينية، منذ 7 أكتوبر الماضي مظاهرات تضامنية مع قطاع غزة، تراجعت وتيرتها الأشهر الماضية بعد تصدي السلطات لاحتجاجات مخيم البقعة التي رافقتها أعمال عنف، لتعود مجددا بعد اغتيال هنية. وخرج السبت عدد من الأردنيين في مظاهرة هتف خلالها المشاركون “بدعم المقاومة ووقف العدوان على غزة، وللتنديد باغتيال إسماعيل هنية، واستهداف الاحتلال الإسرائيلي للرموز الفلسطينية”.
وقال الخبير في الشؤون الإقليمية سامح راشد إنه بالرغم من أن الأردن دولة ملاصقة جغرافيا لإسرائيل ومن الأطراف المباشرة في القضية الفلسطينية، إلا أنه يعد من “دول العبور” التي تمر من خلالها دائما الكثير من التطورات في القضية السياسية والعسكرية، وتطالها المستجدات والتداعيات بشكل مباشر.
وقلل راشد في تصريح لـ”العرب” من أهمية تقارير تحدثت عن دور وساطة يقوم به الصفدي خلال الزيارة، قائلا “لعمان علاقات وطيدة مع الولايات المتحدة، وجيدة مع إسرائيل، بينما يحفل سجل علاقاتها مع إيران بمحطات كثيرة متباينة تتراوح بين الهدوء والفتور، بالتالي فزيارة الصفدي تأتي لتوصيل رسائل إلى طهران أكثر من تلقي ردود أو لعب دور وساطة لتهدئة التوتر بين إيران وإسرائيل”.
واعتبر راشد أنه حتى لو دخل الأردن على خط مساعي التهدئة فإنه من غير المتوقع أن تستجيب له إيران، لافتا إلى أن الصفدي قد يخرج بنتائج أفضل بخصوص وضعية بلاده وحدود تأثرها بتزايد التوتر الحالي واحتمالات اندلاع مواجهة مباشرة أكبر بين طهران وتل أبيب من تلك التي جرت عقب استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق.
وأجرى القائم بأعمال الخارجية الإيرانية خلال الأيام الماضية سلسلة من المباحثات الهاتفية مع نظرائه في دول عربية، بما فيها الأردن ومصر وعمان وقطر وغيرها، وفق الخارجية الإيرانية. وبدوره أشار ناجي إلى أن الأردن قد يتلقى طمأنة من جانب إيران، لكنها لا تضمن عدم التحول إلى ساحة صراع، ومن المتوقع أن تشهد تأكيدا أردنيًا بالدفاع عن سيادته وليس من المستبعد أن يكون وزير الخارجية الأردني حاملاً رسالة أميركية تضغط على طهران لضبط مستوى التصعيد في المنطقة.