> موسكو/عدن «الأيام»:

حين استخدم مجازا وزير خارجية روسيا الاتحادية يوم أمس، أثناء محادثاته مع د. شائع محسن وزير الخارجية؛ بأن دولة (ج ي د ش) كانت أشبه بالجمهورية ال 16 في الاتحاد السوفيتي؛ فلذلك أهمية استثنائية خاصة في هذه المرحلة بالذات التي يمر بها الجنوب؛ وما يعنيه ذلك من استحضار إيجابي لتلك العلاقات المتينة التي كانت قائمة بين الدولتين الصديقتين.

وقد كانت إشارته تلك مدخلا لأن يؤكد بأن تلك العلاقات كانت تاريخية؛ وبأن دعم موسكو لعدن كان بلا حدود وشمل كل ميادين الحياة دون استثناء؛ ويكفي الإشارة هنا بأن عدد من درسوا وتخرجوا من الاتحاد السوفيتي حتى عام 1990م والشاملة لكل التخصصات والدورات التي تبدأ من ثلاثة أشهر وحتى خريجي الدراسات العليا؛ مدنيين وعسكريين؛ قد وصل خلال (23) عاما من عمر الدولة الجنوبية إلى ما يقارب من 17 ألف شخص؛ وهو ما يعني بأن كادر الدولة الجنوبية قد تم بتعاون ودعم الاتحاد السوفييتي.

كما كان لدعم موسكو لعدن اقتصاديا وتنمويا دورا مهما للحفاظ على استقلال الدولة الوليدة؛ بعد أن فرض عليها الحصار الشامل من المحيط ( الشقيق ) ووصل حد منع المغتربين من تحويل الأموال لعائلاتهم في الجنوب؛ وقد كان ذلك سببا لقيادة الدولة الجنوبية للتوجه شرقا والبحث عن حلفاء يمكن الاعتماد عليهم في ثبات الدولة وتطورها وحماية الاستقلال الوطني.

وكان جيشنا الجنوبي قد بني وعلى أسس حديثة وتم تسليحه بأحدث الأسلحة وأصبح جيشا ميكانيكيا محترفا؛ وحسب بعض التقديرات التي كانت متوفرة حينها فقد بلغ حجم قيمة أسلحة الجيش البرية والبحرية والجوية؛ وبكل أنواعها إلى ما يقارب (13) مليار دولار.

وعلى الصعيد الاقتصادي فيكفي الإشارة هنا إلى تحديث وتطوير الزراعة ومدها بالوسائل الحديثة وبناء السدود وعمل شبكة متكاملة لقنوات الري في مختلف المحافظات؛ وتأسيس محطات تأجير الآليات الزراعية وتوفير ورش الصيانة لكل الآليات الزراعية؛ ناهيك عن دعم قطاع الكهرباء وبناء المحطة الكهروحرارية في الحسوة لتوليد الطاقة وتحلية المياه.

وعلى صعيد استغلال الثروة السمكية تم بناء ميناء الاصطياد في منطقة حجيف بالتواهي؛ ناهيك عن توفير سفن الاصطياد الحديثة وبناء مصنعين للتونة في شقرة والمكلا؛ والحديث يطول عن ما قدمه الاتحاد السوفييتي لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في مجالات التربية من بناء مراكز الأبحاث وكذلك في الصحة وأهمها مستشفى الصداقة الخاص بالأمومة والطفولة في الشيخ عثمان؛ وكل هذا غيض من فيض.

إن الأمر المهم أمام القيادات الجنوبية اليوم هو كيف نلتقط إشارة لافروف ونتعامل معها بإيجابية ونغتنمها كفرصة لفتح قنوات التواصل لضمان تأييد ودعم موسكو؛ وبما يمهد لإقامة علاقات جديدة مختلفة عما كانت عليه في حينها؛ فقد تغيرت الظروف في كلا البلدين؛ فإشارة لافروف هي عبارة عن دعوة مفتوحة لمن يفهم ويريد التعاطي معها لمصلحة شعبنا وقضيته الوطنية.

"المراقب الجنوبي"