> عدن «الأيام» خاص:

قال وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني، إن تلفيق الحوثي تهم الجاسوسية لأكاديميين وخبراء من نخبة المجتمع، ونشرها اعترافات تم تلقينها تحت الضغط والإكراه في القنوات ووسائل الإعلام التابعة لها، ليس تصرفا عفويا، بل إنه خطة ممنهجة وعمل مدروس يهدف إلى تصفية وإرهاب العقول اليمنية وإجبار من تبقى منهم على الهجرة خارج البلد، في استنساخ لممارسات النظام الإيراني بعد الثورة الخمينية، وجماعته الطائفية في العراق ولبنان.

وأوضح معمر الإرياني أن إيران تحتل منذ الثورة الخمينية المرتبة الأولى عالميا في هجرة المتعلمين، ووفقا لتقرير صادر عن صندوق النقد الدولي فإن ما يقدر بنحو 25 % من الإيرانيين الذين حظوا بالتعليم ما بعد الثانوي هاجروا إلى الخارج، وعاشوا في دول "متقدمة"، وأشار تقرير صدر عام 2009 إلى أن إيران تتصدر قائمة البلدان التي تفقد النخبة الأكاديمية لديها، بمعدل خسارة سنوية يتراوح بين 150,000 إلى 180,000 من المتخصصين.

وأشار الإرياني إلى أن، ضمن المساعي الإيرانية للهيمنة على العراق، انتهجت جماعتها الطائفية سياسة تفريغ العراق من عقوله وعلمائه ومفكريه والتي قد تشكل تحديا لهيمنة طهران، وذلك عبر التصفية الجسدية لمئات العلماء العراقيين في مختلف التخصصات، واستخدام عدة أساليب منها أعمال القتل والسحل والخطف ونشر الخوف والرعب لإجبار من تبقى من الأدمغة للهجرة للخارج.

وأضاف الإرياني: "ووفقًا لتقديرات منظمة الأمم المتحدة وعدة منظمات غير حكومية، تم اغتيال أكثر من (500) عالم وأكاديمي عراقي بين عامي 2003 و2013، وتقدر الإحصائيات أن حوالي (20,000) من الأكاديميين والأساتذة الجامعيين غادروا العراق، ويفيد تقرير صادر من وزارة التعليم العالي العراقية بأن العراق فقد حوالي 70 % من الكفاءات العلمية منذ سقوط النظام العام 2003م".

وأكد الإرياني أن الحوثي انتهج منذ انقلابه سياسة ممنهجة لتفريغ اليمن من العقول والكفاءات، عبر قطع مرتبات أساتذة الجامعات والمعلمين في المراحل الأساسية ضمن مناطق سيطرته، ومارس التضييق عليهم وطردت 90 % من الأكاديميين من منازلهم داخل الحرم الجامعي، وصولاً لاختطافهم من منازلهم وتوجيه تهم الجاسوسية لعدد منهم، ضمن مساعيها لتجهيل المجتمع وفرض أفكاره الدخيلة المستوردة من إيران.

ودعا الإرياني كل اليمنيين إلى الاصطفاف الحقيقي لإدانة هذه الممارسات الخطيرة، والتصدي لمخطط تفريغ اليمن من عقوله وكفاءاته، والذي تنفذه جماعة الحوثي على خطى إيران، فاليمن دفع ويدفع ثمنا غاليا لتجريف كفاءاته التي استغرق بناؤها عقودا من الزمن وكلف تأهيلها خزينة الدولة ملايين الدولارات، وما تقوم به جماعة الحوثي يتم لصالح ثلة من الجهلة والمؤدلجين القادمين من كهوف صعدة الذين كل مؤهلاتهم هي ملازم الهالك حسين الحوثي والولاء المطلق لإيران.

وطالب الإرياني بموقف دولي حازم إزاء هذه الممارسات التي تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي والإنساني، واتخاذ إجراءات قوية ورادعة تتناسب مع الجرائم التي ترتكبها جماعة الحوثي، وممارسة ضغوط حقيقية عليها لإطلاق كل المحتجزين قسرا من معتقلاتها غير القانونية، والشروع الفوري في تصنيفها "منظمة إرهابية عالمية"، ودعم الحكومة لفرض سيطرتها وتثبيت الأمن والاستقرار على كامل الأراضي اليمنية.