زمانك زمانك يعرفك بالناس وبالناس تعرف زمانك..

فصل جديد من الزمان لا يعرفه الإنسان ولم يتوقع أحد أن يكون هكذا بلا عقل ولا هوية ولا عنوان ولا معلم ولا تعاريف ولا دين ولا لغة ولا يشبهه شيء قط.

فصل لا يعترف بالإنسان ولا بالأدمية ولا بالمكان ولا الزمان ولا أثر ولا مقر لا ينتمي لشيء ولا يرتبط بشيء ولا يتوافق مع شيء بلا أعراف ولا مواثيق ولا آفاق ولا ملامح... فصل نكرة بلا عقل ولا ذاكرة ولا مشاعر ولا يعترف بالحواس الخمس. تقف إنسان كما خلقك الله وتبرق لجميع الثائرين والحكماء والنخب السياسية تساؤلات وتقول: (أنا اقترح منع ظاهرة حمل السلاح في المدن فهذا خطير ومؤذٍ لحياة الناس).

لماذا صارت الكهرباء معطلة بشكل مزمن بدون حل؟ لماذا لا يهتم أحد بمدخولات البسطاء التي لا تقدم لهم أبسط مقومات الخبز؟

لماذا تم تدمير التعليم وتهميش المعلم؟ لدي يقين أن الجميع سيشعرون بالسعادة لمقترحاتي وسيدعمونها.. وأكتفي بهذا).

فتصاب بالجنون وأنت تشاهد الجميع ينظرون لك باللا مبالاة كأنهم صم بكم عمي لا يعلمون.. ماذا قلت وماذا تقصد فتصير بينهم إنسان شاذ فيما هم يقفون ساخرين منك لأنك خالفت فصل زمانهم الجديد الذي يرونه المسار والصواب فيعطونك ظهورهم لأنك في نظرهم مخرف ومجنون.

فتشعر بالقهر والإذلال من وصفهم لك بالصنم فتتمرد بداخلك هواجس الإنسان والمعرفة ثم تصرخ بقوة أريد أن أفهم.

ماذا يجري لنا؟ ما الذي يحدث لنا؟لماذا صارت حياتنا هكذا مثل قطيع أغنام؟لماذا لزامًا علينا أن نعيش بلا إدراك ولا عقل ولا مشاعر ولا تأثير.

فيأتيك الجواب الذي صنعته أموال الربيع الثوري النفطي والذي أصاب الناس بالموت الداخلي وأجمع عليه المجتمع والعقلاء والأساتذة ورجال الفكر ورجال الدولة والكتاب والوطنيون والثائرون وصناع الأوطان: (المخرج يريد هكذا)..