> كاليفورنيا «الأيام» خاص:

أبناء الجنوب وقواتهم المسلحة قادرون على انتزاع حقوقهم بما يرونه مناسبًا
> جدد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي التأكيد على أن أبناء الجنوب وقواتهم المسلحة لديهم من القوة والإرادة ما يضمن انتزاع حقهم بالطرق التي يونها مناسبة.

وقال الزبيدي خلال كلمة ألقاها أمس في احتفال أقامته الجالية الجنوبية في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، على شرف زيارته والوفد المرافق له، "إن المهاجر الجنوبي كان له دورٌ رائد في نقل صوت الحق الجنوبي الصادح بعدالة قضية شعبنا الوطنية"، وحمل مشروع بناء الوعي التنويري بجوهر قضية شعب الجنوب بخلفياتها وأبعادها وتداعياتها.

وأضاف رئيس المجلس الانتقالي مخاطبا أبناء الجالية الجنوبية "أُدرك لما يختلج في أذهانكم وقلوبكم من مشاعر الإحباط في ظل تواصل تدهور الحالة المعيشية لأبناء شعبنا في الداخل، وهذا شعور طبيعي لدى كل إنسان حريص على شعبه ووطنه وتضحياته ومكتسباته، لكنني أطمئنكم أننا وبرغم كل التحديات ماضون في ذات المسار الذي رسمته دماء شهدائنا الأبرار حتى تحقيق تطلعات شعبنا في استعادة دولته المستقلة كاملة السيادة، نقولها بثقة المؤمن بنصر الله وتأييده، فلم نكن يوما دعاة باطل أو باحثين عن سلطة أو جاه، بل أصحاب حق، وقضية وطنية عادلة، تؤيدها كل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية".

وتابع "سبق وأن أكدنا في كل لقاءاتنا وخطاباتنا، وسنظل نؤكدها أن المجلس الانتقالي الجنوبي منجز وطني واستحقاق تاريخي وكفاحي لشعب الجنوب كله من المهرة إلى باب المندب، فحافظوا عليه كقائد ورائد وحامل لقضية شعبنا، وإن من أولويات الحفاظ عليه مساندة هيئاته وتقويمها بعقلية واعية وحريصة بعيداً عن النزق والعاطفة والاندفاع الذي يدمر ولا يبني، واعلموا أن قلوبنا مفتوحة ونشعر بالامتنان ونحن نسمع منكم، ونقف من خلال ملاحظاتكم على مكامن القوة فنعززها ومكامن القصور فنصلحها".

وأردف "إنه من الأهمية إدراك الجميع لحقائق ومعطيات الواقع المعقد الذي نعيشه اليوم، في ظل الصراع المزمن الذي تعيشه منطقتنا، وهو ما يتطلب جهدًا وطنيًا تكامليًا، وجبهة وطنية متماسكة، لمواجهة كل تلك التحديات والمخاطر والاستحقاقات المرحلية، وصولاً للأهداف الوطنية المنشودة.. إننا اليوم أمام مسؤولية وطنية تاريخية يتحملها الجميع، فالمخاطر والتحديات كثيرة، ليس على مستوى بلادنا فحسب، بل على مستوى الإقليم والعالم، وليطمئن الجميع أن قيادة المجلس تعمل بكل طاقاتها على مختلف المسارات الداخلية والإقليمية والدولية لانتزاع حق شعبنا في استعادة دولته المستقلة كاملة السيادة، ونحن حين نقول إننا ماضون نحو تحقيق أهداف شعبنا وتطلعاته في الاستقلال واستعادة الدولة، نعي جيدا ما نقوله، ولدينا من القوة والإرادة ما يضمن انتزاع حق شعبنا بالطرق التي نراها مناسبة، فالحق حقنا والأرض أرضنا والقرار قرارنا، وأقدامنا راسخة على أرضنا رسوخ الجبال".

وزاد "لن نكون إلا معًا في معركة استعادة الوطن والسيادة والكرامة والدولة، وتحديث وتطوير البنى الهيكلية للمجلس الانتقالي، كما إننا نواصل وبكل تفان جهود بناء قواتنا المسلحة والأمن ورفع قدرات منتسبيها، وتعزيزها بالإمكانيات الحديثة في مختلف المجالات، بما يمكنها من القيام بمهامها الوطنية في الدفاع عن الجنوب وحماية أراضيه وحفظ أمنه واستقراره، وقد قطعنا الكثير في هذا المسار الذي نؤمن بأنه الأساس المتين لبناء دولة العدالة وسيادة القانون".

وقال "في الوقت الذي نسارع فيه الخطوات لتطوير قواتنا المسلحة، والارتقاء بأدائها وتعزيز قدراتها، فأننا ماضون أيضا في مسار إصلاح المؤسسات ومكافحة الفساد المالي والإداري فيها، فالفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة، ومثلما واجهنا الإرهاب وتنظيماته ودمرنا معاقله، فلدينا من الإرادة والعزيمة ما يكفي لمكافحة الفساد ومواجهة الفاسدين وتعزيز مبادئ الشفافية والنزاهة والرقابة والمحاسبة، وثقوا بأن مبدأ الثواب والعقاب سيطبق على الجميع، دون محاباة أو مجاملة أو تمييز، وهذا التزام وعهد ووعد نحن ملتزمون به ومحاسبين عليه أمام الله والشعب".

وأضاف اللواء الزبيدي "لا شك أنكم تتابعون ما تمارسه المليشيات الحوثية الإرهابية من إرهاب في البر والبحر، وما تفرضه من حصار على شعبنا باستهدافها لخطوط الملاحة الدولية والسفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن والبحر العربي، وهو ما يستهدف وبشكلٍ مباشر الأمن الغذائي ويفاقم المعاناة الإنسانية مخلفًا كارثة إنسانية واسعة يعيشها شعبنا ولا تزال تبعاتها تتزايد يومًا بعد آخر، علاوة على تهديد الأمن والسلم الدوليين... وعليه نجدد دعوتنا لحلفائنا الإقليميين والدوليين وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية للحفاظ على قيم ومبادئ حقوق الإنسان التي قامــت عليها الولايات المتحــدة بنشر وحـماية العدالة، وذلك من خلال تبني استراتيجية شاملة لمواجهة الأعمال الإرهابية والقرصنة البحرية التي تنفذها تلك المليشيات الإرهابية، فلا يمكن إحلال السلام وتحقيق الاستقرار في المنطقة في ظل استمرار إرهاب إيران والحوثيين".