> «الأيام» محمد فضل مرشد:

​طالبوا العليمي والحوثي بعدم التدخل لإعادتهم إلى البلاد..
يمنيون يفضلون الموت في حرب روسيا وأوكرانيا ويرفضون العودة
مقاتل يمني:اخترنا جحيم الحرب الأوكرانية لإطعام أسرنا في اليمن  

> وجه يمنيون يقاتلون ضمن القوات الروسية في أوكرانيا، أمس الجمعة، نداء هو الأول من نوعه إلى كل من مجلس القيادة الرئاسي برئاسة د. رشاد العليمي، وجماعة (أنصار الله) وزعيمها عبدالملك الحوثي، طالبوهم فيه بعدم التدخل لإعادتهم إلى اليمن وتركهم لمصيرهم الذي اختاروه بإرادتهم مقابل الحصول على الجنسية الروسية وراتب شهري ثلاثة آلاف دولار وضمان حياة كريمة لأسرهم بعد أن فقدوا كل مقومات الحياة في بلدهم، حد قولهم.


وقال مقاتلون يمنيون في جبهات أوكرانيا في فيديو بثوه، أمس الجمعة على تطبيق يوتيوب، إنهم قد اختاروا بمحض إرادتهم السفر إلى روسيا الاتحادية عبر شركة توظيف مقرها في العاصمة العمانية مسقط وهم على علم تام بأنهم متوجهين للقتال ضمن قوات الجيش الروسي، وذلك على عكس فيديوهات سابقة نشرت قبل أسابيع ليمنيين قالوا فيها بأنهم تعرضوا للخداع والتغرير بهم وإرسالهم بدون إرادتهم للقتال ضد أوكرانيا وناشدوا عبرها السلطات الرسمية في اليمن إعادتهم إلى البلاد.

ويكشف الفيديو الجديد للمجندين اليمنيين في الجيش الروسي عن فداحة الواقع المأساوي الذي يكابده المواطنون في اليمن منذ عشر سنوات من الحرب العبثية والفساد المستشري والانهيار الاقتصادي والمعيشي والخدماتي، والذي دفع بكثير من المواطنين اليمنيين إلى البحث عن أي فرصة للهجرة والبحث عن وطن بديل يمكنهم من توفير الحياة الكريمة لأطفالهم وأسرهم وإن كان ثمن ذلك المخاطرة بأرواحهم في جحيم معارك الحرب الروسية الأوكرانية، أو في أحسن الأحوال مواجهة الموت وسط ثلوج غابات بلاروسيا وبولندا، أو الغرق في رحلة العبور بحرًا إلى أوروبا.


يقول أحد الجنود اليمنيين في روسيا: "لقد جئنا إلى روسيا للقتال مع الجيش الروسي بإرادتنا، ونحن على علم بكل المخاطر التي سنواجهها، وقابلين بكل شيء وراضين بمصيرنا، وأنادي "الحوثي" وأقوله يا حوثي خلي لنا حالنا هنا نشقى على عيالنا، وأقول لـ "العليمي" بحجر الله خلي لنا حالنا وخلينا نستمر ونشقى على أولادنا، ونحن راضين بمصيرنا هنا".

وتضمن الفيديو مشاهد صادمة لعشرات الشباب اليمنيين الملتحقين بالجيش الروسي وهم في خنادق جبهات القتال، الأمر الذي يكشف عن تنامي واتساع استقطاب اليمنيين للقتال في الحرب الـ "الروسية - الأوكرانية" عبر شركة تجارية مقرها في سلطنة عمان، ويعزز هذا التنامي في أعداد اليمنيين الملتحقين بالجيش الروسي للقتال بأوكرانيا تفاقم الانهيار المعيشي في كل من المحافظات المحررة الخاضعة لإدارة الشرعية والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، حيث أصبح نحو 70 بالمائة من المواطنين اليمنيين يعيشون على وجبة غذائية واحدة في اليوم وتوفيرها بات شديد الصعوبة مع فقدان العملة المحلية لقيمتها الشرائية أمام العملات الأجنبية وارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية إلى حد يفوق مستوى الدخل الضئيل للمواطنين، وهو ما تستغله الجهات الضالعة في استقطاب اليمنيين وإرسالهم إلى روسيا بعقود مغرية تتضمن حصول المقاتل اليمني وأسرته على الجنسية الروسية خلال فترة وجيزة وراتب شهري ثلاثة آلاف دولار أمريكي.


وبالعودة إلى جبهات الحرب "الروسية - الأوكرانية"، نختم من هناك بشاب يمني لايزال في العقد الثاني من العمر: "من وجهوا مناشدات لإعادتهم من روسيا إلى اليمن ظهروا وهم ملثمين ووجوههم مخفية، أما نحن فنظهر لكم اليوم بوجوهنا علنا، ونقول للجميع بأننا جئنا للقتال مع الجيش الروسي باختيارنا وعلمنا بكل ما ينتظرنا وراضين بكل شيء سواء الموت أو الإصابة وما جاء من الله مقبول".

الأكيد أن المقاتلين اليمنيين في حرب أوكرانيا قد بينوا في الرسائل التي وجهوها إلى كافة السلطات المسؤولة عن الشعب اليمني، حقيقة أن تلك السلطات قد فشلت فشلا ذريعا في توفير أبسط مقومات ومتطلبات الحياة للمواطنين وأوصلتهم إلى قاع التردي المعيشي والمجاعة، واكتفت طوال عشر سنوات من إدارتها للبلاد في استجداء وتسول الأموال من المجتمع على حساب المواطن اليمني الجائع الذي لم يرَ أثرًا لعشرات المليارات من الدولارات التي جمعت باسمه.