> إن مفهوم السلامة في الحياة اليومية، يتطلب مشاركة فعالة من جميع مكونات المجتمع كركيزة أولى لبناء نظام يتَّسم بالأمن والسلامة من خلال الوصول إلى مرحلة متقدمة من الوعي الوقائي الذي يقودنا إلى مجتمع آمن خالي من المخاطر.

ومن هذه القاعدة، فإن مصلحة الدفاع المدني في العاصمة عدن تسخر كافة إمكاناتها البشرية والآلية والمعرفية في سلامة الأرواح وحماية الممتلكات من المخاطر ونشر ثقافة السلامة ورفع مستوى العناية بالوقاية عبر كافة الأنشطة والفعاليات والوسائل المختلفة ليتحقق ترسيخ مفاهيم الأمن والسلامة للإنسان والنماء والازدهار للوطن.

وإيمانًا بدور الدفاع المدني حضرت "الأيام" تدشين مبادرة تأهيل مركز الدفاع المدني في مديرية المعلا، الأحد، برعاية وزير الدولة محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس وإشراف مدير عام شرطة العاصمة عدن اللواء الركن مطهر علي ناجي الشعيبي، وذلك ضمن المرحلة الثانية لمشروع تعزيز السلامة المجتمعية والذي يُـنفذه منتدى التنمية السياسية بالشراكة مع مؤسسة "بيرجهوف" الألمانية بتمويل من الاتحاد الأوروبي.

وفي تصريح خاص لـ "الأيام"، قال وكيل العاصمة عدن لقطاع التربية والتعليم التربوي عوض بن عوض مبجر "نوجه شكرنا لقيادة وضباط وأفراد الدفاع المدني في عدن والذين يبذلون جهودًا مضنية وفي ظروف صعبة جدًا، وكذا نثمن ما تقوم به لجنة السلامة المجتمعية على مشروعاتها في مديرتي صيرة والمعلا، والتي صنعت لنا واقع للدفاع المدني في غياب الدولة، ودولتنا كانت في مقدمة الدول منذ سبعينيات القرن الماضي في مجال الإطفاء، ولكن اليوم بلادنا تتأخر كثيرًا عن بقية الدول"، مستدركًا أنه وبجهود مبذولة كالمجتمع المدني، والسلطة المحلية، وشرطة العاصمة عدن يجد الأهالي واقعا بسيطا.

وأثنى مبجر على مدير إطفاء العاصمة عدن المقدم سلطان سالم مجاهد، مشيرًا إلى أنه يعمل بصمت وبعيدًا عن الأنظار، وكذا جميع منتسبي الدفاع المدني، ممن يعملون على إنقاذ الناس في مهمة إنسانية يُـشكرون عليها.

من جانبه، قال مدير أمن العاصمة عدن اللواء الركن مطهر الشعيبي "حضرنا بسعادة بالغة إعادة تأهيل مبنى الدفاع المدني في مديرية المعلا والذي من المباني القديمة وهو كان المركز الرئيس للدفاع المدني في العاصمة عدن، ويعتبر إعادة تأهيله لفتة طيبة من قِـبَـل منتدى التنمية السياسية، وكذا من قِـبَـل مدير عام مديرية المعلا الأستاذ عبدالرحيم عبدالكريم جاوي والذي يبذل جهدًا كبيرًا معنا".

وأضاف الشعيبي أنه من الأهمية بمكان إنشاء قاعة للتدريب في فرع الدفاع المدني بالمعلا بهدف تأهيل الضباط والأفراد المنتميين للدفاع المدني، مشددًا على أهمية الحفاظ على هذه المكتسبات وتلك المشروعات بحيث تبقى أكبر فترة زمنية ممكنة للاستفادة منها في إيجاد بيئة مجتمعية وعملية نموذجية.

وأكد مدير عام الشرطة في العاصمة عدن أن هذا المشروع سيستفيد منه المواطنون حتمًا، حيث سيتم تدريب بعض من أعضاء اللجان المجتمعية، وكذا منتسبي جهات العمل التي تعتمد على الإطفاء بدرجة رئيسة في مكافحة الحرائق ومواجهة الكوارث.

ودعا اللواء الركن مطهر الشعيبي إلى تنفيذ نشاطات توعوية، واصفًا إياها بأنها الأساس في جانب الدفاع المدني ومهامه التي تلامس حياة المواطنين بشكل رئيس.

من جانبٍ آخر، ثمَّـن مدير عام مصلحة الدفاع المدني في العاصمة عدن المقدم سلطان سالم مجاهد ما قام به منتدى التنمية السياسية من عمل كبير متمثلًا بإعادة تشكيل المكاتب الإدارية بشكل كامل، بالإضافة إلى تجهيز غرفة عمليات بجميع أدواتها اللازمة لإتمام عملها على أكمل وجه، وكذا طلاء المركز لجعله يبدو في أجمل حلة.

وأوضح المقدم سلطان سالم أن مركز فرع الدفاع المدني في مديرية المعلا بُـنِـيَ في عهد الاستعمار البريطاني، ومنذ ذلك الحين ولم تمسه أي إصلاحات في البنية التحتية، إلى أن حظيَ باهتمام وزير الدولة محافظ العاصمة عدن  أحمد حامد لملس، وأخيه مدير أمن العاصمة عدن اللواء الركن مطهر الشعيبي وبالتنسيق مع منتدى التنمية السياسية تم إنشاء هذا المشروع الحيوي والمهم.

وتمنَّـى مدير إطفاء العاصمة عدن بذل المزيد من العطاء لمراكز الدفاع المدني في المديريات الأخرى، لافتًا إلى أن بعض سيارات الإطفاء مصنوعة من حقبة الثمانينيات من القرن الماضي، ولكن بفضل الله تعالى ثم بفضل السواعد المخلصة من منتسبي الدفاع المدني تم الحفاظ عليها من التلف وأعيد صيانتها في المعمل الخاص بجميع المراكز والكائن في مديرية المنصورة، وبمجهودات ذاتية وبإمكانيات محدودة لتبقى تلك السيارات في الخدمة وتساهم في عمليات الإطفاء ومكافحة الكوارث.

وقال رئيس لجنة السلامة المجتمعية في العاصمة عدن سليم شوعان "في هذا اليوم ننفذ مبادرة مجتمعية وهي تجهيز وإعادة ترميم مبنى إدارة الدفاع المدني في مديرية المعلا والذي رعاه وزير الدولة محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس، وبإشراف مدير أمن العاصمة عدن اللواء مطهر الشعيبي ضمن مشروع تعزيز السلامة المجتمعية والذي تنفذه إدارة منتدى التنمية السياسية بالشراكة مع مؤسسة بيرجهوف الألمانية، ليظهر المبنى مجهزًا بصورة كاملة في إطار المشروع الذي يضم كذلك تجهيز غرفة العمليات، وللاجتماعات، وتوفير الأثاث، والأدوات المكتبية اللازمة".

من جهته أشار مدير عام مديرية المعلا الأستاذ عبدالرحيم عبدالكريم جاوي، إلى أن هذا المشروع الذي نفذته لجنة السلامة المجتمعية يُـعد ذو أهمية بالغة لخدمة المديرية والمواطنين على حدٍّ سواء، مردفًا أنه عمل رائع ويُـشاد به، ويبعث بالأمل في أن تتدخل السلطة المحلية بالمعلا خلال الأعوام القادمة لإعادة التأهيل واستكمال المشروع.

وطالب مدير عام مديرية المعلا أن يتم إنشاء سلامة مجتمعية في مديرية المعلا، مثل قرينتها الموجودة في مديرية صيرة فقط، علمًا بأنه سبق أن تم تأهيل مركز الدفاع المدني في مديرية صيرة، ومن ثم لحقه مبنى الإطفاء في مديرية المعلا.

ولفت المأمور الجاوي إلى أن هذا المشروع سيلقي بظلاله على المواطنين، مضيفًا أن المبنى عندما يكون مؤهلًا وتجهيزاته كاملة فيؤدي ذلك إلى سرعة في الاستجابة لبلاغات المواطنين فيما يخص الحرائق.

إلى ذلك أفاد مدير عام مديرية صيرة د. محمود نجيب بن جرادي، أن فكرة إعادة تأهيل مركز الدفاع المدني بدأت في مدينة كريتر، ورئيس لجنة السلامة المجتمعية وفريقه التنظيمي بدأ في صيرة، وقاموا بمساعدة المديرية في معظم المساجد والتي أدخلوا إليها نظام إطفاء أولي لإجراء المعالجات السريعة في الأماكن العشوائية والمواقع التي يصعب الوصول إليها، والمبادرة نجحت وقد لاحظ سكان كريتر هذا الأمر.

وعلاوة على ذلك أضاف المأمور ابن جرادي أن المشروع تطور، ليقوموا بتوفير أدوات السلامة من الغرق، وأنتج هذا العمل شراكة حقيقية بين السلطة المحلية بمديرية صيرة وبين لجنة السلامة المجتمعية، مشيرًا إلى إقامة دورة تدريبية في برنامج تدريبي مكثف بمجال (الدفاع المدني ومجابهة الكوارث) ضمن مشروع "تعزيز السلامة المجتمعية" في العاصمة عدن، بمشاركة 22 شاب من مناطق وأحياء سكنية مختلفة في مديرية صيرة.

ومضى مأمور صيرة متحدثًا أن هناك وعيًا تشكَّـل لدى الناس، فعندما يحدث حريق في المديرية يبادر الشباب بسرعة كبيرة لإطفائه وهو ما يتم لوجود فرق مؤهلة في الأحياء، عكس ما كان عليه في السابق، حيث تأخذ عملية الإطفاء ست أو سبع ساعات لصعوبة وصول سيارة الإطفاء بسبب وعورة الأماكن وضيقها.

وشكر د. محمود جرادي لجنة السلامة المجتمعية في المديرية، معبًرا عن سعادته لنقل ذات التجربة من مديرية صيرة إلى مديرية المعلا، مؤكدًا أن هذا هو التعاون الحقيقي للبحث عن العوامل التي تتمحور حول الجانب الإغاثي والإنساني.