> «الأيام» غرفة الأخبار:
أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" في اليمن بأن القوات الأميركية والبريطانية شنت أمس الثلاثاء قصفًا عنيفًا استهدف محافظة الحديدة.
وجاء القصف بعد تحليق مكثف للطيران فوق عدد من المحافظات التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
وقالت وسائل الإعلام الموالية لجماعة الحوثي، إن 7 غارات استهدفت مديرية حرف سفيان في عمران.
واستهدف قصف أميركي بريطاني، يوم الأحد، "معسكر جربان"، في مديرية سنحان جنوب شرقي صنعاء، حيت تستخدمه القوة الصاروخية للحوثيين ومعهم خبراء من الحرس الثوري الإيراني.
وقالت مصادر إن القصف الجوي طال منشآت تحت الأرض لتخزين الصواريخ والعتاد الثقيل، مضيفة أن هذه الغارات تأتي بعد يوم واحد من شنّ مقاتلات "تحالف الازدهار" 10 غارات جوية استهدفت العاصمة صنعاء ومحافظة عمران.
كما طال القصف "معسكر الحفا"، جنوبي صنعاء، للمرة الثانية خلال ساعات محدودة، وهو المعسكر ذاته الذي تعرض للقصف منتصف الشهر الماضي بواسطة القاذفات الشبحية الأميركية "بي 2".
ومنذ بدء حملتهم على السفن، أدى أكثر من 100 هجوم إلى مقتل 4 بحارة وإغراق سفينتين في حين لا يزال الحوثيون يحتجزون إحدى السفن مع أفراد طاقمها.
ودفعت هجمات الحوثيين بعض شركات الشحن إلى الالتفاف حول جنوب إفريقيا لتجنب عبور البحر الأحمر، وهو طريق حيوي يمرّ عبره 12 بالمئة من التجارة العالمية.
وفي تعليق على هذا التصعيد، اعتبر محللون عسكريون أن عمليات القصف الأخيرة تحمل دلالات استراتيجية تتجاوز مجرد الهجمات الجوية التقليدية. حيث أشاروا إلى أن كثافة الغارات، خصوصًا في ساعات الفجر، قد تكون بمثابة تمهيد لمعركة أكبر على الأرض، تهدف إلى إضعاف قدرات الحوثيين بشكل تدريجي تمهيدًا لاستعادة المناطق التي يسيطرون عليها.
وأكدوا أن وجود أنفاق وخنادق في مدينة الحديدة يعكس استعدادات الحوثيين لمعركة محتملة، خاصة في ظل التوجه الأميركي والغربي بتقليص نفوذ الجماعة.
وبحسب محللون، فإن العملية العسكرية الكبرى لتحرير الحديدة ستعتمد بشكل كبير على "قوات العمالقة" التي أثبتت كفاءتها في معارك سابقة ضد الحوثيين في مناطق عدة، مثل مأرب وتعز والساحل الغربي. وتشير التوقعات إلى أن هذه القوات ستأخذ دورًا مهمًا في معركة الحديدة، التي يُنظر إليها باعتبارها النقطة الاستراتيجية الحاسمة نحو استعادة صنعاء وبقية المناطق اليمنية.
وعلى الصعيد السياسي، يرى البعض أن ما يحدث في اليمن الآن ليس مجرد تصعيد عسكري، بل هو جزء من خطة أكبر لإعادة تشكيل خريطة المنطقة بما يتوافق مع مصالح الدول الكبرى. حيث يُتوقع أن تكون معركة تحرير الحديدة جزءًا من تصعيد شامل يستهدف تقويض النفوذ الإيراني في المنطقة، تمهيدًا لانتقال المنطقة إلى مرحلة جديدة من التعاون الأمني والاقتصادي بين دولها.
في هذا السياق، اعتبر محللون أن هذا التصعيد الجوي ليس إلا بداية لمرحلة جديدة عنوانها "التحرير"، والتي ستتوج بإعادة وحدة اليمن، عبر تحالفات عسكرية تستند إلى قوى محلية جنوبية، والتي سيكون لها دور بارز في تطهير المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وأهمها الحديدة.