> علاء أحمد بدر:
- جامعة عدن: تحويل مخلفات الأسماك لمنتج زراعي يحسن التربة
- دراسة بحثية تدعم التنمية الصناعية والزراعية
- المشروع يحد من التلوث الناتج عن مخلفات الأسماك
- إنشاء خط إنتاج لتحويل المخلفات إلى سماد بيولوجي
- تجارب ناجحة على النعناع باستخدام السماد العضوي
> ضمن اهتماماتها في تسليط الضوء على الطلاب المبتكرين، التقت "الأيام" بالطلاب المتخرجين من قسم الـ "ميكاترونيكس" والهندسة الصناعية في كلية الهندسة بجامعة عدن والذين قدموا مشروع تخرج لنيل درجة الـ "بكالوريوس" يتحدث حول (إنتاج الأسمدة العضوية من مخلفات الأسماك في العاصمة عدن).
ولكن أولاً كان لنا لقاء مع رئيس قسم الـ "ميكاترونيكس" والهندسة الصناعية د. فواز أحمد غالب وهو كذلك المشرف العلمي على المشروع، حيث قال "إن الهدف من مشروع إنتاج الأسمدة العضوية من مخلفات الأسماك هو إنشاء مصنع مصغر لإنتاج الأسمدة العضوية من مخلفات الأسماك، وهذا المشروع يهدف إلى تسخير الإمكانيات المتاحة من موارد البحر لتحويل مخلفات الأسماك إلى منتج زراعي مستدام يسهم في تحسين جودة التربة وزيادة إنتاجية المحاصيل بطريقة صديقة للبيئة، والمشروع خطوة نحو حل بيئي فعّال، وفرصة لدعم الاقتصاد المحلي وتحقيق عوائد مفيدة للمجتمع وتوفير فرص عمل جديدة وسوف يساهم في النهوض بعجلة التنمية والتطور الصناعي والزراعي في المجتمع"، مضيفًا أن الغاية الأخرى من هذه الدراسة هو تعزيز إدارة نفايات الأسماك من خلال استراتيجيات فعالة تهدف إلى الحد من التلوث البيئي وتعزيز الصحة العامة.
وأكد د. فواز، أن المشروع أنشأ خط إنتاج صغير النطاق يتضمن خطوات واضحة لمعالجة النفايات وتحويلها إلى سماد تتضمن عملية الإنتاج جمع نفايات الأسماك وتحويلها إلى سماد غني بالمغذيات يساهم في تحسين جودة التربة وزيادة إنتاجية المحاصيل، لافتًا إلى أن هذا النهج يعد وسيلة فعالة لتحويل النفايات إلى مورد زراعي قيم.
![](https://www.alayyam.info/uploads/content/2411/A0TWV2WZ-F7HX5M-73A4/طلاب.webp)
وأوضح رئيس قسم الهندسة الصناعية أن هذا المشروع يرمي إلى زيادة الوعي بأهمية الحد من التلوث الناجم عن نفايات الأسماك، وتحقيق نتائج إيجابية من شأنها تعزيز التنمية الزراعية المستدامة في المنطقة بطريقة صديقة للبيئة، مضيفًا أن المشروع ليس خطوة نحو حل بيئي فعال فقط، بل فرصة لدعم الاقتصاد المحلي وتحقيق عوائد مفيدة للمجتمع وتوفير فرص عمل جديدة.
وكانت أولى لقاءتنا مع الطالبة أمون مجدي محمد مقبل والتي تحدثت قائلًة "يتزايد استهلاك الأسماك في جميع أنحاء العالم بما في ذلك اليمن، وفي الوقت نفسه يتم توليد كميات كبيرة من نفايات الأسماك ولا يُـستفاد منها بكفاءة ويمكن أن يكون للتخلص من نفايات الأسماك تأثيرات سلبية كبيرة على البيئات المحلية، وغالبًا ما يتم التخلص من النفايات غير المستخدمة في مكبات القمامة أو حرقها أو إلقائها في البحر، لذلك هناك حاجة مُـلحة لإيجاد وسائل مقبولة بيئيًا لإعادة استخدام نفايات الأسماك، وتوجد طرق للاستفادة من ذلك بغية إنتاج سلع ذات قيمة مضافة مختلفة"، مضيفًة أن الموضوع الرئيس لهذا العمل هو تحضير السماد العضوي من نفايات الأسماك ودراسة فعالية سماد مخلفاتها على نمو وإنتاجية شتلات النعناع النباتية، وفي هذا المشروع تم إنشاء خط إنتاج صغير الحجم يتضمن خطوات واضحة لمعالجة النفايات وتحويلها إلى سماد تتضمن عملية الإنتاج جمع مخلفات الأسماك ثم طحنها لتسهيل التحلل البيولوجي، وتؤدي هذه العملية إلى سماد غني بالمغذيات يساهم في تحسين جودة التربة وزيادة إنتاجية المحاصيل.
وأكدت أمون أنه تم اختبار هذا السماد على شتلات النعناع ومقارنته باستخدام الأسمدة الكيميائية الأخرى، مضيفًة أن الدراسة توصلت إلى أن الشتلات التي تم تغذيتها بسماد مخلفات الأسماك أظهرت نموًا مستدامًا على المدى الطويل، يوفر هذا السماد العضوي عناصر غذائية بطيئة الإطلاق مما يضمن تغذية مستمرة ومتوازنة لفترات طويلة، وهذا النهج هو وسيلة فعالة لتحويل النفايات إلى مورد زراعي قيم.
من جهتها أفادت إحدى طالبات المشروع ريام فهمي إلياس يعقوب خان، أن هذا المشروع من المؤمل أن يرفع مستوى الوعي بأهمية الحد من التلوث الناجم عن نفايات الأسماك وتحقيق نتائج إيجابية من شأنها تعزيز التنمية الزراعية المستدامة في المنطقة ودعم البيئة المحلية، مشيرًة إلى أنه في العديد من البلدان بما في ذلك اليمن تشكل نفايات الأسماك تحديًا بيئيًا كبيرًا، وفي حين يمكن الاستفادة من هذه النفايات في مجالات مختلفة، فإن سوء الإدارة يمكن أن يؤدي إلى مشكلات خطيرة تتسبب في تلوث المياه وزيادة الغازات الضارة، مما يؤثر سلبًا على جودة الهواء والماء، كما ينتج تحلل نفايات الأسماك غازات مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وكبريتيد الهيدروجين، والتي تساهم في تلوث الهواء وتشكل مخاطر على الصحة العامة، بالإضافة إلى ذلك تؤدي هذه النفايات إلى تدهور جودة المياه مما يؤثر على الحياة البحرية ويؤدي إلى انتشار الأمراض، معتبرًة أن إدارة النفايات ومعالجتها الفعالة تعتبر أمرًا ضروريًا لتحسين جودة الهواء والماء، ويمكن أن تساعد تقنيات مثل التحلل الـ "بيولوجي" وإعادة التدوير في التخفيف من الآثار السلبية.
![](https://www.alayyam.info/uploads/content/2411/A0TWV2WZ-F7HX5M-73A4/طلاب23322.webp)
ولفتت ريام إلى أن هذه الدراسة ستعزز إدارة نفايات الأسماك من خلال استراتيجيات فعالة تهدف إلى الحد من تلوث الهواء والماء وتعزيز الصحة العامة.
وفي ذات السياق، قالت الطالبة آثار عبدالله فضل علي "إن هذه الدراسة تسلط الضوء على إنتاج الأسمدة العضوية من مخلفات الأسماك في العاصمة عدن من خلال تحديد حجم وقيمة مخلفات الأسماك المتولدة في عدن، والـ "تكنولوجيا" الحالية المستخدمة في معالجة واستغلال مخلفات الأسماك، وكذا إنشاء خط إنتاج الأسمدة العضوية من مخلفات الأسماك في عدن، وتقييم فعالية الأسمدة العضوية بعد إنتاجها من مخلفات الأسماك على المحاصيل الزراعية".
![](https://www.alayyam.info/uploads/content/2411/A0TWV2WZ-F7HX5M-73A4/طلاب222.webp)
وحول أهمية المشروع بيَّـنت آثار أن إعادة تدوير مخلفات الأسماك يوفر حلاً مستدامًا من خلال إنتاج سماد عضوي كامل يلبي الاحتياجات الغذائية للنباتات بأقل قدر من الموارد، مردفًة أن هذه العملية لا تقلل من التكاليف المرتبطة بالتخلص من مخلفات الأسماك فقط ولكنها تساعد في الحفاظ على البيئة من خلال منع التلوث والاستفادة من الأسماك الميتة أيضًا، بالإضافة إلى ذلك فإن إنتاج الأسمدة العضوية يصنع منتجًا قابلًا للتصدير مما يساهم في الاقتصاد المحلي من خلال إدخال العملة الأجنبية إلى خزينة البلاد.
وفسَّـر الطالب رياض حسن عبدالكريم الشيخ مشروع إنتاج الأسمدة العضوية قائلاً "إن تحويل مخلفات الأسماك إلى سماد يعالج بشكل فعال تحديات التخلص منها مع إنتاج سلعة قيمة كما أنه يساعد في تقليل الاعتماد على الأسمدة المستوردة أيضًا، وإنتاج الأسمدة العضوية من مخلفات الأسماك هو طريق جديد لتوليد فرص العمل في العاصمة عدن".
![](https://www.alayyam.info/uploads/content/2411/A0TWV2WZ-F7HX5M-73A4/زرعة1.webp)
وتابع رياض كلامه.. تم التحقق من قضية مخلفات الأسماك من خلال زيارة ميدانية إلى السواحل والأسواق المحلية بهدف جمع المعلومات والملاحظات المباشرة، وبدأت الزيارة بتفتيش السواحل مع التركيز على المناطق التي يتجمع فيها الصيادون ويتم تنظيف الأسماك، ولوحظ تراكم النفايات العضوية مثل رؤوس الأحياء البحرية وأحشائها في بعض المناطق القريبة من أماكن الصيد مما يؤدي إلى انتشار روائح كريهة وجذب للحشرات، والذي بدوره يؤثر سلبًا على البيئة البحرية والصحة العامة، مضيفًا أنه ومن خلال مسح الأسواق التي تباع فيها الأسماك ومعرفة كيفية التعامل اليومي مع مخلفات الأسماك أشار بعض البائعين إلى صعوبة التخلص من النفايات حيث يتم رميها أحيانًا في حاويات غير مناسبة مما يؤدي إلى تلوث البيئة وانتشار الروائح الكريهة في منطقة السوق، وبالإضافة إلى ذلك فإن الافتقار إلى الوعي بأساليب إعادة التدوير يؤدي إلى تفاقم المشكلة وهو ما يُـشكل تهديدًا للصحة العامة ويؤثر على المشهد البيئي في كل من الأسواق والمناطق الساحلية.
![](https://www.alayyam.info/uploads/content/2411/A0TWV2WZ-F7HX5M-73A4/زرعة2.webp)
وأردف رياض الشيخ قائلًا "إنه وبناءً على تلك الملاحظات أصبح من الواضح أن هناك حاجة مُـلحة لإيجاد حلول فعالة لإدارة نفايات الأسماك، مثل تحويلها إلى سماد عضوي باستخدام تقنيات التجفيف والطحن مما قد يساعد في الحد من التلوث وتعزيز الاستدامة البيئية، متابعًا أن طريقة التجفيف والطحن تُـعد من التقنيات المُـثلى لإنتاج الأسمدة الصلبة من مخلفات الأسماك، حيث توفر حلاً سريعًا وفعالاً للحصول على سماد عضوي سهل الاستخدام وقليل الرائحة.
وأوضح رياض حسن أنه وكجزء من التطبيق العملي قام طلاب الدراسة بإنشاء مشروع صغير لهذه العملية لاختبار كفاءتها وجدواها الاقتصادية، حيث أُنشِـئ خط إنتاج صغير الحجم يتضمن خطوات واضحة لمعالجة المخلفات وتحويلها إلى سماد تتضمن عملية الإنتاج جمع مخلفات الأسماك ثم طحنها لتسهيل التحلل البيولوجي وتؤدي هذه العملية إلى سماد غني بالمغذيات يساهم في تحسين جودة التربة وزيادة إنتاجية المحاصيل، وأُجري اختبار هذا السماد على شتلات النعناع ومقارنته بأسمدة كيميائية أخرى، واتضح من هذه الدراسة أن الشتلات التي تتغذى على سماد نفايات الأسماك أظهرت نموًا مستدامًا على المدى الطويل.
![](https://www.alayyam.info/uploads/content/2411/A0TWV2WZ-F7HX5M-73A4/زرعة3.webp)
وعلاوة على ذلك تحدث الطالب عبدالرحمن عبدالله صالح المفلحي حول الأسمدة المحضرة من نفايات الأسماك قائلاً "إنها مفيدة لزيادة محتوى المغذيات في التربة، وكبح بعض أمراض النبات، وتقليل الطفيليات والقضاء على بذور الأعشاب الضارة، يمكن تطبيق سماد نفايات الأسماك في المزارع والحدائق وإنتاج الخضروات والمحاصيل الحقلية والأشجار والمناظر الطبيعية كمحسن للتربة ومكمل للأسمدة لزيادة المادة العضوية والمغذيات في التربة، وتعزيز قدرة الاحتفاظ بالرطوبة، ثم تحسين الإنتاج والجودة".
![](https://www.alayyam.info/uploads/content/2411/A0TWV2WZ-F7HX5M-73A4/طلاب22034542102.webp)
وأكد عبدالرحمن المفلحي أن العمل البحثي الذي وضعوه كمشروع تخرج من الكلية نال توصيات للعمل المستقبلي وتضمن ما يلي: دعم تنفيذ المشروع من خلال توفير الدعم اللازم لإنشاء أول مصنع لإنتاج الأسمدة من مخلفات الأسماك في عدن، والذي سيساهم في تحقيق فوائد بيئية واقتصادية. طريق جديد في توليد فرص العمل في اليمن ويجب إجراء البحوث حول التقنيات الفعالة لإدارة الروائح الناتجة عن مخلفات الأسماك لضمان بيئة عمل نظيفة وصحية ويجب بذل الجهود لتحسين التصميم الحالي للمصنع مع مواكبة الاتجاهات المستقبلية لضمان الكفاءة التشغيلية والاستدامة و تطوير خط الإنتاج عبر مراحل إضافية مثل الفرز والتعبئة والتغليف، لجعل النظام أكثر تقدمًا وكفاءة و تحسين وتبسيط وتنظيم "كود" برمجة المشروع باستخدام وظائف محددة لكل مكون مما يسهل فهمه وصيانته، وبالتالي تعزيز الفعالية الإجمالية لعمل البرمجة.
![](https://www.alayyam.info/uploads/content/2411/A0TWV2WZ-F7HX5M-73A4/طلاب220471502.webp)