> لندن «الأيام» وكالات:

قاد محمد صلاح ليفربول لتحقيق انتصار ثمين ومستحق على ضيفه مانشستر سيتي ليبتعد عنه بفارق 11 نقطة، وواصل تشيلسي عروضه القوية وتقدم إلى المركز الثالث مؤقتاً بعدما عمَّق جراح ضيفه أستون فيلا، وفرَّط نيوكاسل في ثلاث نقاط ثمينة كانت في متناوله بالتعادل أمام كريستال بالاس، ونستعرض هنا 10 نقاط بارزة في الجولة الـ13 من الدوري الإنجليزي:

ما يقدمه ليفربول في أواخر عام 2024 يذكرنا بما قدمه في أواخر عام 2019 الذي انتهى بفوز النادي بأول لقب للدوري الإنجليزي الممتاز منذ 30 عاماً، في ذلك الوقت فاز ليفربول بقيادة المدير الفني الألماني يورغن كلوب على مانشستر سيتي بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد وتصدر جدول الترتيب بفارق ثماني نقاط عن صاحب المركز الثاني، وتسع نقاط عن مانشستر سيتي، وفي عام 2024، يغرّد ليفربول منفرداً في الصدارة بفارق تسع نقاط عن صاحب المركز الثاني و11 نقطة عن مانشستر سيتي، وحتى لو كان الفريق الحالي لليفربول يلعب بشكل أكثر تحفظاً تحت قيادة أرني سلوت، فإن «الضربة القاضية» التي وجهها لمانشستر سيتي، الأحد الماضي، جاءت بعد اللعب بضغط عالٍ بطول الملعب وبشراسة هجومية هائلة أقرب كثيراً إلى ما كان يقدمه الفريق تحت قيادة كلوب ، وبينما يستمتع سلوت بموسمه الأول في الدوري الإنجليزي الممتاز.

وتعرَّض غوارديولا لهتافات من جماهير ليفربول تقول: «سوف يُقال من منصبه في الصباح»، وهي الاستفزازات التي تعرَّض لها تقريباً كل من يلعب أو يعمل في كرة القدم الإنجليزية، فحتى السير أليكس فيرغسون تعرَّض لمثل هذه الهتافات في أكتوبر 2005، عندما سحق ميدلسبره فريقه مانشستر يونايتد بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، وهي الهزيمة التي أشعلت شرارة رحيل روي كين، ونجح فيرغسون في الخروج من هذا المأزق سريعاً بتحقيق فوز صعب على تشيلسي بقيادة جوزيه مورينيو بهدف دون رد. كان غوارديولا يأمل في حدوث شيء مماثل على ملعب أنفيلد، لكن فريقه المنهك بدا عاجزاً عن العودة في النتيجة وبلا أي أنياب هجومية، بل وواصل ارتكاب الأخطاء الدفاعية القاتلة نفسها التي عانى منها في الأسابيع الأخيرة. فهل يحتاج مانشستر سيتي إلى التضحية ببعض اللاعبين على غرار ما حدث مع مانشستر يونايتد عندما تخلى عن نجمه روي كين؟ ربما يكون الضحية هو كيفن دي بروين، الذي خفت بريقه كثيراً هذا الموسم.

وقد أصبحت الأمور أسهل كثيراً في تشيلسي بعدما استعاد لاعب خط الوسط الأرجنتيني إنزو فرنانديز، الذي كلف خزينة النادي 106.7 مليون جنيه إسترليني، مستواه المعروف أخيراً. من الإنصاف أن نقول إن فرنانديز حصل على وقت طويل من أجل التكيف مع تشيلسي، الذي انضم إليه في يناير (كانون الثاني) 2023، بعد شهر من مساعدة منتخب بلاده على الفوز بكأس العالم، وواجه صعوبات كبيرة في البداية للوصول إلى مستوى التوقعات. لقد أثارت سلسلة من العروض المخيبة للآمال الشكوك حول قدرة فرنانديز على التكيف مع كرة القدم الإنجليزية. وتزايدت الشكوك أكثر عندما خضع لعملية جراحية في نهاية الموسم الماضي، في الوقت الذي تحسَّن فيه أداء تشيلسي أثناء فترة غيابه. جلس النجم الأرجنتيني على مقاعد البدلاء لفترة من الوقت خلال الموسم الحالي، لكنه نجح في العودة لمستواه السابق واستعاد مكانه في التشكيلة الأساسية وسجَّل هدفاً في مرمى أستون فيلا، وهو الهدف الثاني له على التوالي. إنه يستمع بتعليمات المدير الفني للبلوز، إنزو ماريسكا، بالتقدم كثيراً للأمام، كما قدم أيضاً الكثير من التمريرات الحاسمة المهمة.

وفي خلال المباراة التي خسرها أمام مانشستر يونايتد برباعية نظيفة، لعب إيفرتون بشكل غريب للغاية ومختلف تماماً عن الطريقة المعتادة التي يلعب بها تحت قيادة شون دايك، حيث سمح للفريق المنافس باختراق دفاعاته بسهولة كبيرة، وخير مثال على ذلك الهجمة المرتدة السريعة التي أحرز منها جوشوا زيركزي الهدف الثاني لمانشستر يونايتد بعد خطأ قاتل من جيمس تاركوفسكي. وقال دايك عن ذلك: «لقد كان من الصعب حقاً بالنسبة لي أن أتحمل ذلك؛ لأننا في ذلك الوقت كنا نهاجم من أجل إدراك التعادل، ثم تعرَّضنا لهجمة مرتدة سريعة. لقد فوجئت تماماً عندما تأخرنا في النتيجة بهدف دون رد بهذه الطريقة، ثم ارتكبنا هذا الخطأ الساذج. أعتقد أننا كنا الأفضل في معظم النواحي خلال أول 30 دقيقة. التحدي الذي يواجهنا حالياً هو إهدار الفرص السهلة وإنهاء الهجمات أمام المرمى، وهو ما يُعد أصعب شيء يمكن تغييره».

وسجَّل سون هيونغ مين ثلاثة أهداف في الدوري حتى الآن هذا الموسم، كما صنع أربعة أهداف أخرى ، لا يوجد سبب للذعر، لكن هدفين من هذه الأهداف جاءا ضد إيفرتون، وهدفاً في مرمى وست هام، في مباراتين حقق فيهما توتنهام الفوز بشكل مريح. ومن الواضح للجميع أن سون لم يعد حاسماً كما كان في المواسم السابقة. يبلغ النجم الكوري الجنوبي من العمر 32 عاماً، وهناك شعور بأن مستواه بدأ يتراجع، حتى وإن كان يرى البعض أنه لا يزال قادراً على تقديم الكثير.

إذا كانت الثلاثية التي سجلها جاستن كلويفرت من ثلاث ركلات جزاء قد كتبت رقماً قياسياً باسم بورنموث، فإن الدور الذي لعبه إيفانيلسون من خلال حصوله على الأخطاء في ركلات الجزاء الثلاث قد كتب التاريخ أيضاً، حيث أصبح أول لاعب يحصل على ثلاث ركلات جزاء في مباراة واحدة في الدوري الإنجليزي الممتاز.

حوَّل برينتفورد ملعبه حصناً منيعاً أمام المنافسين هذا الموسم، حيث نجح في التغلب على منافسيه بسهولة مذهلة تحت قيادة المدير الفني توماس فرانك، الذي نجح في دمج لاعب موهوب مثل كيفن شادي في صفوف الفريق، وتدوير لاعبي الهجوم، ليرد بقوة على كل المشككين الذين كانوا يقولون إن الفريق كان يعتمد بشكل كبير على مهاجمه السابق إيفان توني، ومن دون المهاجم الإنجليزي الدولي، سجل برينتفورد الآن ثلاثة أهداف أو أكثر في أربع مباريات متتالية على ملعبه في الدوري لأول مرة منذ عام 1984، ويحتل صدارة جدول الدوري إذا احتسبنا عدد النقاط التي حصل عليها كل فريق على ملعبه فقط.

وعلى الرغم من أن الهزائم أمام ليفربول ومانشستر سيتي وتوتنهام تسلط الضوء على الفجوة مع الفرق الكبرى، لكن برينتفورد، الذي يحتل المركز الثامن الآن، قد يبدأ في تقليص هذه الفجوة في النصف الثاني من الموسم.

بعد سياسة عشوائية فيما يتعلق بالتعاقدات الجديدة في نوتنغهام فورست، يُعد جوتا سيلفا دليلاً على وجود خطة واضحة وجادة للطريقة التي يدير بها النادي ملف التعاقدات الآن. لقد وصل الجناح البرتغالي من فيتوريا دي غيماريش هذا الصيف مقابل 6.5 ملايين جنيه إسترليني وأظهر لمحات على أنه يمتلك موهبة كبيرة تستحق سعراً أعلى من ذلك. لقد منحه المدير الفني لنوتنغهام فورست، نونو إسبيريتو سانتو، بدايته الأولى في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعد 11 مباراة بديلاً، أمام إيبسويتش تاون. ومنذ الدقيقة الأولى، أظهر سيلفا أنه يمتلك سرعة فائقة وطاقة مذهلة، وخلق الكثير من المشكلات للفريق الزائر، وحصل على ركلة الجزاء التي منحت فريقه هدف الفوز، حتى لو حدث ذلك بطريقة تنطوي على تمثيل مسرحي.