اعتقال عنيف وصريح للمدينة وأهلها وتحطيم كل شيء فتوقف العمل السياسي والاجتماعي والثقافي والمدني والخدماتي والحضاري.

ومدينة منكوبة يطوقها أناس نكرة غير معروفين بلا هوى ولا هوية ولا محبة ولا عشق ولا ولاء لهذه المدينة المسلمة المسالمة سليمة العشرة والمحبة التي لم تؤذِ أحدًا مطلقًا.

اختفت الحياة البسيطة حتى في أدنى مقوماتها فكل شيء يسير للهلاك بقوة وافتخار من قبل كل الأطراف المسيطرة على عدن ومن دون مراجعة ولا تفكر ولا مشاهدة لكل الذي يحدث للناس من فناء.

مدينة تهيم يوميًا بالرحيل ومغادرة الأرض التي كانت يومًا تسلب أنظار واهتمام وعجائب كل الدنيا بجمالها ومدنيتها وموقعها وثرائها وتقدمها ومؤسساتها وتفردها في كل شيء.

تتبعثر الكلمات وتئن السطور وأنت تحكي اليوم حكاية مدينة معتقلة تعيش تحت هجوم عنيف للتكسير والتحطيم والتدمير والتهميش والإلغاء والترحيل فصار الناس غرباء بلا رعاة ولا حكام ولا دولة.

وأناس تم اختطاف رواتبهم وخدماتهم وحياتهم وسكينتهم ولقمة معيشتهم بشكل مخيف وشاذ لا يعرف دين ولا أخلاق ولا ضمير ولا مشاعر..

أشتاق الناس إلى عصور الانحطاط ففيها بعض من الأثر والإيثار والاستئناس والمشاعر والبطولات التي لم تؤذِ يومًا أي مجتمع مدني تواق للتعايش والسلام..

عاشر بمعروفِ فإنك راحل

واترك قلوب الناس نحوك صافية

واذكر من الإحسان كل صغيرة

فالله لا تخفى عليه خافية

لا منصب يبقى ولا رتب هنا

أحسن فذكرك بالمحاسن كافية

واكتب بخطك إن أردت عبارة

لا شيء في الدنيا يساوي العافية