أوقدوا الشموع في المدينة والشوارع والأحياء والجولات..

واشعلوا الحطب في بيوتكم..

لقد هلت الأعياد وهرولت الجموع تحتفل منكوسة الأماني بلا فرح ولا مزهريات عطرة ولا أفق للعيد..

اذهبوا للبحار والشواطئ مرورًا بخليج الفيل ومعكم جهاز تسجيل قديم لأغنيات زمن مضى يعيد عليكم بعض الأثر وليالي السمر والسلى ثم افترشوا الرمل وتسامروا وانشروا بينكم المحبة..

تأكدوا قبل أن تحتفوا بابتهالات العيد إن بطائقكم الشخصية الإلكترونية في جيوبكم حتى يتم التعرف عليكم بأنكم أهل هذه الأرض الممنوعة من الأنوار..

للتو سيتم التعرف عليكم وستلقي عليكم قمة جبل شمسان تحياتها وستنساب إلى أقدامكم مياه صيرة والصيادين في قواربهم ذاهبون بشرف يبحثون عن معيشة أطفالهم وستلتف حولكم معلنة بداية مواسم الفرح..

احذروا في ممشاكم المطبات والجيوش الساهرة التي افترشت المدن والطرقات والأحياء العتيقة تحرسكم من الحاقدين كي لا يعيقون عليكم أعيادكم الربيعية.

هو شتاء وقد يلسع بطونكم الجوع فتيمموا صعيدًا طيبًا وارفعوا الدعاء وأقيموا الصلوات واذكروا وتذكروا أن هذه المظاهر الجديدة هي فخر الثورات ومواسم الربيع التي بذلوا فيها من أجلكم سنوات تسع كي تعيشون هذه الرخاء الربيعي..

في الضاحية الأخرى ستشاهدون المولات والفنادق ومراكز الصرافة ومطاعم المندي ومحلات الحلويات والسكاكر ساطعة بمحطات الطاقة الثورية تحتفي بأفراح العيد..

وستذهلكم تلك الجموع الزائرة تطل مع عائلاتها من أفخم السيارات وستشاهدون من نوافذها الأرانب والكلاب الصغيرة والببغاء تحتفي بموائد اللحم والعنب والزيتون

ستلسع قلوبكم الحسرة أن أطلتوا النظر إلى تلك المشاهد واحتفالات النخب الوطنية..

دعوها جانبا..

ثم انظروا إلى السماء ستشاهدون النجوم والقمر تعانق الكون في لوحات إبداعية جميلة تتدلى من بينها إبداعات الخالق سبحانه...

تماسكوا بأيديكم واعملوا دائرة ثم انشدوا أهازيج عامكم الجديد..

(عبود هو عبود ماشي انقلب في عبود)

ثم ابتسموا وارجعوا لدياركم واشحنوا جوالاتكم بمآ تبقى من مشاريع الإعمار والحرية والاستقلال..

ثم قفوا فوق شرفات منازلكم واستقبلوا رسائلي ستصلكم على الأثير مكتوب فيها: عام سعيد وأيامكم كلها صحة وعافية يا رب وكل عام وأنتم بخير.