> عدن / ردفان «الأيام» خاص:

تمكنت قوات "درع الوطن" من إحباط محاولة تهريب عتاد عسكري تابع لأحد ألويتها، قام بها قائد مقال في مسرح عملياتها غرب محافظة لحج، في خطوة تعكس يقظتها وحرصها على ضبط الأمن العسكري ضمن نطاق مسؤولياتها.

ووفقًا لمصادر مطلعة، حاول العقيد "أبو أسامة الردفاني"، قائد اللواء الرابع "درع الوطن"، تهريب معدات وأسلحة تابعة للواء عبر التحايل على الجنود وإيهامهم أنهم بصدد تنفيذ مهمة عسكرية. إلا أن استخبارات "درع الوطن" تمكنت من رصد التحرك غير القانوني ورفعت بلاغًا مباشرًا إلى القيادة، التي أصدرت بدورها أوامر فورية لاعتراض القوة الهاربة.

وعلمت "الأيام" أن دوافع الواقعة تعود إلى أواخر أغسطس من العام الماضي عندما كان اللواء الذي يقوده أبو أسامة الرفادني مرابطًا في منطقة الملاح بردفان، حيث شهد معسكر اللواء حينها اشتباكات بين جنود وحراسات لجنة صرف المرتبات سقط خلالها قتلى وجرحى.

وفي تفاصيل واقعة الاشتباكات التي اندلعت يوم 30 أغسطس 2024 فإن قيادة قوات درع الوطن قامت سابقًا باتخاذ إجراءات قانونية ضد أفراد تابعين للواء قاموا بمخالفات توجب على إثرها توقيف مرتباتهم وفقًا للإجراءات المتخذة في هذا الجانب. لكن الأفراد المخالفين تقطعوا للجنة المالية التي كانت قدمت إلى معسكر الملاح لصرف المرتبات واشتبكوا مع قوة عزز بها لاحقًا ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، ليتم لاحقًا نقل اللواء من ردفان إلى رأس العارة، غير أسباب المواجهات ونتائجها ظلت قائمة دون حسم نهائي.

وأشارت المصادر إلى أن وحدات من اللواء الرابع "درع الوطن"، وبالتحديد الفرقة الأولى، نجحت في ملاحقة المجموعة بقيادة الردفاني واستعادة العتاد العسكري قرب منطقة رأس عمران، عند المدخل الغربي لمدينة عدن. وقد أسفرت العملية عن وقوع إصابات في صفوف المجموعة الهاربة، كما تم القبض على القائد المقال وإيداعه الحجز لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه.

مصدر مسؤول في "درع الوطن" أكد أن ما قام به "أسامة عبد الكريم محسن"، قائد اللواء الرابع في الفرقة الثانية، يُعد انتهاكًا صارخًا للأنظمة العسكرية المعمول بها، حيث قام بتحريك مجموعة أطقم وآليات عسكرية دون أي تصريح رسمي من قيادة العمليات.

وأوضح المصدر أن القوات اعترضت مسيرته وأجبرته على العودة إلى مقر اللواء، مشددًا على أن "درع الوطن" ملتزمة بفرض الانضباط العسكري وضبط أي مخالفات من شأنها الإخلال بالنظام العام.

وتعد "قوات درع الوطن" وحدة عسكرية تم إنشاؤها عقب تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، ووفقًا للقرار الرئاسي، فهي قوة احتياطية تتبع مباشرة لرئيس مجلس القيادة، وتهدف هذه القوات إلى تعزيز الاستقرار الأمني، والتصدي لأي تهديدات عسكرية في نطاق عملياتها، إضافة إلى لعب دور أساسي في ضبط الأمن الداخلي.

وتنتشر قوات "درع الوطن" في عدة مناطق حيوية، بما في ذلك محافظات لحج، عدن، وأبين، حيث تشرف على العمليات العسكرية والتنسيق الأمني في هذه المناطق، وتلقى هذه القوات دعمًا مباشرًا من الحكومة اليمنية والتحالف العربي، ما يمنحها قدرة لوجستية متقدمة في تنفيذ مهامها.

يأتي إنشاء قوات "درع الوطن" في سياق الحاجة إلى قوة عسكرية منظمة قادرة على التصدي للتحديات الأمنية والعسكرية في ظل الأوضاع المضطربة التي تشهدها اليمن، كما أن الهدف من تأسيسها هو تعزيز قدرة الدولة على فرض السيطرة، ومنع التهديدات الناجمة عن الجماعات المسلحة والانقسامات داخل التشكيلات العسكرية القائمة.

وتعكس العملية الأخيرة التي نفذتها "درع الوطن" مدى التزامها بالحفاظ على النظام والانضباط العسكري، ومنع أي محاولات للخروج عن الأوامر والتوجيهات الصادرة من القيادة. وتظل هذه القوات عنصرًا حاسمًا في المشهد العسكري الجنوبي، مع سعيها المستمر لتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن بشكل عام.