> كتب/ علوي بن سميط:

​لِلأطفال والصغار في مدينة شبام أسلوب وتقليد معين لتحية الشهر الفضيل، حيث يجتمع في الأيام الثلاثة الأولى من رمضان الصغار في كل "حافة" أو "مطراق" (مجموعة شوارع خاصة)، والفتيات يجلسن على دكة مبنية من الطين، مربعة الشكل تقريبًا 3×3 متر، وبارتفاع 35 سم، ويتصدرها مقعد من الطين أيضًا تجلس عليه الأكبر سنًا، وأمامها يجلس الأطفال صفوفًا.

فتنشد عليهم:
"كيف طاري.. كيف طاري.. كيف طاري.."
فيردد بعدها الصبية والبنات، ثم تنتقل إلى سرد قصة واقعية بلحن آخر. وهذه القصة تتحدث عن اختلاف ثم وفاق أسري، ذات فائدة اجتماعية.

عقب ذلك، تنتقل إلى ذكر الأسماء للجلوس أمامها، كل اسم على حدة، فتقول مثلًا:
"يا مريم عبودة أبوك قدامك راكب
على المهرة راعي رسول الله"
أي اسم الطفلة وأبوها (عبدالله) الذي تحول بذكر "عبودة"!

وللأطفال، تذكر إذا كان اسم الشخص الموجود "علي" وأبوه "سالم"، فتنشده:
"يا علي بن سالم أبوك قدامك راكب
على المهرة راعي رسول الله"
وهكذا إلى أن تنتهي من ذكر جميع الحضور، ثم توزع عليهم حلويات ونعنع وسكاكر والمكسرات (كوشانِ وحنظل)، ثم ينفض الجمع بعد أن استمر ثلاثة أيام متتالية من وقت العصر.

ويطلق على ذلك "الكيفطاري"، وهي كلمتان في كلمة واحدة، وباللهجة الحضرمية يتم دمج هاتين الكلمتين ("كيه فطاري")، أي ما هو "إفطاري". ومازالت هذه العادة مستمرة حتى اليوم.

كما تجتمع البنات الصغار في الشوارع أو الساحات، خاصة في ساحة الجامع، ويرددن:
"يا مغرب إذن، يا مغرب إذن
شف أمي صيمه، شف أمي صيمه
بغت لقيمه، بغت لقيمه
من البريمة... من البريمة"

(والبريمة) هي تصغير للبرمة.