> «الأيام» غرفة الأخبار:

​اعتبرت جريدة العرب اللندنية التصعيد الأخير لحلف قبائل حضرموت بأنه تحول من حراك جمعي للحضارم على النفوذ والثروة في حضرموت إلى صراع للتفرد والاستحواذ على قرار الحلف ذاته.

وألمحت الصحفية، في تقرير نشرته أمس، إلى صراع خفي بين الحلف والانتقالي الجنوبي، مشيرة إلى أن الأخير يقف وراء اجتماع قبلي عقد أخيرًا لسحب الثقة من رئيس الحلف عمر بن حبريش الذي يحظى بدعم وإسناد سعودي، وفقا للعرب.

وقال الصحيفة اللندنية، "إن الصراع الشديد للسيطرة على محافظة حضرموت وثرواتها الطبيعية الكبيرة بمشاركة حلف القبائل المحلية تحول إلى صراع على الحلف نفسه بعد أن أصبح طرفا ذا وزن على الساحة السياسية والاقتصادية وحتى الأمنية في المحافظة".

وأضافت، "في خضّم التوتّر الذي نشب مؤخّرا بين حلف قبائل حضرموت الذي بدأ برفع شعار الحكم الذاتي في المحافظة والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يرى فيها جزءا لا تنازل عنه من دولة الجنوب المستقّلة التي يعمل على تأسيسها، وبالتوازي مع تعاظم اهتمام السعودية بالحلف واستقبالها قيادته في الرياض للتشاور معه بشأن التطورات الحادثة، بادرت مجموعة من شيوخ القبائل وقياداتها بعقد اجتماع مفاجئ في منطقة العيون أعلنت خلاله سحب الثقة من قيادة عمرو بن حبريش لحلف القبائل والدعوة لتشكيل قيادة جديدة".

وبحسب العرب، "أصدر المجتمعون بيانا ختاميا تضمن اتهامات لابن حبريش بتجاوز النظام التأسيسي للحلف والتفرد بالقرارات والابتعاد عن مبادئه المتفق عليها، وسارعت جهات مقرّبة من حلف قبائل حضرموت إلى التقليل من شأن الاجتماع ومخرجاته، متهمة المجلس الانتقالي الجنوبي بالوقوف وراءه في إطار ما سماه صبري بن مخاشن المقرب من ابن حبريش مؤامرة يحوكها المجلس ضد الحلف وقيادته".

وكان لافتا توقيت الاجتماع الذي جاء غداة سفر بن حبريش إلى السعودية، حيث كان له لقاء مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، وقال رئيس حلف قبائل حضرموت في بيان نشره عبر منصة إكس إنّه تناول استحقاقات حضرموت السياسية والأمنية والخدمية، مشيرا إلى وجود توجهات سعودية جادة لدعم تطلعات المحافظة.

وشرّع لأنصار حلف القبائل اتهامَ الانتقالي الجنوبي، ما شهدته الأيام الماضية من توترات بين الطرفين خرجت إلى العلن بشكل غير مسبوق أثناء الزيارة التي قام عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إلى محافظة حضرموت ووجه خلالها انتقادات لاذعة لمؤتمر حضرموت الجامع الذي يرأسه إلى جانب حلف القبائل عمرو بن حبريش واتهمه بعدم الاستجابة للحوار.

وتعرض الزبيدي إلى مبالغة حلف قبائل حضرموت في تصعيده باستخدام مطالب أبناء المحافظة، مشيرا إلى وجود مشكلة قائمة بالفعل، لكنه تعهد من موقعه في المجلسين الرئاسي والانتقالي بالسعي الجاد لحلها.

ووجه تحذيرا لحلف قبائل حضرموت الذي أظهر توجّها واضحا نحو امتلاك قوة عسكرية خاصة به، من خلق أي مظاهر مسلحة غير قانونية، مؤكدا أن هناك إجراءات سيتم اتخاذها قريبا لضمان استقرار الأوضاع.

وجاء الانقسام الذي لاحت بوادره ليقطع وتيرة الصعود السريع في مكانة حلف قبائل حضرموت الذي تحوّل في فترة وجيزة نسبيا إلى هيكل منظم بقدرات كبيرة جسّمها من خلال سيطرته على طرق نقل الثروة الباطنية وخصوصا النفط والتحكّم بمسار توزيعها خارج المحافظة.

وتعاظمت مكانة الحلف خصوصا بعد توجه السعودية بشكل عملي لاتخاذه طرفا أساسيا مُحاورا بشأن شؤون حضرموت وأوضاعها.

وتوحي تحرّكات المجتمعين في منطقة العيون بمنعطف جديد من تصعيد الصراع في المحافظة، حيث نقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر مقربة من هؤلاء عزمهم على المضي في تنفيذ ما ورد ببيانهم الأول ومن ذلك تشكيل لجنة تحضيرية لاختيار رئيس جديد لحلف القبائل.